أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة














المزيد.....

ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 13:41
المحور: حقوق الانسان
    


ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة ؟

إنه يعني أن تقول بصوتك أنت ما تشعر به أنت , أنك ترفع صوتك عاليا , عن الظلم الذي تتعرض له أو يتعرض له بشر آخرون , يعني أنك انتزعت , لأول مرة على الأغلب في حياتك , حقك في الكلام , أو حريتك في الكلام , ليس فقط أن تتحدث , بل إنك تحتج على الظلم الواقع عليك أو على بشر آخرين , و أنت لا تفعل هذا سرا كما يحصل عادة بل جهارا , أمام كل الناس , أمام من تعتقد أنه ظلمك ومن تعتقد أنه سيتعاطف مع قضيتك , إنك تكسر الإجماع الوهمي القائم على الصمت , صمتك أنت و صمت الآخرين , إنك تحطم وهم الخضوع للظلم القائم أيضا على الصمت , إنك و بصوت مرتفع تخلق حقيقة أخرى , واقعا آخر , غير ذلك الذي يتحدث عنه الإعلام الرسمي لنظام مدينتك أو بلدك أو شارعك أو للنظام العالمي الرسمي , إنك تعيد خلط الأوراق , فها هم الضحايا يحتجون , بصوت مرتفع فيعود الظلم ظلما و يتوقف الصمت عن أن يبقى حجابا يخفي الحقيقة أو حاميا للطغاة . هناك على الدوام العديد من الأسباب الوجيهة للإحساس بالغضب , لكن هناك أيضا دوما أسباب وجيهة أخرى لكظم هذا الغضب . إذا كنت تعيش في أي من الدول العربية فإن أولها هو قانون الصمت السائد , الذي يعاقب بقسوة على الهمس ناهيك عن الكلام بصوت مرتفع , في مجتمعاتنا التي تدار حقيقة بالحديد و النار فإن البوح بصوت مرتفع يعاقب عليه بقسوة , إن التظاهر في دولنا ليس نزهة , بل دعني أنصحك بأنك إذا امتلكت ما يكفي من مال لتذهب في نزهة أن تفعل , إن قوى الصمت شريرة و هي لا ترحم , تذكر أن القضية هنا تدور عن حريتك أنت في الكلام , و الإشارة إلى الظلم على أنه ظلم , و هذا تحد سافر للنظام القائم على الصمت و ممارسة الظلم على أنه من طبيعة الأشياء , إذا كنت تريد حريتك فاستعد لتدفع ثمنها , فهي للأسف باهظة الثمن , جدا أحيانا , و هي لذلك حتى اليوم مخصصة للأغنياء , بل إني أزعم أنها أغلى ما يمكن أن يملكه الإنسان . أما إذا كنت في أي مكان يمكن فيه للإنسان أن يتظاهر و يذهب بعد ذلك لشرب الشاي , فإنك تواجه إذن "الحكمة" التي تقول : و ما الفائدة ؟ لقد صممت الديمقراطية هناك بدقة شديدة بحيث أن الكلام يبقى كلاما و يبقى عاجزا عن تغيير أي شيء , ذات يوم ضرب بوش و بلير عرض الحائط بالملايين التي خرجت إلى الشوارع و أمرا بشن الحرب على العراق , كان درسا عن حقيقة الوجهة التي تتخذها ما يسمى بالديمقراطية و التي تستخدم أكثر فأكثر الوسائل و الخطابات الفاشية التي تقوم على خلق كراهية الآخر و فوبيا الخوف من التعدد و الإصرار على الفكر الأحادي و على الهوية الأحادية و ربط هذا كله بمفاهيم مثل الخير و الشر وصولا إلى تبرير قتل الآخر و استئصاله , يصبح هناك شكل واحد للحقيقة و يصبح الاختلاف إما جنونا أو هرطقة أو سذاجة , و الاعتراض على استئصال الآخر خيانة . أنت بالفعل لا تغير شيئا عندما تصرخ بما تريد , لكن تذكر أن نظام السادة يحتفظ بالحق في الكلام أو حرية الكلام للسادة أصلا و لمفكري النظام السائد , و أنه يصر على أن ممارسة الكلام أو التعبير خارج هذا المركز هي من باب العادة و التقليد لكنها يجب أن تبقى ممارسة معزولة و مراقبة حتى ما دامت لا تخضع لمشيئة القوى السائدة بل و ربما تتحدى سطوتها . إنك لا تمارس حريتك في الكلام فقط في وجه النظام السائد بل أيضا في وجه الناس السلبيين الذين هم أيضا يتعرضون لما تتعرض له . طالما كان الناس يعرفون دوما أنهم عرضة للتهميش و النهب و الاستغلال و التغييب و لا حاجة لأي دعاية أو تحريض هنا فالحقائق عند كل زاوية و وراء كل ركن , لكنهم إما لا يجدون جدوى في الاحتجاج أو لا يعرفون كيف يحتجون على ما يتعرضون له أو ليسوا مستعدين بعد لدفع الثمن الذي سيطالبهم به من يستغلهم و يهمشهم إذا رفعوا صوتهم في وجهه . في لحظات ما , يبدو لهؤلاء , أغلبهم أو أكثرهم , أن الكيل قد طفح , و الحقيقة أنه يكون قد طفح منذ زمن بعيد , لكن ثقافة قديمة عريقة في الخوف و التردد و الاستسلام تجعل حتى هذا الكثير يبدو مقبولا إلى يوم الانفجار , تذكر أن الجماعة قوة و أن المظلومين يكونون أقوى ما يمكن إذا كانوا معا ضد من يستغلهم . تذكر أنك تنتزع اليوم فقط حريتك في الكلام , أو غالبا في الصراخ فعندما ينكسر الصمت و تتحرك الحناجر التي أدمنت الصمت لا تكتفي بالهمس فقط , إنك لم تحصل بعد على حريتك كاملة و لا حتى منقوصة , إنك بالكاد بدأت تبحث عنها , لكن تذكر جيدا أن أول الغيث قطر ثم ينهمر........



