أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ مراحل كتابة القرآن.















المزيد.....

هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ مراحل كتابة القرآن.


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 04:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد مرت صياغة القرآن في عدة مراحل. و هذه المراحل يمكن أن نعتبرها اسطورية أو حقيقية، و يمكن أن نجعلها في ثمان:
الأولى: مرحلة التفكير في صنع القرآن من قبل الله آية آية، قِسما قِسما، أو ككل بجميعه، و وضعه في صيغته النهائية. هذه المرحلة تعود إلى الإله الخالق.
إن هناك من يقول: "أن القرآن أنزل في أول الأمر إلى السماء الدنيا، القريبة من الأرض، جملة واحدة، ثم انزل بعد ذلك إليها مفرقا في ثلاث و عشرين سنة". لقد ذكر هذا القول الشاعر الرصافي معتمدا على كتاب (الاتقان في علوم القرآن-للسيوطي)، و أضاف انه "ليس في القرآن و لا في الاحاديث النبوية ما يقتضي ذلك أو يدل عليه".

الثانية: مرحلة التنزيل. إن هذا الخالق يأمر خادمه الملَك جبرائيل (أو جبريل) بالنزول إلى الأرض حاملا معه آية واحدة أو عدة آيات قرآنية في كل مرة من نزوله. و يستمر هذا النزول في عديد من المرات إلى أن يكمل الله تنزيل قرآنه.
و قد وُصف الملك جبرائيل، من قبل مجموعة من المسلمين، بالخادم الأمين، لأنه أوصل الآيات بأمانة من دون أي تشويه أو تحريف، إلا أن هناك قسم من المسلمين يقولون بأن هذا الملك قد أخطأ في الرجل-النبي الذي كان عليه إيصال الآيات إليه. و هناك آخرون يهتفون في بعض احتفالاتهم الدينية بـ : "جبريل نادى في السماء. (ماكو) ليس هناك ولي إلا علي". و هم بهذا قد أعطوا وظيفة أخرى إلى الملك جبريل، ألا و هي المناداة بولاية الامام علي بن أبي طالب.

لقد كتب معروف الرصافي في (كتاب الشخصية المحمدية):
- أن النبي محمد كان يفكر في خلوته في غار حراء بالصورة التي يضعها لدعوته، و أن الدعوة تقوم بالكلام. و لكن بأية صورة من الصور الكلامية؟ أيجعل الكلام شعرا منظوما أم نثرا مسجوعا، أم ماذا؟ ثم استقر رأي محمد على أن يجعله قرآنا يقرأ و يحفظ.

- إن القرآن لا هو من الشعر المنظوم و لا هو من النثر المسجوع.

- و على الرغم من وجود السجع الكثير في القرآن، فإن الرصافي قد كتب: أنهم –أي العرب- "لم يسموه سجعا تأدبا مع القرآن الذي هو كلام الله، و السجع عندهم من شأن الكهان".

- و يعتبر الرصافي هذا الاسلوب، لا شعر و لا نثر، "بأنه اسلوب جديد لم يكن فصحاء العرب يعرفونه و لا يألفونه". و لكنه ربط بما قاله العرب عن أقوالهم بالذي قاله الله في كلامه فنقل عن الجاحظ ما كتبه: "سمى الله كتابه مخالفا لما سمى العرب كلامهم على الجمل و التفصيل، سمى جملته قرآنا كما سموا ديوانا، و بعضه سورة كقصيدة، و بعضها آية كبيت، و آخرها فاصلة كقافية".

الثالثة: مرحلة التلقين أو الحفظ النبوي. إن الملك جبرائيل، في مرات عديدة و في مناطق متعددة، يتلو على النبي محمد الآيات، و يلقنه بها، فيحفطها النبي عن ظهر قلب.
و لم أجد، بعد، أية اشارة تدل على أن النبي محمد كان قد كتب، مسبقا، آية ما ليقرأها بعدئذ على صحابته.

الرابعة: مرحلة التلاوة. بعد أن يحفط النبي الآيات يتلوها على أصحابه تلاوة.

