محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذكر الشهرستاني في كتابه –الملل و النحل- حكمة عن سقراط، أحد الفلاسفة الأغريق، قال فيها: "لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم". أي أن على الآباء تعليم الأبناء بعقلية جيلهم الحاضر المعاصر لا بعقلية جيل الآباء أو الأجداد.
و قد اقتبس المسلمون هذه الحكمة، مع شيء من التغيير البسيط عليها، و قالوا بها قولا لا فعلا، و وضعوها في كتاب نهج البلاغة و سجلوها على لسان الامام علي بن أبي طالب. و سجل مسلمون آخرون هذه الحكمة المصححة في حساب شخص آخر قالوا أن عمر بن الخطاب قد قال بها. و لم يختلف المسيحيون عن أقرانهم، هؤلاء المسلمين، إذ أنهم وضعوا هذه الحكمة على لسان عيسى بن مريم المسيح.
و لكننا عند النظر إلى المسلمين، و خاصة الشيعة منهم، و على الرغم من تمخترهم بهذه الحكمة نجدهم يستندون في أعمالهم وفي عقيدتهم و حياتهم الحاضرة على الماضي، بل على الماضي السحيق.
و من يتصفح الكتب التاريخية الاسلامية يجد فيها من المبالغة و الافتراء شيئا كثيرا. فهي مشبعة بالخرافات و الجنس و القتل، و أيضا بالشذوذ الجنسي. و هذه الخرافات لا تزال مزروعة في عقل كثير من أفرادها. ففي عقولهم لا يزال ثورا يحمل الارض على قرنيه و تهتز الأرض عندما يتحرك هذا الثور. و لا تزال في نظرهم مسطحة مدحية لا كروية.
و نجد ايضا بين المسلمين من يعتقد أيضا أن ما يفعله اليوم كان يجب على السابقين أن يفعلوه كذلك، لا بل أن النبي محمد نفسه كان يتعين عليه أن يعمل بمثل ما يعملونه.
فبهذا كان على النبي أن لا يكشف عورته أمام زوجاته. و كان عليهن، و على رأسهن الصغيرة عائشة، أن لا يتكلمن عن الجنس بجرأة و صراحة معه، و لا بينهن، بل يبقين خجولات كفتيات الحاضر الاسلاميات.
إننا لسنا بحاجة، في الوقت الحاضر، إلى أن ننكر ما جاء في التاريخ الاسلامي من شذوذ إنساني و وحشية، بل، على العكس، نحن بحا جة إلى نبذ كل المهازل و الخرافات و الجرائم التي تمت في السابق بوجهة نظر إنسانية حاضرة. و يجب الآن، و في الوقت الحاضر، مقاومة التحريض على القتل و الغدر و سفك الدماء و التمجيد بالأفعال الشنيعة التي قام المسلمون في الماضي و يقوم بها اليوم.
إن أفراد المجتمعات الاسلامية بحاجة إلى السلام و العمل من أجله و تهدأة الرؤوس، كلها، و تبريدها و التخلق بروح الحاضر لا بروح الماضي. و أن ينسوا الفعل كان و مشتقاته: كنا و كانوا و غيرها... ثم الترحم بعدها على روح الشاعر الذي قال:
إن الفتى من يقول ها أنذا
ليس الفتى من يقول كان أبي.
فهل سيتربى أولادنا على جيلهم و زمانهم؟
محيي هادي
20/03/2009
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