أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي هادي - عجز الإعجازيين














المزيد.....

عجز الإعجازيين


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 13:26
المحور: الادب والفن
    


عجز الإعجازيين

لا تقرب العلم أنت محملا
بنفاق زي خرافةِ الكَذبِ

إن العلوم حقائق الدنيا مجربة
تضيء للناس الطريق،
لهم
و تُبعد الشعب عن جهلٍ و عن سلبِ

أبعد عن العلم واتركه لعالمه
و اسكن كهوف الظلمة العمياء في خوفٍ
و في رُعُبِ

لا تقرب العلم ها أنت الذي تُنجسه
بكل حرفٍ من أحرف التهريج و التخويفِ،
كالعربِ
أبعد عن الأُنثى فقد أذللتها،
عن كلِّ شيخٍ خرفٍ أو صبي

يا مُعجز العلم هلا ذكرتَ
قولك للأتباع: "هيا ابعدوا"
عن التعلم في مدارسنا العظيمهْ؟
حاربتها بقوةِ لئيمه،
كفّرتها بخرافةٍ سقيمهْ.
و قلتَ عنها قولك "اليقين":
"أن فيها كفرها اللعين
لخرافة الأديان،
لأنبياء الله كلهم،
و للنبي القائد العربي".

إنني أحببت سماع الرعدِ في رعداته المكررهْ
لا أحبُّ أبدا يدخُل أذني أي صوتٍ
من مواء الهررهْ
هوُ ذا قولي
و لكن قولكم:
"لا تستعملوا البرق و لا الهاتفَ"،
"لا تصعدوا القاطرهْ"
"لا تركبوا السيّارةَ الفاجرهْ"
" و قبل أن تحيض في بيوتكم،
فزوجوا ابنتكم صغرى، كطفلة قاصرهْ،
و عمرها لا يصل العاشرهْ"
هذي هي الأقوال للأتباعِ ،
أتباعكم
و اليوم لازلتهم تسيرون بهذا السـُّخْفِ
في الدربِ


ابعد عن العلم إن، كنت في الاسلام، قد وُلدت أفكاره،
مكتوبة فوق أوراق على عُجبِ
لليوم تؤمن بالبُــراق طائرةً،
لكي يَري النبيُّ اللهَ معتلياً،
في عرشه
فوق السماء التي تعلو على السحبِ

أو كنت في دين موسى قائلا فرحا
عصاه قد قُلِبت لثعبانٍ قويٍّ جلي
يبلع حيّات فرعون و صحبته
بكل نهم و شهو دون عَــودٍ و منقلبِ

أو كنت من دين عيسى،
و عنه قائلٌ قولك:
"إنه محيٍ للميت من عظمه في صُلبِ".
قد صار عيسى بمولده
ثلاثة: ابنا و روحا و خالقا في أبِ

قد فُـسِّــر القرآن في يومٍ بأعلمهم
من ابن عباس الصبي الذكي
إلى عبد الله بن عمر
إلى كاتبه الأموي و عبد الله بن سرحِ
إلى كعبِ

حروفكم كتلك الأبيات مبهمةٌ،
يفسرها كل واحد منكم على ذوقِه:
ففي الشرقِ على الشرقِ
و في الغربِ على الغربِ.
يخالف بعضكم بعضا
على المسح، على الغسل
على الأكل، على الشربِ
على (الطلي)، على (الصخل)
على الركضِ، على الركبِ
فيقتل بعضكم بعضا
بلا خوفٍ من الله
بلا قلة من عطفٍ
أو شيء من الأدبِ

و أحرفكم قد انقلبت إلى لُعَــبٍ
لأطفالٍ قد غاصوا في ضحكٍ و في لعب
خرافاتٌ
اساطيرٌ و أقوالٌ لأقوامٍ
قد غابت في حربٍ و في شغبِ

أقوالكم
خرافةُ اسطورة بديعة فرحت بها الصبيان
تنفعهم
ليوم الدقِّ و الطربِ

لم يخلق الله للعلم إنسانا، و لا أبدا
ألم تقولوا : و ما خلقناكم إلا لكي تعبدوا الله
و لله السجود في رهب

