أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ممنوع مسك الاماكن الحساسة














المزيد.....

ممنوع مسك الاماكن الحساسة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 10:15
المحور: كتابات ساخرة
    


تفاجأ العديد من اصحاب الصيدليات ومحلات بيع العطور والمراهم الشعبية في بغداد الجديدة بأقبال الجماهير الغفيرة على شراء المرهم المضاد للحكة الجلدية بكميات كبيرة.
وعزا البعض من ذوي النيات الحسنة هذا الاقبال الى ارتفاع درجات الحرارة في هذه الايام وانقطاع الكهرباء مما يسبب ظهور الحساسية الجلدية، ولكن بعض الخبثاء منهم والذين لا هم لهم سوى الصيد بالماء العكر اكدوا على ان احد خطباء الجمعة حذر في الاسبوع الماضي من انتشار امراض الجرب والتهاب العانة ومناطق حساسة اخرى في الجسم بسبب الغضب الالهي على ناس العراق الذين تناسوا واجباتهم الدينية وعدم اهتمامهم بآيات الردع الالهي.
ولكن نخبة مثقفة من اصحاب الصيدليات نفت هذه الاشاعات لان العديد من الذين اشتروا هذه المراهم هم من " الطائفة" المسيحية" حيث لايمكنهم الدخول الى الجوامع والا مصيرهم هدر الدم.
وظل لغز"المراهم" يشغل بال باعة العطور والصيادلة الذين عجزوا عن ايجاد تفسير للاقبال عليه خصوصا من النساء ولكنهم استسلموا في آخر الامر خصوصا وانهم تخلصوا من خزين المراهم في مستوعادتهم بين ليلة وضحاها.
ولكن الامر لم يكن كذلك لصاحب الصيدلية الخافرة في عكد النصارى فقد أحس لثوان معدودات انه شرلوك هولمز العراق بعد ان استقبل امرأة متلفعة بالسواد تثير خوف من ينظر اليها خصوصا وانها ذات طول فارع وقوام لاغبار عليه سوى غبار اسفلت الشارع الرئيسي في بغداد الجديدة.
قبل الساعة العاشرة من ليلة امس الاول دخلت هذه المرأة الى صيدلية صاحبنا الذي بان عليه الضجر في مثل هذه الساعة،وتوجس صاحب الصيدلية شرا حين رآها قادمة اليه ولم يبن منها الا عينيها، وكالعادة ظن انها تتمنطق بحزام مفخخ لاتستعمله النساء الا في البحث عن حوري في الجنة او انها في احسن الاحوال تريد كل ماجمعه من المال خلال هذا اليوم. استعد لكل المفاجأت ومد يده ببطء الى درج مكتبه ليخرج مسدسه الجاهز للاطلاق.
حين سمعها تطلب بلطف مرهم "الحكة" تراخت يده اليمنى واعاد مسدسه الى مكانه وركض مسرعا ليحضر ما طلبت.
حين عاد رأى وجها مشرقا وابتسامة رائعة وصوت لا اروع منه الا صوت كارمن في تلك الاوبرا الخالدة والمسماة باسمها.
قالت: اعذرني ياأخي فالدنيا حر ولا اطيق هذا الحجاب الذي يمنعني من التنفس ووجدتها فرصة في هذا الجو المكيف ان ادخل الهواء البارد الى جسمي.
قال متعلثما: لابأس ياسيدتي فالجو فعلا لايطاق والحر خانق وكأن الاوكسجين قد رحل عن هذه المدينة.
ضحكت المرأة الشابة: ليس الاوكسجين فقط وانما حتى اولاد الحلال.
سأل متعجبا : اولاد الحلال؟؟
نعم يا اخي اولاد الحلال هاجروا الى اراضي الله وتركونا تحت رحمة من لايرحم.
ولكن كيف؟؟ سأل صاحبنا وهو يمد لها علبة المرهم المغلف.
اعذرني فالوقت متأخر ولا مجال لاطالة الحديث.
ولكن صاحبنا توسل بعينيه ان تفسر له ما تقصد.
مدت يدها وناولته ورقة مطوية واسرعت في الخروج كأنما على رأسها الطير – اي طير لا أحد يدري-.
حين تمعن صاحبنا بما جاء في الورقة واعاد قراءتها اكثر من عشر مرات اقفل باب الصيدلية وركض مسرعا بسيارته الى بيته وكأنه يريد الا يصدق عينيه فيما قرأ وعسى ان تلطمه زوجته على خده ليصحو من كابوسه.
