أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اجاثا كريستي والعراق والمالكي















المزيد.....

اجاثا كريستي والعراق والمالكي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 10:10
المحور: كتابات ساخرة
    


لو قيض لكاتبة الروايات البوليسية "اجاثا كريستي" ان تعود الى الحياة مرة اخرى فاول ماتفعله البحث عن كتابها المعنون ، الجريمة الكاملة" لاهداء نسخ منه الى علية القوم في الحكومة العراقية المنتهية صلاحيتها.
وقبل ان اسرد لكم بالتفصيل ماذا ستفعل كريستي بعد ذلك لابد ان انقل لكم خبر اعتلال صحة"ابو الطيب" والتي كانت وراء الهذيان الذي اصابه وهو طريح سرير في قسم علاج القلوب المعطوبة.
فقد تعرض "ابو الطيب" ليلة امس الاول الى عارض صحي اضطره الى لقاء طبيبيه الحميمين اخصائيي القلب والباطنية مرة اخرى لاجراء الفحوصات وتشخيص مايمكن تشخيصه من علل جديدة خصوصا وان طبيب الباطنية قال له يجب ان نستضيفك عدة ايام لنعرف سبب وموقع النزيف الداخلي الذي اهدر كميات كبيرة من الهيموكلوبين من دمك.
ليس غريبا على"ابو الطيب" ان يسمع مثل هذه الاخبار فهو زبون شبه دائم لهذه المستشفى حيث عقد صداقات راسخة مع بعض اطبائها وممرضيها، ولكن الغريب ذلك الهذيان الذي اصابه كما ذكر لي الطبيب المقيم الذي لم يفهم من كلماته سوى اجاثا كريستي و.. بعض كلمات نطقها بلغة غريبة.
تذكرت ان "ابو الطيب" كان معجبا حاله حال جميع الشباب في ذلك الوقت بقصص اجاثا كريستي البوليسية ولكنه لماذا يتذكرها الان بعد مضي سنوات طويلة؟.
في غمرة هذيانه سمعته يقول: نعم ياصديقي سأكون سعيدا لو ان هذه الكاتبة الرائعة تعاد الى الحياة من جديد .. انا واثق انها ستهدي العديد من نسخ كتابها"الجريمة الكاملة" الى اعضاء البرلمان وعلية القوم في الحكومة العراقية وبعض شخصيات دول الجوار البعيدة التي تحرك الخيوط وهي في جحورها.
وكأنما عدوى هذيانه انتقلت لي وانا انظر اليه ممددا على السرير الابيض.. تذكرت هذه القصة واحداثها ، وكدت اعرف لماذا اختار ابو الطيب هذه القصة بالذات في هذيانه – بالمناسبة منشورة في كتب جديدة في هذا الموقع -
ما علينا ، فقد جاء في الاخبار ان رئيس الوزراء المنتهي صلاحيته استقبل يوم امس الكاتبة العالمية اجاثا كريستي بمكتبه في المنطقة الخضراء وتناول اللقاء بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك . وجاء في خبر عاجل ان المالكي اعرب عن قلقه للوضع الامني في بغداد التي كتبت عنها كريستي قصتان رائعتان هما ،موعد في بغداد و جريمة في بغداد. ولكن الناطق الرسمي لحكومة تصريف الاعمال لم يفصح عن سبب قلقه مؤكدا على ان ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة اربع سنوات اخرى كفيل بالقضاء المبرم على الجريمة المنظمة في القطر العراقي. وفي فترة الغذاء الذي اعقبت المباحثات اختلت كريستي بالمترجم المعتمد وسألته عن قصد المالكي حين رفع يده وصاح في نهاية المباحثات" لو العب لو اخرب الملعب"؟.
ولم يستطع المترجم ان يستطرد في الشرح حيث نودي على كريستي للحضور الى قاعة الاجتماعات لاستكمال المباحثات في الاوضاع الامنية.
قالت كريستي: سيادة رئيس الوزراء، بعد تدقيقي في جميع الملفات وجدت ان اصرارك على الاستعانة بقصتي "الجريمة الكاملة" لامبرر له في تفسير الاحداث الجارية الان فبطلة قصتي جان وهي كما تعرف ممثلة مشهورة وغنية جدا لم تكن تعاني من انعدام الجاذبية في الشخصية بل بالعكس كانت تسحق اي شخص يتجرأ ويكون ندا لها، ثم انها استطاعت ان تقتل غريمها رغم انها اغتيلت فيما بعد على يد عشيقها.
وفيما يلي مقتطفات من محضر الاجتماع:
قال السيد المالكي: اسمحي لي ايتها الكاتبة المخضرمة ان اقول اني لم اصر على الاستعانة بقصتك هذه لاني لم اقرأها ولكن عنوانها هو الذي اثار حماسي فنحن لم نسمع بالجريمة الكاملة في اي منطقة بالعالم الا بالعراق كما لم نسمع بحدوث جرائم انعدام الكهرباء والماء وتفشي الفقر والبطالة ووقوف العاطلين في المساطر بانتظار رحمة الله.. انها ياسيدتي جرائم يحاسب عليها القانون تماما كما كانت شرطة الاداب تفعل في الاتحاد السوفيتي سابقا حيث كانت مهمتها الرئيسية القاء القبض على اي عاطل عن العمل.. لا ياسيدتي نحن لانسمح ابدا بانتشار مثل هذه الجرائم ولهذا فانا متمسك بكرسي الرئاسة لاصلاح ما افسده الدهر، وكما قلت سابقا عبر وسائل الاعلام ان حكم العراق يحتاج الى رجل قوي الشكيمة وانا كما تعرفين لدي الشكيمة وسانوخ على صدر الناس – المنحرفين منهم طبعا – اربع سنوات اخرى.