في الأمس قد قلتم: بأن الأرض ساكنة
و حولها تجري الشمس ضاحكة،
تدور في صخبِ

كوبرنيكو أحرق الكهان جثته
لقوله: أن الأرض جارية
و الشمس ساكنة
و حولها تجري الأرض دوارة اللعب

ألم تقلوا: أن الأرض قد دُحيت
مبسوطة بسطا هائل الرُحَب؟
و إن الجبال مساميرٌ مدببةٌ
تُدق في الأرض تحفظها من الرقصِِ
لا!
فالجبال ليست بأوتادٍ مثبتة
كي تحفظ الأرض من هز و من خببِِ


ألا تقلوا لليوم: آدم قد تم مصنعه
من طين جيء به من بُـعدٍ،
من هذه الأرضِ على عجلِ،
من كل ركن من أركانها الغُربِ؟

ألا تقولوا لليوم: حواء قد خُلقت
من ضلع آدم هادئا ودُعاً
في نومه ملقيا على جنب؟

يا وحوش الغابة الهمج
عاملتم الأنثى في خِسٍّ
و ضربتموها بحرف الله في سلمٍ
و في غضبِ

تقيء الجهل من دينٍ،
فلا شيء يُـوقِّـفه
ولا علم، ككل الناس، تَـعلمه
و لا تُسكنْ مآسي الناس في الدنيا
في فرحٍ و في حُبِّ
و في قحطٍ لا تطعم جوعانا
و لا تروي عطشانا
بماءٍ يروي في الشرب

لا
لا إعجاز في الكتب.
نشرتَ الجهل مصحوبا بالعجز و بالخبث
فيا جاهل أبعد جهلك القاتل للعلم
في خبثك لا تسخرْ من البحث
من الكدّ، من التعب.

هذي هي الشمس تشرقُ في مشارقها
و تغرب اليوم كالأمس في مغاربها
فلا عرش للهِ ليخفيها
و تخفي وجهها فيه
و لا لها عوْدٌ لها أبدا
تُـسلمُ لأبي بكر
و لا تضحك لعثمان
و لا عُمر
و لا ثانٍ من الصحبِ

و إن كنت
في شرفٍ و عن جدٍٍ،
لتصبح واعيَ العقلِ
فلا تستهلك الوقت في دجلٍ و في نصب
و لا تسخر من العلم، تقول اليوم: "أعرفهُ
من القرآن و الانجيل و التوراة و الوحي و الكتب"

إن كان فيك الخير فابحث لنا،
فيما تُنّــزله من حرفٍ و من كتُبِ،
عن اختراع غير موجود سابقا أبدا
لا في أراضي المشرق الصيني
و لا أراضي الكفر في الغرب

هذا هو الرأي
فأبعد كذبك المزري
أو اذهبْ صلي للهِ،
و غط اليوم في نومٍ
و صُـمْ يومك في شهرِ كشعبانِ،
في صفرٍ،
أو رجبِ

هيا ابتعد
هيا ابتعد.
أبعد عن العلم واترك إلى الخياط صنعته
و ارجع إلى النوم فرحانا بلا صخبِ


أسبانيا
19/05/2010



#محيي_هادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبور و النشور
- فضلاء زارا
- إلى ابنتي
- قمة المجنون
- العطل في العراق
- دردشة مع فيروز عن أجراسها
- ما يفتخر به الارهابي
- نظرة على الخطاب الجبري في فكر عمر الخيام
- عن الكراهية و الضغينة عند المسلمين.
- إلى المرأة المسلمة (4
- عن المعري. ذلك الشاعر الأعمى البصير (4)
- عن المعري. ذلك الشاعر الأعمى البصير (3)
- عن المعري. ذلك الشاعر الأعمى البصير (2)
- عن المعري. ذلك الشاعر الأعمى البصير (1)
- قراءة في كتاب (التوراة بين الحقيقة و الاسطورة و الخيال) لابر ...
- بعثي نگس. بعثي نظيف
- باختصار: المسلمون و الحاضر
- هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ (3) و هل الذكر المحفوظ هو القرآن ...
- هل القرآن هو الذكر المحفوظ ؟(2) وهل للانسان يد في تنزيله؟
- هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ مراحل كتابة القرآن.


المزيد.....




- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي هادي - عجز الإعجازيين