ارجوك يازوجتي العزيزة اقرأي ماجاء في هذه الورقة وقولي هل يحق لي ان اصرخ او ارقص رقصة الهجع او ابكي او اشرب ما بالثلاجة او اكشر لك عن انيابي؟؟.
قرأت الزوجة بصوت هامس في المرة الاولى ثم ارتفع الصوت تدريجيا في المرة الثانية والثالثة ثم اخذ الصراخ يحل محل الصوت ثم الانهيار على كنبة الصالون الوحيدة واخيرا الصمت المطبق.
صدق او لاتصدق:
جاء في الورقة مايلي: تعميم اداري رقم (23) بشأن الالتزام بالاحتشام في الملابس في ساعات الدوام الرسمي.
السيدات موظفات هيئة الطرق والجسور
تحية طيبة وبعد...
بالاشارة الى الموضوع اعلاه واستنادا الى المبادىء والمعايير التي تحكم اخلاقيات العمل واحتراما للقيم والتقاليد....
عذرا ايها السادة لااريد ان اكتب النص الكامل بل الذي يهمني ماجاء في اخر التعميم والذي يتضمن التالي:
كما يرجى الامتناع عن لمس الاماكن الحساسة امام عملاء الهيئة.
التوقيع: كوثر كاظم/ مدير ادارة الموارد البشرية والتطوير.
صفن صاحبنا الصيدلي ثم هدأ قليلا ليقول لزوجته: يعني كل الخطبة الاخلاقية الرنانة في التعميم من اجل ان تقول او يقول هذا المدير يمنع على النساء لمس اعضائهن الحساسة امام المراجعين؟
يعني اشلون ممكن تهضم هذه العبارة وهل يمكن ان تنتظر الموظفة احد المراجعين على احر من الجمر وما ان تراه قادما حتى تسارع الى مد يدها الى ماتحت ثوبها الاسود وتحك ماتريد امامه... وهل يقع هذا " الحك" في خانة القضاء على الروتين الاداري وانجاز معاملات المراجعين ..؟ وهل هناك فعلا مراجعين لهذه الهيئة الخاصة بتبليط الطرق والجسور؟؟؟ ثم ماذا عن الموظفين "الزلم" ولماذا لم يشملهم التعميم حتى ولو شوهدوا وهم يحكون (خص....) التي تغلي من الحر؟؟.
اسئلة لامجيب لها ويبدو اننا سنستعين باولي العلم منا والى أن يظهروا من غيبتهم الكبرى فورقة التعميم موجودة على طاولة مكتبي لمن يريد الاطلاع عليها.
لاتخسروا شيئا الا عقولكم حين ترغبون بقراءة كامل التعميم ،فقط ابعثوا لي بايميلكم الخاص وانا سأرسل لكم التعميم حتى لا اتهم بالهذيان كما ينعتني احد القراء.
صورة التعميم جاهزة للارسال لمن يحب ان يقرأ



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشد على يدك ياكريم يا وحيد
- فاحت الريحة يا ناس
- انكم والله لاتستحقون حتى الشتيمة
- المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات
- قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
- ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري
- مبروك على تعييني امير الجبايش
- اجاثا كريستي والعراق والمالكي
- ولكم انكشف المستور
- اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
- يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
- حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
- من خمس جدي يفتحون الفضائيات
- ظاهرة شديدة اللهجة ضد وزير الكهرباء العراقي
- من هالمال حمل جمال
- الى مرضى السرطان، اشربوا بولكم حالا
- وصلتنا نماذج بشرية ضمن المواصفات العالمية
- عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام
- فتح الآذان في حوار الطرشان
- جوامع 5 نجوم


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ممنوع مسك الاماكن الحساسة