أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مبروك على تعييني امير الجبايش














المزيد.....

مبروك على تعييني امير الجبايش


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد طول انتظار وقلق دام شهور طويلة جاءني الخبر السار في ورقة انيقة تقول: السلام عليكم، وعلى كل من اتبع الهدى، بعد تحرياتنا اللازمة اصدرنا اوامرنا بقبولكم في منظمتنا ولكونكم من الرجال المعروفين في منطقتكم "الجبايش" فقد تم تعيينكم اميرا على هذه المنطقة، وفقكم الله لما فيه خير العباد وادخلكم مع حوريات العين والسلام.
اخفيت امر التعيين على كل معارفي في البداية حتى امي التي سألتني مرارا عن سبب اطالة لحيتي ولم استطع سوى الرد عليها انها الحساسية يا أمي فجلدي مليء بالبثور والحلاقة تحرق بشرتي.
والحقيقة ان الحاحي في طلب التعيين ليس حبا بالجهاد الاكبر فانا كما تعرفون لا أفهم شيئا من الايدلوجية الاسلامية وقررت منذ زمن بعيد تحاشي قراءة كتب سير السلف الصالح التي تحوي برأيي – واتمنى ان اكون مخطئا – قوالب من الكلمات الجاهزة التي لاتصلح لمسامعي الثقيلة الدم ولكن الامر يتعلق بقضيتين اساسيتين تقعان في صلب نفسيتي التي تربت على الانانية وحب الذات و"مفيش حد احسن من حد".
القضية الاولى – وهذا ليس سرا – ان السيد معمر القذافي الذي مايزال عقيد في الجيش منذ 25 سنة ولم يترق لعدم انضباطه ليس احسن مني ، فقد تم تعيينه امس الرئيس الاعلى لمديرية النفوس والسكان في طرابلس بعد مناقشة رسالة "الدكتوراه" الموسومة "اصل اوباما في التاريخ ياما" ونال فيها مرتبة الشرف مع التقدير والامتياز وتقرر توزيعها على طلاب مدارس القطر الليبي لحفظها عن ظهر قلب. ويأتي هذا الخبر بعد ان اعلن القذافي امس الاول في خطاب مجلجل امام حشد من الطلاب الجامعيين ( ان الرئيس الامريكي اوباما هو بالحقيقة من اصل عربي افريقي وهو مسلم واسمه الحقيقي بركة حسين ابو عمامة) المصدر:جريدة الخليج الاماراتية الصادرة امس الاول.
وقد صفق الطلاب طويلا حتى انهم من شدة الفرحة طالبوا القذافي بعدم الاستمرار في طرح هذه المعلومات حتى يتسنى لهم الاحتفاظ بمشاعر الاعجاب والدهشة الى حين، وفعلا لم يستطع العقيد ان يستمر في خطابه رغم ان الحارسات الانيقات رمين الشباب بنظرات تذوب من رؤيتها الابدان، فيما تذكر بعض الطلاب عنوان رسالته التي اعدها قبل سنوات عن اصل شكسبير والتي برهن فيها على ان انه عراقي الجنسية واسمه شيخ زبير وكان يسكن في مدينة الزبير شمال البصرة.
وتكهنت الصحف العالمية عن استعداد القذافي لتعيين نجله " هنيبعل" خليفة للمسلمين العرب فقط بعد تغيير اسمه الثقيل اللفظ الى "المعتصم بالله الثاني".
اما القضية الثانية التي دعتني الى اتخاذ هذا القرار الخطيرهي ايجاد حل دائم لافلاسي المزمن فقد طرقت ابوابا عديدة بعد نزع قبعة التخرج ولكن الجميع اتفقوا على رفض طلبي المتواضع في ان اجد فرصة عمل حتى ولو كانت حمال في سوق النهضة. ولان البلد الذي اعيش فيه منظم الى درجة لعينة فالقانون يشترط بالجميع ان يحملوا شهادة اختصاص في الوظيفة التي يرغبون التقدم لشغرها وبما اني خريج كلية القانون والسياسة في ذلك الزمان فقد تعرضت للسخرية المرة من قبل لجان التعيين الذين رددوا على مسامعي مرات ومرات قائلين: اخي انت اكيد من جماعة اهل الكهف، نحن في هذا البلد ليس لدينا سياسة فهي مرسومة منذ عشرات السنين ومعاصرة لكل مقام ولاداعي لاستحداث اية وظائف فيها ، اما السياسة فهي تعبير اكل عليه الدهر وشرب وليس من المعقول ان نكون سلفيين ونعود للماضي من اجل عينيك.. كن عصريا في تحصيلك العلمي والادبي والاخلاقي، يالله روح.
