أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير قوطرش - خطيئة شرف














المزيد.....

خطيئة شرف


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 15:38
المحور: الادب والفن
    





جلس الأب وأبنته ,بعد أن اعترفت له بخطيئتها الكبيرة التي لوثت شرفها وشرف العائلة ,وطلبت إليه أن يفعل بها ما يشاء فهي راضية بما يحكم , حتى لو كان الحكم بالقتل أو الرجم أو ما يراه مناسباً لغسل العار .
ساد بينهما صمت عميق وطويل , كانت تبكي وترتجف مترقبة رد فعل الأب الذي وضع رأسه بين يديه مغمضاً عينيه شارداً بفكره, وهو يردد بسره...يا ليتها لم تعترف لي بخطيئتها . هي ابنته الوحيدة التي يحبها أكثر من الحب , وخاصة بعد وفاة أمها التي كانت بالنسبة إليه كل شيء في حياته .عندما رحلت زوجته إلى العالم الأخر تركت له قلبها الحنون في وعاء قلبه من أجل أن يربيها بحب الأمومة وحنانها .ومنذ وفاتها وهو يردد باستمرار, ابنتي الوحيدة هي من رائحة المرحومة التي لن أنساها يوماً.
رفع رأسه ,ونظر إلى وجه ابنته البريء ,وسأل نفسه ذلك السؤال النمطي ...ألم أقع أنا في الخطيئة, وتبت بعد ذلك ,ما الفرق بيني وبين ابنتي ,أليست إنساناً ,له قلب وله مشاعر يخطيء ويصيب.ألم تقترن الخطيئة بالتوبة كاقتران الجسد بالروح أليست التوبة هي التي تغسل كل الخطايا؟؟.
"وقدم له الكتبة والفريسيون إلى يسوع أمرأة أخذت في زنى وأقاموها في الوسط.وقالوا يا معلم إن هذه المرأة قد أخذت في الزنى.وقد أوصى موسى في الناموس أن ترجم مثل هذه فماذا تقول أنت"....."أما يسوع فأكب يخط بأصبعه على الأرض" .لقد كان المعلم في تلك اللحظات ,يسأل نفسه عن غباء أولئك الذين يتمسكون بالناموس كصنم بلا روح ولا إحساس ,كان يدرك أنهم يمثلون القلوب القاسية التي لا حياة فيها ولا حب .نظر إلى المرأة التي أخذت في زنى , كانت عيناها تتوسل إليه, نظر إلى قلبها من الداخل ووجده أبيضاً ,لا حقد فيه ولا حسد ,أخطئت لكنها قد عزمت على التوبة إن رحمها المعلم ,وأبعد عنها ذئاب النواميس الجامدة.
"ولما استمروا يسألونه ...انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطيئة فليبدأ ويرميها بحجر.ثم أكب أيضاً يخط على الأرض."
انتظر المعلم بعد ما قال مقولته المشهورة ,عل ناموسهم ترتد إليه الروح والحياة.
"أما أولئك فلما سمعوا طفقوا يخرجون واحدا ًفواحداً "وكان الشيوخ سدنة الناموس الميت أول الخارجين ."وبقي يسوع وحده والمرأة قائمة في الوسط,فانتصب يسوع وقال لها يا امرأة أين الذين يشكونك أما حكم عليك أحد,قالت لا يارب ......ولا أنا أحكم عليك ....أذهبي ولا تعودي تخطئين".
تذكر الأب كل هذه المشاهد التي رأها يوماً من على شاشة التلفاز ...فقام من فوره
واقترب من ابنته ,التي سقطت على قدميه طالبة منه العفو أو العقاب....رفعها إليه ,وقال لها ....توبي يابنتي , ولا تعودي تخطيئين.



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد سردشت عثمان
- البعد الاجتماعي للتوحيد
- زوجة سعودية ذكية
- التبشير الإسلامي في الغرب
- الكافر بالإيمان
- أُريُدكَ أنثى .
- هل قوانين القرآن الكريم تقدمية أم رجعية؟
- عندما لا تغري الأجساد
- ماذا فقد الشباب بسقوط النظام الأشتراكي
- حنان الفلسطينية
- مشكلة القهر والفقر أم المباشرة في الدبر
- صرخة في صحراء العولمة
- إستراتيجية اللاعنف
- الخلافة الإسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة.:
- المقهور
- مشكلة الفقر
- رحيل مناضل
- أعشق شهر إبريل (نيسان)
- مرض التقليد في الحركات الشيوعية العربية.
- الجنس عند العرب والمسلمين


المزيد.....




- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 رابط بوابة التعليم الفني لعرض ال ...
- غسان زقطان: آبائي هم أبناء جيلي ولا أثر لـ-الرواد- فيما أكتب ...
- وفاة الفنانة العراقية إقبال نعيم
- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير قوطرش - خطيئة شرف