لماذا استدعيتني اذن؟ قالت كريستي.
آه .. نسيت ان اقول السبب المهم في استدعائك.. هناك جرائم حدثت في مناطق مختلفة من العراق ومايزال حل رموزها مستعصيا علي وفضلت ان استنجد بك لمساعدتي في ذلك.
هل تنورني قليلا باعطائي بعض الامثلة. ردت كريستي.
بكل سرور ياسيدتي.. في البصرة مثلا لانعرف من هم الذين يسرقون النفط من الآبار كما لانعرف من اين يحصلون على باخرات النقل العملاقة التي تنقل نفطهم بارخص الاسعار.. وهذه كما تعرفين جريمة كاملة حيث لم يستطع جهازي الاستخباراتي معرفة الفاعلين، كما فشلت نفس الاجهزة في الحصول على معلومات دقيقة عن سبب انتشار اللغة الفارسية في شارع ام البروم وسوق المغايز حتى ان رواد قهوة ابو مضر وجزيرة السندباد امتنعوا عن اعطاء اي تفسير لذلك... وفي بغداد حاولنا جهدنا في تعقب مجرمي التفخيخ ولكننا لم نلق القبض الا على اللصوص وحرامية "الخاوة".. وليس سرا اقول لك ان جماعتي شددوا قبضتهم في الايام الاخيرة والقوا القبض على روؤس القاعدة لكي يطمئن شعبنا الى حسن نوايانا في تعقب رجال الزرقاوي والصفراوي وجلاوزة امير بغداد.. ولا اريد ان تسأليني عن السبب في حماس رجالي هذه الايام لان ذلك يقع ضمن المعركة الانتخابية الديمقراطية. كما اريد ان استعين بك في معرفة هذا الشغب الذي احدثه جماعة مجهولين في شمال العراق حين وجهوا مدافعهم على حدودنا ليومين متواصلين... لا .. لا ياسيدتي لااستطيع ان اذكر لك عدد الوفيات ولكن يمكن القول هناك العديد من الجرحى زارهم رئيس مكتبي ووعدهم بصرف رواتب 3 اشهر باثر رجعي.. هل تريدين ان نتكلم عن الجرائم الاخرى في بقية المناطق .. حسنا انا اعرف ان لاوقت لديك لسماع المزيد فانت الان امل الجماهير الغفيرة في افغانستان ويعقوبيان وباكستان وجنوب غرب ايران. ولا يسعني في هذه المناسبة المجيدة الا ان انقل لك شكر طائفتي على هذا اللقاء المثمر وآمل ان يحذو حكام بيزنطة حذوي بالاستعانة بخبرتكم والله على ما أقول شهيد.
بعد نشر اخبار اللقاء الذي انفردت به العديد من الصحف البارزة تفاجأ روؤساء تحريرها في اليوم التالي بمرتجعات صحفهم التي بلغت نسبتها 99 بالمائة فيما اشار التقرير الاحصائي اليومي الى ان نسبة 1 بالمائة الباقية من هذه الاعداد تم توزيعها على رواد باجة الحاتي والساكنين في الشقق القريبة من محلات باتا وزبلوق وحي السنك القريب من اسواق خير الله سابقا. ولم تألوا كوادر هذه الصحف في التنقيب عن اخبار "انفرادية" على غرار اغتيال بن لادن وهو في طريقه الى باب الشيخ عابرا من ميدان ساحة التحرير مشيا على الاقدام.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكم انكشف المستور
- اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
- يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
- حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
- من خمس جدي يفتحون الفضائيات
- ظاهرة شديدة اللهجة ضد وزير الكهرباء العراقي
- من هالمال حمل جمال
- الى مرضى السرطان، اشربوا بولكم حالا
- وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية
- عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام
- فتح الآذان في حوار الطرشان
- جوامع 5 نجوم
- تعازينا الى الكفار في سينما اطلس البصرية
- فتوى من اجل هدر دم نانسي عجرم
- والله انا اغبى رجل في الاقتصاد
- سياسة جديدة للحرس القومي في السعودية
- طبخة مام جلال طلعت بدون ملح
- الطباخات لسن معزومات في وليمة مام جلال
- أمنا المرأة.. ابونا الشرطي
- انقذوني سأنقلب الى امرأة


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اجاثا كريستي والعراق والمالكي