أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ (3) و هل الذكر المحفوظ هو القرآن؟















المزيد.....

هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ (3) و هل الذكر المحفوظ هو القرآن؟


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد كتبت في الحلقة الاولى من (هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟) بأن القرآن قد تم تـاليفه في عدة مراحل تتوزع بين السماوية و الأرضية، الخيالية و االحقيقية، الإلهية و الانسانية. و قد سارت هذه المراحل عبر العديد من الاعوام و القرون.
و لهذا يمكن لقارئ القرآن أن يتساءل، و هو يقرأ الآيات التي وصلت إلى يده عبر تلك المراحل و الأزمنة العديدة:
هل أن هذه الآيات، التي وصلت إليه و سميت بعدئذ بالقرآنية، قد وصلت سالمة بدون أن يضيع منها شيئا أو يضاف إليها شيئا آخرا؟
إن جواب المتدينين على ذلك هو: صحة و كمال القرآن و قوته. و هم بذلك يكررون و يعتمدون على الآية القرآنية التاسعة من سورة الحجر القائلة:
"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

عند قراءة هذه الآية نجد هناك عدة استفسارات، أضع قسما منها في ثلاث نقاط:
1) النقطة الأولى:
من هم الذين يتكلمون بـ "نحن" و يقولون عن أنفسهم أنهم الذين نزلوا الذكر و أنهم هم الذين له حافظون؟
هل هو الله، هنا؟ الشخص الأول الذي يتكلم بصيغة المثنى أو الجمع. أم يوجد معه آخرون؟

2) النقطة الثانية: و إلى من تعود "له". هل تعود إلى الذكر؟ أم إلى شخص أو شيء آخر؟

3) النقطة الثالثة:
ما تعني كلمة الذكر؟
هل هي الآيات القرآنية، التي جمعها المسلمون الآوائل و وضعوها في "مجلد" واحد، اتفقوا على تسميته بـ "القرآن"؟
أم أن هذه الكلمة تعني شيئا آخرا؟
**

إن القرآن لم يكتبه الله، و بهذا فإنه يختلف عما تقوله الاسطورة التوراتية عن اللوحتين اللتين أعطاهما الله للنبي موسى، التي فيهما الاوامر العشرة، إذ أن الله هو الذي قد كتبهما باصبع من نار.
و كذلك فإن القرآن لم يكتبه النبي محمد مثلما قام موسى بكتابة التوراة، و خاصة سفر التكوين، كما تقول الاسطورة التوراتية، فالنبي محمد، كما تقول الكتب التاريخية الاسلامية، كان أميا و كان يلقن أصحابه بالآيات القرآنية، كما ذكرت في موضوع سابق، و لم يكتبها.
و لكن هناك قول يذكر بأن النبي محمد كان يعرف الكتابة و أنه كتب، مثلا، رسالة إلى هرقل الروم و قد وصلتني عن طريق الإيميل من أحد الاسلامويين هذه الرسالة، كما و أني حصلت على مثلها قبل عدة سنوات في إحدى المرات التي زرت فيها إحدى الدول العربية.
و هنا يمكن طرح سؤالين هما:
1) إذا كان النبي محمد يعرف الكتابة، فما هي حكمته في عدم كتابة القرآن بيده؟
2) و إذا كانت له حكمة في عدم كتابة القرآن بيده، فما هي الحكمة بكتابة القرآن بواسطة صحابته؟

و يمكن للقارئ أن يجد أيضا قَـرائينا مترجمة إلى لغات أوروبية تذكر أن مؤلف القرآن هو محمد. و ينزعج المسلمون، الذين يقولون بأن الله منزل القرآن، عند رؤيتهم اسم محمد كمؤلف للقرآن.