الخامسة: مرحلة الحفظ الجماعي أو الفردي. بعد أن يسمع الصحابة الآيات يقومون بحفظها حفظا عن ظهر قلب و من استطاع كتابتها فإنه كان يكتبها على عظام الحيوانات أو على جلودها أو على ماتيسر له مما يصلح للكتابة آنئذ.

لقد كان عبد الله بن أبي سرح واحد من كتّاب القرآن. و كتب الرصافي أنه "قد جاء في القرآن أن بعض الفواصل قرئت بوجهين كالآية التي في سورة التوبة: ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ")، و في قراءة عبد الله بن أبي سرح و الله غفور رحيم. و هذه الآية هي التي ذكر الرواة عن عبد الله ين أبي سرح، و كان من كتاب القرآن، أنه لما كتبها و أراد أن يكتب الفاصلة سأل النبي: و الله عليم حكيم أم: و الله غفور رحيم؟ فقال النبي: أيهما كتبت كان."
و إذا صحت هذه الرواية التي ينقلها الرصافي عن (السيرة الحلبية) فإنها تعني أن كاتب النبي كان يغير بألفاظ القرآن، و يسأل قبل تغييرها، و أن النبي كان يوافق على ذلك.
و تذكر روايات تاريخية أن ابن أبي سرح قد اتهم في تزوير القرآن فأصدر النبي قرارا بقتله، مما جعل ابن أبي سرح يهرب من المدينة راجعا إلى مكة و تاركا الاسلام. و كان ابن أبي سرح هو أحد المطلوبين من قبل النبي لكي يُقتل، حتى و لو تعلق بأستار الكعبة. و لكن وساطة الأمويين له حالت دون ذلك، لا بل أنه أصبح بعدئذ مسؤولا عن خراج مصر، ، بعد أن أقيل عن هذا المنصب عمرو بن العاص، ومن الصحابة المهمين في تاريخ المسلمين.

و في كتابة القرآن نجد مخالفة للحديث الذي ينسب إلى النبي، عن لسان عبد الله بن عمر، و القائل: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب...".

السادسة: مرحلة قرار جمع القرآن. يقرر خلفاء النبي، و مجموعة من الصحابة الذين كان لهم شأن، بجمع ما كُتب من الآيات، و كانوا يطلبون من كل صحابي أن يأتي بما كتبه من آيات.
لم أعرف لحد الآن فيما إذا كان هناك قرارا نبويا لجمع القرآن، إذ لم أقرأ بعد، حديثا ينسب للنبي محمد يأمر بذلك. و هنا يبرز سؤالان، أحدهما يعارض الآخر:
1) إذا كان للنبي قرار في جمع القرآن. فلماذا لم يجمعه في حياته؟ و بهذا كان يمكن أن يجتمع على رأيه كل المسلمين.
2) و في حالة عدم وجود قرار نبوي، فلماذا قام العرب المسلمون بجمع القرآن؟ و هم بهذا يخالفون السنة النبوية التي يقولون أنهم يسيرون عليها.

السابعة: مرحلة الاتفاق على قرآن واحد. ينتهي العمل في جمع الآيات في زمن الخليفة عثمان بن عفان، فيضعونها في كتاب يتفقون على تسميته بالقرآن و على أن تكون هناك نسخة واحدة أصلية منه، لا غير، فيحرقون باقي الكتابات أو الآيات أو الكلمات التي لم يتفقوا على وضعها في كتاب القرآن.
و في سبب تسمية القرآن بالقرآن هناك عدة آراء كتبت عن بعضها في مقالة سابقة تحت عنوان: (هل القرآن صالح لكل زمان ومكان؟). و نجد أن هناك "آيات" لم تدخل في كتابة القرآن على الرغم من بقاء فاعليتها و حكمها اللذان لا يزال يعمل بهما "فقهاء" الدين. كما أن هناك من ادعى بأن القرآن ناقص و يفتقد إلى آيات كثيرة.
و كذلك فإن القرآن المتفق عليه يحمل بين طياته أيضا الآيات المنسوخة التي لا حكم و لا عمل لها. و قد كونت هذه الآيات اشكالات متنوعة عند المسلمين، فبعضهم يقول أن هذه الآية منسوخة و تلك الآية غير منسوخة و آخرون يقولون على العكس من ذلك.