ورحت ، ولكن الى منظمتي الحبيبة لاتقدم بطلب تعييني بها وهكذا كان.
بعد ايام "نزلت" الى بغداد لاشتري عدة الشغل:نظارات شمسية تغطي نصف الوجه وموس حلاقة حاد جدا للقط شعيرات الوجه الطافرة وعدد لابأ س به من حبوب الفياغرا مع بعض الفيتامينات الضرورية، كما عرجت على سوق البالة في الباب الشرقي لاتزود بقمصان كالحة اللون وفانيلات سوداء وحذاء مطاطي يساعدني على الركض عند الحاجة.
في هذه الاثناء تسلمت تعليمات غاية في السرية تشير الى ان المنظمة تعاني الان من فقر مالي مدقع – حلوة مدقع – وعلي ان اتصرف بمعرفتي، ولاني خبير بفعل بطالتي المستديمة فقد عرفت ماذا تعني هذه الكلمة . جمعت "زعاطيط" حينا والذين اعرف انهم يتوقون الى المغامرات ويريدون ان يحذوا حذو جيمس بوند وقلت لهم بعد ان عرفتهم بشخصيتي: اسمعوا شباب هذه فرصتنا التي لاتعوض ، منظمتنا تريد سيولة نقدية وامامنا ابواب البنوك مفتوحة واولاد الاثرياء يلعبون في الشوارع واصحاب محلات الخضروات لايبخلون علينا بما عندهم خصوصا اذا عرفوا ان ذلك يقع ضمن الزكاة والخمس، و.. لدينا عمليات اخرى سنعلن عنها في حينه ولا تنسوا ان معظمها تقع في خانة الجهاد ضد الاحتلال السافر فنحن اصبحنا جزءا من المقاومة ايها الشباب.
ولم تمض عدة شهور حتى وجدنا محاسب فرع منظمتنا يرقص فرحا وهو يزف لنا خبر امتلاء الخزينة بالعملة الصعبة. وما كان مني الا ان ابرقت الى مسوؤلي المباشر امير الشام وضواحيها لازف له الخبر المفرح معددا له عدد البنوك التي ركع محاسبيها امام ارجلنا وسلمونا مابخزائنهم والاثرياء الذين باعوا "اللي وراهم وكدامهم" ليطلقوا سراح اولادهم الا بعض الاستثناءات التي لاتذكر والمتعلقة برفض بعضهم دفع الفدية لعدم تمكنهم جمع الاموال في الوقت المحدد مما اضطرنا الى ارسال جثث اولادهم مقطوعة الروؤس.
بصراحة انا اتطلع الان بعد هذه الانجازات الى منصب اسلامي جديد هو امير جنوب الخليج الفارسي والولايات المجاورة.. يارب.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجاثا كريستي والعراق والمالكي
- ولكم انكشف المستور
- اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
- يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
- حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
- من خمس جدي يفتحون الفضائيات
- ظاهرة شديدة اللهجة ضد وزير الكهرباء العراقي
- من هالمال حمل جمال
- الى مرضى السرطان، اشربوا بولكم حالا
- وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية
- عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام
- فتح الآذان في حوار الطرشان
- جوامع 5 نجوم
- تعازينا الى الكفار في سينما اطلس البصرية
- فتوى من اجل هدر دم نانسي عجرم
- والله انا اغبى رجل في الاقتصاد
- سياسة جديدة للحرس القومي في السعودية
- طبخة مام جلال طلعت بدون ملح
- الطباخات لسن معزومات في وليمة مام جلال
- أمنا المرأة.. ابونا الشرطي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مبروك على تعييني امير الجبايش