* إن صيغة القول بالجمع موجودة في الكثير من الآيات القرآنية. و صيغة الجمع هذه توحي بأن مُنزّلي و حفطة و كتبة القرآن هم أكثر من واحد. فهل منزل القرآن يجمع نفسه مع الحافظين ليصبحوا أكثر من واحد؟ أم أن المنزل و الحافظ هو واحد يتكلم بصيغة الجمع؟

لنرى بعض الآيات التي تتكلم بصيغة الجمع.
- إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ.
- إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ.
- إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا.
- إ ِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.
- هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ.
- وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُون إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ.
- يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ.
- لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.
- إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
- قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُون.
- وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ.
- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
- وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ.
- إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ.
- نَحْنُ أَعْلَم بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيد.
- وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ.
- خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ.

* و من الآيات التي كتبت عن الله بصيغة المفرد، الشخص الأول، أعطي هذه الأمثلة:
- وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ.
- نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
- وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.

* و يتكلم القرآن، في آياته، عن الله بصيغة الشخص الثالث، مثلا:
- قل هو الله أحد.
- الحمد لله....
- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
***

و حين البحث عما تعنيه كلمة "الذكر" نجد أن مفسري القرآن يقدمون أكثر من معنى لهذه الكلمة:

* ففي معرض تفسيره للآية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" يقول ابن كثير:
- وَهُوَ الْقُرْآن وَهُوَ الْحَافِظ لَهُ مِنْ التَّغْيِير وَالتَّبْدِيل.
- وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَادَ الضَّمِير فِي قَوْله تَعَالَى " لَهُ لَحَافِظُونَ " عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِهِ "وَاَللَّه يَعْصِمك مِنْ النَّاس " وَالْمَعْنَى الأَوَّل أَوْلَى وَهُوَ ظَاهِر السِّيَاق.

أما تفسير الجلالين فيذكر:
- الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {إِنَّا نَحْنُ نَزَلْنَا الذِّكْر} وَهُوَ الْقُرْآن.
لكن الجلالين يذكران تفسيرا آخرا أيضا، و هو:
-"وَقِيلَ: الْهَاء فِي قَوْله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} مِنْ ذِكْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى: وَإِنَّا لِمُحَمَّدٍ حَافِظُونَ مِمَّنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ مِنْ أَعْدَائِهِ.

و يؤكد القرطبي أيضا التفسير الثاني للجلالين ، فيكتب:
- "وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " أَيْ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ"

و بهذا نجد أن هاء "له" يفسرها بعضهم بأنها تعود للذكر مرة و مرة أخرى تعود إلى النبي محمد.

* يعرض ابن كثير و هو يفسر كلمات الآية "ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ" "
- أَيْ هَذَا الَّذِي قَصَصْنَا عَلَيْك يَا مُحَمَّد فِي أَمْر عِيسَى وَمَبْدَأ مِيلاده وَكَيْفِيَّة أَمْره هُوَ مِمَّا قَالَهُ تَعَالَى وَأَوْحَاهُ إِلَيْك وَنَزَّلَهُ عَلَيْك مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَلا مِرْيَة فِيهِ وَلا شَكّ"

أما الطبري فله هذا التفسير في هذه الآية، إذ يذكر:
- "يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ذَلِكَ هَذِهِ الأَنْبَاء الَّتِي أَنْبَأَ بِهَا نَبِيّه عَنْ عِيسَى وَأُمّه مَرْيَم، وَأُمّهَا حَنَّة، وَزَكَرِيَّا وَابْنه يَحْيَى، وَمَا قَصَّ مِنْ أَمْر الْحَوَارِيِّينَ، وَالْيَهُود مِنْ بَنَى إِسْرَائِيل. نَتْلُوهَا عَلَيْك يَا مُحَمَّد"

و ذكر أن "و الذكر" يَعْنِي:
- وَالْقُرْآن. و عَنْ اِبْن عَبَّاس ذكر قَوْله: {وَالذِّكْر}: الْقُرْآن الْحَكِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَته.

أما تفسير الطبري فيذكر:
- " ذَلِكَ" الْمَذْكُور مِنْ أَمْر عِيسَى.
- "نَتْلُوهُ" نَقُصّهُ "عَلَيْك" يَا مُحَمَّد "مِنْ الآيَات" حَال مِنْ الْهَاء فِي نَتْلُوهُ وَعَامِله مَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَعْنَى الإِشَارَة
- "وَالذِّكْر الْحَكِيم" الْمُحْكَم أَيْ الْقُرْآن.

و نجد هنا فرق بين ما يراد بـه بـ "الآيات" و ما يُراد بـ "الذكر الحكيم".

* في تفسيره للآية "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" ذكر ابن كثير أن:
- "فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. أَيْ اِسْأَلُوا أَهْل الْعِلْم مِنْ الامَم كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِر الطَّوَائِف".

و هنا نجد "الذكر" يعني: "العلم" الذي تحمله أمم كاليهود و النصارى و سائر الطوائف. و أترك للقارئ البحث عن "سائر الطوائف".

أما في تفسير الجلالين يمكننا أن نقرأ:
- "فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر" هم: "الْعُلَمَاء بِالتَّوْرَاةِ وَالانْجِيل".
و هكذا نجد أن الذكر يعني التوراة و كذلك الانجيل أيضا، و لم يحدد التفسير هنا القرآن.

و ذهب الطبري في هذا الاتجاه أيضا فذكر:
- "فَاسْأَلُوا أَهْل الْكُتُب مِنْ التَّوْرَاة وَالإِنْجِيل مَا كَانُوا يُخْبِرُوكُمْ عَنْهُمْ !"

و كذلك ذهب القرطبي، مرة، في نفس الاتجاه فقال:
- "يُرِيد أَهْل التَّوْرَاة وَالإِنْجِيل الَّذِينَ آمَنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم".
و مرة أخرى غير إتجاه معنى الذكر فكتب:
- "وَقَالَ اِبْن زَيْد: أَرَادَ بِالذِّكْرِ الْقُرْآن; أَيْ فَاسْأَلُوا الْمُؤْمِنِينَ الْعَالِمِينَ مِنْ أَهْل الْقُرْآن; قَالَ جَابِر الْجُعْفِيّ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ نَحْنُ أَهْل الذِّكْر.

* عند تفسيره لكلمات الآية " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور مِنْ بَعْد الذِّكْر" كتب ابن كثير:
- أن سعيد بن جبير قال: الزَّبُور: التَّوْرَاة وَالاِنْجِيل وَالْقُرْآن.
- و أن مُجَاهِد َقَالَ: الزَّبُور الْكِتَاب.
- وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَالشَّعْبِيّ وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْر وَاحِد: الزَّبُور الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى دَاوُد وَالذِّكْر التَّوْرَاة.
- وَعَنْ اِبْن عَبَّاس الذِّكْر الْقُرْآن.
- وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر الذِّكْر الَّذِي فِي السَّمَاء.
- وَقَالَ مُجَاهِد الزَّبُور الْكُتُب بَعْد الذِّكْر وَالذِّكْر أُمّ الْكِتَاب عِنْد اللَّه وَاخْتَارَ ذَلِكَ اِبْن جَرِير.
- وَ قَالَ زَيْد بْن أَسْلَم هُوَ الْكِتَاب الاوَّل.
- وَقَالَ الثَّوْرِيّ هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ.
- وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم: الزَّبُور الْكُتُب الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى الأَنْبِيَاء وَالذِّكْر أُمّ الْكِتَاب الَّذِي يُكْتَب فِيهِ الأَشْيَاء قَبْل ذَلِكَ.
- وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس: أَخْبَرَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى فِي التَّوْرَاة وَالزَّبُور وَسَابِق عِلْمه قَبْل أَنْ تَكُون السَّمَوَات وَالاَرْض أَنْ يُورِث أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الارْض وَيُدْخِلهُمْ الْجَنَّة وَهُمْ الصَّالِحُونَ.

إذا كان اعتراض للمسلمين على أن إله اليهود قد وعد يهوده بأرض كنعان، بعد حلم حلمه النبي ابراهيم، ثم جاء بعدئذ موسى ليؤكد بحروبه ذلك، فإن اعتراضهم لا معنى له خاصة و إن الله قد وعد المسلمبن، "قبل أن تكون السموات و الأرض" بأن الأرض ستكون لـ "صالحيهم"

و كُتب في تفسير الجلالين أن الذكر هو:
- " أُمّ الْكِتَاب الَّذِي عِنْد اللَّه".

و أعطى الطبري تفسيره فذكر:
- "اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِالزَّبُورِ وَالذِّكْر فِي هَذَا الْمَوْضِع، فَقَالَ بَعْضهمْ: عَنَى بِالزَّبُورِ: كُتُب الأَنْبِيَاء كُلّهَا الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ، وَعَنَى بِالذِّكْرِ: أُمّ الْكِتَاب الَّتِي عِنْده فِي السَّمَاء".
و كتب عن سعيد بن جبير أن: "قَوْله: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور} قَالَ: قَرَأَهَا الْأَعْمَش: " الزُّبُر" قَالَ: الزَّبُور، وَالتَّوْرَاة، وَالإِنْجِيل، وَالْقُرْآن; {مِنْ بَعْد الذِّكْر} قَالَ: الذِّكْر الَّذِي فِي السَّمَاء.

إذن إن الذكر هنا لا يعني الزبور و لا التوراة و لا الإنجيل و لا القرآن بل هو شيء ما في السماء.

و أعطى القرطبي تفسيرا آخرا فذكر:
- "الزَّبُور وَالْكِتَاب وَاحِد. وَلِذَلِكَ جَازَ أَنْ يُقَال لِلتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل زَبُور. زَبَرْت أَيْ كَتَبْت وَجَمْعه زُبُر. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر: " الزَّبُور": " التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن."
و ذكر عن الذكر أنه: "التَّوْرَاة الْمُنَزَّلَة عَلَى مُوسَى" .
**

يقول بعض المسلمين أن التوراة الحالية و الانجيل هي كتب مزورة، و هم على الرغم من قولهم بأن التوراة و الانجيل "الأصيلان" هما ذكر نزلهما الله إلا أنهم يذكرون بأن اليهود و النصارى قد زوروهما. إن كان هذا القول صحيحا فإن مثل هؤلاء المسلمين يخالفون بهذا الآية القائلة "وإنا له لحافظون". و نجد أن هناك من المسلمين من يقول أن الله حفظ التوراة و الانجيل بالقرآن.
و عجبا لمثل هذين القولين!! ففي في الوقت الذي به يعطي المسلمون لله كل المقدرة في الحفظ يسحبون منه قدرته كي يحفظ توراته و إنجيله.
إن مثل هؤلاء المسلمين يجعلون الله يعمل على ذوقهم و يُسخّرونه كيفما يشاءون.
**

محيي هادي-أسبانيا
23/02/2009




#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القرآن هو الذكر المحفوظ ؟(2) وهل للانسان يد في تنزيله؟
- هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ مراحل كتابة القرآن.
- هل ستقيم حماس مجالس تعزية أم حفلات أفراح؟
- رغم الخسائر الفادحة فإنه نصر إلهي!!
- عن أطفالنا و عن أطفال غزة
- باختصار: عن سنكا و رأيه في الدين.
- عن سياسة أوباما في العراق.
- مات الملك. عاش الملك.
- الاضطراب في القرآن: -ألم- و أخواتها.
- الاضطراب في القرآن: سورة الفاتحة في مقدمته.
- لا تلتقي في الحب فتوى
- عن الآلوسي و منافقي البرلمان
- فكلوه هنيئا مريئا
- اسطورة المهدي 6
- المهدي و الأئمة الأحد عشر
- دگ عَلَ ربابة مصايبنه
- اسطورة المهدي (4)
- الحياة مع دجّالي الدين
- اسطورة المهدي (3)
- اسطورة المهدي (2)


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ (3) و هل الذكر المحفوظ هو القرآن؟