الثامنة: مرحلة تنقيط القرآن. لم يكن القرآن المتفق عليه منقطا و لم تكن كلماته محركة. فبدأ الإخصائيون اللغويون العرب في تنقيط كلمات القرآن و تحريكها.

التاسعة: المرحلة الأخيرة. لا زالت إجراآت تحسين خط القرآن مستمرة لهذا اليوم.

يمكن تسمية المرحلة الأولى، أيضا، بالإلهية، أو السماوية، إذ و كما يقول المتدينون أن عرش الله موجود في السماء، على الرغم من قولهم أن الله موجود في كل مكان. "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
أما المرحلة الثانية فيمكن تسميتها بالمرحلة السماوية-الأرضية، و هي مرحلة ثنائية، إذ ان الملك جبرائيل (او جبريل) يأخذ الأمر-الآية من الله في السماء و ينزل بها إلى الأرض حيث يوجد النبي محمد.
و على العكس من الاسطورة اليهودية القائلة بأن النبي موسى صعد إلى جبل سيناء ليلاقي الله و يستلم منه لوحتيه اللتين فيهما الوصايا العشرة، و تعاليم أخرى، فإن الاسطورة الاسلامية تقول بنزول واسطة بين الله و محمد، ألا و هو الملك جبريل، و النبي موجود على الارض في أماكن عديدة: وحيدا في غار حراء أو في البيت، أو في القرب من إحدى زوجاته، أو بين صحابته.
و من يطلع على الكتب الدينية الاسلامية يجد فيها استفسارا عند كثير من كتابها، و هو: هل التقى النبي محمد مباشرة بالله، أم لا؟
بعضهم يجيب بـ "نعم"، إذ أنه التقى بالله في ليلة الاسراء و المعراج عندما ذهب إليه طائرا على ظهر الفرس براق. و آخرون يجيبون بـ "لا".

أما المراحل التالية الباقية فيمكن تسميتها بالمراحل الأرضية.

وللقرآن مراحل أخرى هي مراحل تفسيراته، موازية لبعض مراحل كتابته، وقد مرت تلك المراحل، و تمر، بتغيرات كثيرة تتبع الشخص المفسر أو الوقت الذي يفسر به القرآن. إن سبب التغييرات الكثيرة المتباينة في التفسير هي لي "عنق" القرآن لكي يصبح صالحا لزمان كل مفسر و لمكانه.
و إذا كانت المراحل السابقة من التفسيرات معادية للعلم و لأهله فإن بعض المراحل الحاليه تحاول تفسير القرآن تفسيرا "علميا". و ذكر الدكتور علي الوردي هذا الشأن كاتبا: "أخذ المسلمون في عهودهم المتأخرة يفهمون القرآن على غير حقيقته ، فهم اعتبروه سجلا للعلوم و الفنون على اختلاف أنواعها."



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستقيم حماس مجالس تعزية أم حفلات أفراح؟
- رغم الخسائر الفادحة فإنه نصر إلهي!!
- عن أطفالنا و عن أطفال غزة
- باختصار: عن سنكا و رأيه في الدين.
- عن سياسة أوباما في العراق.
- مات الملك. عاش الملك.
- الاضطراب في القرآن: -ألم- و أخواتها.
- الاضطراب في القرآن: سورة الفاتحة في مقدمته.
- لا تلتقي في الحب فتوى
- عن الآلوسي و منافقي البرلمان
- فكلوه هنيئا مريئا
- اسطورة المهدي 6
- المهدي و الأئمة الأحد عشر
- دگ عَلَ ربابة مصايبنه
- اسطورة المهدي (4)
- الحياة مع دجّالي الدين
- اسطورة المهدي (3)
- اسطورة المهدي (2)
- اسطورة المهدي (1)
- قال إمامٌ عن إمامٍ عن إمام


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ مراحل كتابة القرآن.