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة جديدة في حزب مأُزوم ( عن الأزمة الجديدة في الحزب الشيوع ...
- انتفاضات الخبز في مقابل الثورات المخملية
- الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جي ...
- لماذا يجب الاقتصاد في التصفيق لأردوغان
- حادث عادي جدا
- تعليق على ما كتبه غسان المفلح و كامل عباس عن اليسار و اليمين
- الرهانات في -معاقبة- اليونان
- لماذا لا سادة و لا آلهة ؟
- تضامنا مع نضال العمال اليونانيين !
- لا رأسمالية بلا أزمة بيان الأول من أيار
- سجال حول المواطنة
- نحو يسار عربي جديد
- بين الديمقراطية و الليبرالية
- ما بعد أمريكا
- أوجه الشبه بين ستالين و بوش
- الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل
- القصة الأخرى لكتاب لينين مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية
- الصراع الطبقي في سوريا
- وجه الشبه بين مبارك و الأسد و أمريكا والله
- عن موت أو نهاية المثقف


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية: اعتقال 53 شخصا على صلة بإسرائيل بتهمة استخ ...
- إيران: إعدام مجيد مسيبي بتهمة التجسس لصالح الموساد
- الصين: الهجوم الأمريكي على إيران انتهاك جسيم لميثاق الأمم ال ...
- رواندا.. اعتقال المعارِضة البارزة فيكتوار إنغابير بتهم التآم ...
- إيران: إعدام مواطن أدين بالتجسس لصالح إسرائيل
- تفاصيل القصة.. إيران تنفذ حكم الإعدام بحق جاسوس للموساد
- البرادعي :حرب عدوانيه على إيران مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية
- لازاريني يدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة بغزة والمطبخ العالمي ت ...
- إعدام -مجيد مسيبي- بتهمة التجسس لصالح الموساد


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة