أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتلين والمحاربين .















المزيد.....

تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتلين والمحاربين .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 07:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجنه فى الإسلام صورة من الصور التى إبتدعها السياسى ليعضد بها مشروعه السياسى ويخلق له قوة دعم ووجود .. فلم يتورع السياسى أن يبدع الأسطورة ويرسمها بريشة فنان يدغدغ بها مشاعر جماعته البشرية والتى يكون هكذا سقف أحلامها وأمانيها .

لو تأملنا صور الجنه الإسلامية سنجدها تتعاطى بحرفية بالغة مع خيال إنسان صحراوى له ثفافته ومزاجه الخاص , وسنجد صور كثيرة تبالغ فى رونقها لتغازل نفسية ورغبات الرجل العربى القاطن فى الصحراء لتشبع وجدانه بحياة فى عالم أخر مليئة بكل ما يحلم به من حسن طعام وجنس وملبس وإقامة .

ولو كان لنا أن نخوض سريعا ً فى الصور الفنتازية للجنه من خلال التراث الإسلامى سنجد أن :

* الجنه لها أنهار رائعة يأملها إنسان الصحراء .
(( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمتقونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ))
(( وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

* الجنه منتجع سياحى بناءه من الذهب والفضة
روى الترمذيُّ عن أبي هريرة قال : قلت : يا رسول الله مِمَّ خُـلـِقَ الخَـلْـقُ ؟ قال: (( من الماء))، قلت : الجنَّة ما بناؤها ؟ قال :لِبنةٌ فضةٌ و لِبنةٌ ذهبٌ ، ومِلاطها المسك الأذفر ،وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ,
وتربتها الزَّعفران ,من يدخلها ينعم لا يبأس , ويخلد لا يموت , ولا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم)) .

* الجنه قصور ومساكن وخيام .
(( لـَكِنِ الذين اتـَّـقوا ربَّهم لـَهُمْ غُرفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مبنيَّة ٌ تجري مِنْ تـَحتِهَا الأنـْهَارُ وعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ الله ُ المِيعَادْ ))
و قال رسول الإسلام (في الجَنـَّة خَيْمَة من لؤلؤةٍ مجوَّفةٍ عرضُها سُتونَ ميلاً ) !!!.

* أطعمة الجنه وشرابها .
(( و فاكهةٍ ممَّا يتخيـَّرون * ولحمُ طيرٍ ممَّا يشـْتهون)) .
(( وفاكهة كثيرة لامقطوعة ولاممنوعة ))
روى الترمذيُّ :عن أنس : قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( إن في الجنة شجرةَ يسير الراكب في ظلِّها مئة عام لا يقطعها ،اقرؤوا إن شئتم - وظلٍ ممدود ) !!

* حتى الأوانى والفرش
متـَّكِئِينَ فِيها على فـُرُشٍ بَطَائِنُها مِنْ اسْـتـَبْرَقْ ))
فإذا كانت البطائن من استبرق فما بالك بظاهر الفرش ! و أما عن الأواني : (( يُطاف عليهم بصحاف من ذهب ٍ و أكواب )) . (( و َيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاً )) .

* وملابس أهل الجنه لاتخلو من صور لملوك عصرها .
قال النبي محمد عن ملابس أهل الجنة وزينتهم "مسورونَ بالذهبِ والفضَّةِ مكللة بالدر، وعليهم أكاليل من درٍ وياقوت متواصلة، وعليهم تاج كتاج الملوك، شباب جرد مرد مكحولون". ومما قاله أيضاً "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء .

* حور العين ونساء الجنه هى حجر الزاوية والرغبة المبتغاة.
اعترف النبي محمد في أحاديثه الكثيرة بمحبته وولعه بالنساء، لذلك احتلت النساء مكاناً بارزاً في حياته، كما في حياة أتباعِهِ من الصحابة. ولمعرفته بمدى تأثير شهوة الجنس على الرجال، فإنه اجتهد في وصف جمال نساء الجنّة، وهو بذلك دغدغ مشاعر وشهوات الرجال بقوة.
فمن السهل أن يَضْعَف الرجل الذي تحكمه شهوته أمام جمال امرأة جذّابة، فيذهب عقله ويلتهب، بل ويتَحْرقُ شوقاً لمضاجعتها، وهذا بالضبط ما قاله محمد... لذلك جاءت أوصاف القرآن لحوريات الجنّةِ في غاية الإثارة. ومن أجل زيادة الترغيب، استرسل النبي محمد في الحديث عنهنَّ بما يلجم اللسان ويصعق العقل ويجمح الخيال.. وهكذا احتل وصف الحوريات مكاناً كبيراً في الحديث عن جنّة النعيم، لدرجة يمكن وصفها بجنة الجنس الدائم والإحليل القائم.

"ولهم فيها أزواجٌ مطهرَةٌ" سورة البقرة 25:2
"قاصرات الطرف عينٌ، كأنَهُنَ بيضُ مكنونٌ " (الصافات
"لم يطمثهنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌ" (الرحمن 56:55و74) أي أن تلك النساء لم تمارس الجنس مع أي رجلٍ من الإنس أو الجان، فهن مخلوقات ومهيئات بالتمام لأزواجهن. وهذه صفة محببة جداً على قلوب الرجال،
"قال النبي صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسْريَ بي في الجنةِ بنهرٍ حافَتاهُ قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله. فقلت: يا جبريل من هؤلاء قال: هؤلاء جوارٍ من الحور العين استأذنَّ ربهنّ في أن يسلمنَ عليكَ فأذن لَهُنَّ فقلن: نحن الخالداتِ فلا نموت أبدأً ونحن الناعمات فلا نبؤس أبداً ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً أزواج رجال كرام" ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم "حورٌ مقصورات في الخيام" أي محبوساتٍ حبس صيانة وتكرمة". فالحور كما وصفهن النبي هنا خالدات، فلا يمتن ولا تتقدم بهن الأيام، وهن ناعمات، أي ذوات أجساد أنثوية غاية في الإغراء، وهن راضيات، فلا يتذمرن على نصيبهن من الرجال، فالمهم هو متعة الرجل، لأن هذه هي غاية الله من خلق الحوريات.
وعن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنّة؟ قال: "إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء"
و أيضاً عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال له.أنطأ في الجنة؟ قال "نعم، والذي نفسي بيده دحماً دحماً .

لا أريد أن أغرق فى الإستفاضة فى جنة الإسلام التى لا تعدو سوى أحلام تم نسجها لتراود إنسان بدوى عاش فى موقع من الجغرافيا والتاريخ و إستطاع السياسى أن يرسمها له بشكل رائع ليراعى فيها الجوانب السيكولوجية والمزاجية لإنسان الصحراء .

وأربأ عن نفسى الإنزلاق إلى المستوى الذى يمارس فعل ساخر على جنة الإسلام فهكذا يكون العبث فى النقد والتحليل لأن الأمور لا تعدو كونها أحلام وأمانى إنسان قديم هكذا كانت سقف أحلامه .

لا أعتقد أيضا أن فكرة الجنه فى الإسلام وبهذه الصورة الفنتازية جاءت فى الأساس لإشباع رغبة دفينة ومغرورة فى الإنسان نحو الخلود وكسر شوكة الموت فحسب وإكتفت بهذا الدور بالرغم من أهميته البالغة .
فالمتأمل للميثولوجيات الإنسانية سنجد أنها حريصة على خلق عالم أخروى تستمر فيه الحياة والوجود ..وهذا ماجعل لكل المعتقدات والأديان وجود وحضور حتى يومنا هذا بالرغم مما تحمله على كاهلها من تلال الخرافة والخزعبلات فهى تمنح الإنسان حياة مرة أخرى فى عالم ممتد بدون موت ولا ألم .

ولكن الجنه الإسلامية إذا كانت سارت فى نفس طريق رسم حلم الحياة الأخرى فلم تتوانى بتوظيف هذا الحلم فى خدمة المشروع والأجندة السياسية .
الجنه الإسلامية تُمنح للمؤمنين بالمشروع الإسلامى وهذا يعطى إطار لتجمع بشري وهوية خاصة تعطى شكل من أشكال التمايز والتفرد ... وإذا كان نبى الإسلام يمنح الجنه لتابعى مشروعه فهو يعنى بدرجة أكبر الذكور منهم ..فالجنه ذكورية الهوى والهوية .!!

وعندما نقول ذكورية الهوى والهوية فلا يعنى أن المرأة محرومة من الجنه ولكن يأتى حضورها باهتا ً وليس لها مشاهد واضحة فى متع ونعيم الجنه ..بل يمكن القول أن وجودها هامشى ونلاحظ هذا الأمر من الإستفاضة الشديدة فى متع الجنه للرجال وحضور مشهد الحوريات وتعددهن وجمالهن بينما لن تجد فى المقابل أى سرد لمتع النساء فهل يمكن أن نعتبر هذا نظرة ذكورية محضة سيطرت على مسطر الأسطورة لدرجة إهماله وتهمييشه لأى ذكر لمتع النساء .

قد يكون الأمر كذلك ولكن هناك رؤية أخرى تتمثل فإن من يعنيه فى تحقيق مشروعه هم الرجال بالضرورة كونهم المقاتلين والمحاربين ...بينما المرأة خارج هذا المشهد الهام والحاسم فى المشروع الإسلامى لذا نالت الإهمال من رسم ملامح جنتها كونها ليست بذات فاعلية .
لقد أفرط نبى الإسلام فى أحاديثه نحو التصريح الواضح بأن أعلى مراتب الجنه هى للمقاتلين ... فالبعودة مرة أخرى إلى التطلع للنصوص والتراث الإسلامى سنجد أن الجنة الإسلامية خُلقت خصيصا ً للشهداء والمجاهدين فى الأساس ..بل أن منزلتهم الراقية فى الجنه تقترب من منزلة الأنبياء .!!

* مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ] (الأحزاب: 23
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ] (الحديد: 19 ).
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ] (التوبة: 111 ).
* [ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ ] (آل عمران: 169-171 ).
* [ وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ] (البقرة: 154 ).
* ويقول: [ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ] (محمد: 4-6 ).

الشهيد في السنة النبوية ..
ورد كثير من الأحاديث النبوية في فضل الشهادة والشهداء في سبيل الله نذكر منها:
* قال رسول الإسلام: " القتلى ثلاثة رجال، رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل، ذلك الشهيد الممتحن، في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة. ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل، فتلك مصمصة مسحت ذنوبه وخطاياه، أن السيف محاء للخطايا .!!
* ذكر الشهيد عند النبى محمد فقال: " لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض بيدا، وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها ".
3* وقال أيضا " ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولها الدنيا وما فيها إلا الشهيد، لما يرى من فضل للشهادة، فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى ".!!
* " لولا أن أشق على أمتي - أو قال: على الناس - لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه، ولشق عليهم أن يتخلفوا بعدى أو نحوه، ولوددت أني أقاتل في سبيل الله، فأقتل ثم أحيا فأقتل ".!!!
* وعن النبى محمد أنه قال: " ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات ".
* وقال أيضا: " لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، *فلما وجدوا طيب مطعمهم ورأوا حسن منقلبهم، قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما أكرمنا الله به، وما نحن فيه، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عند الحرب. فقال الله: أنا أبلغهم عنكم "، فأنزل الله تبارك وتعالى: [ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً ] (آل عمران: 169 ).
* وفي صحيح مسلم روي عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أنه قال:أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاء ثم تأوي إلي قناديل معلقة تحت العرش فأطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: ماذا تبغون؟ قالوا: يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا. قالوا: نريد أن تردنا إلي الدنيا فنقاتل في سبيلك حتي نقتل فيك مرة أخري... لما يرون من ثواب الشهادة... فيقول جل جلاله إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين ما بين السماء والأرض ,فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ,فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة , وفوقه عرش الرحمن , ومنه تفجر أنهار الجنة .

من خلال هذا الزخم من الأيات والأحاديث نتلمس المنزلة الرفيعة التى يحظى بها المقاتلون والمحاربون حتى الشهادة ..فهناك منزلة ذات درجات ومرتبات عالية تقترب من منزلة الأنبياء .
والغريب أن تلك الجنه المتميزة للمقاتلين يتم إستثناء أهم شرط لدخولها وهو العمل الصالح لأن السيف محاء للخطايا كما قال نبى الإسلام..فبمجرد الأنخراط فى المشروع السياسى والإنطواء تحت لوائه فى القتال والحرب تمُسح الذنوب والخطايا .!!
من خلال هذا السرد وهذه الترسانة من الأيات والأحاديث يكون من السهل أن نستشف دور السياسى الذى أبدع النص لخدمة مشاريعه السياسية ...فالسياسة تطلب أدوارا ً قتالية مطلوبة بإلحاح لتنفيذ وترسيخ مشروعها , ولن يكتب النجاح لهذا المشروع إلا من خلال الأفراد المخلصين لمعركتهم والذين لن يبخلوا فى تقديم الغالى والثمين لإنجاح هذا المشروع .

لذلك أمام السياسى مهمة شحذ الهمم وتعبئة الجنود النفسية لممارسة القتال بكفاءة عالية , ويكون مشروع الإعداد والتعبئة للجنود المقاتلين هو من الأهمية بمكان لإنجاز المهمات القتالية وتنفيذ التطلعات والأجندة السياسية .
لذلك نجد أن مكافأة المقاتلين بعد أن تضع الحرب أوزارها هو المزيد من الغنائم والسبى للدرجة أن هناك أحاديث وفقه يعنى بقضية الغنائم وتوزيعها وأعتذر عن إضافتها فى هذا البحث ..وتأتى خيالات الجنة المشبعة بالمتع والغرائز لتدغدغ أحلام المقاتل ولا تجعله يرهب الموت لإيمانه الراسخ أن المتع التى كان سينالها من الغنائم والنساء فى الأرض سيعوض عنها أضعاف مضاعفة فى السماء وبشكل أكثر سخاءا ً وتميزا ً عن أقرانه من المؤمنين ..لذا لم يبخل عليه مسطر الأسطورة فى أن يهئ له إستقبال خاص فى السماء من الحوريات الفاتنات اللاتى يقتلهن الشوق والشبق لمضاجعة هذا المقاتل الشهيد .

إذا كانت الحياة فى هذا الزمن تقوم على التقاتل والتناحر عادة فتكون الجنه الذاخرة بالنساء والطعام والخمر مقبولة ومروجة للمشروع الإسلامى فهى أفضل منتج تم تقديمه للمحارب القديم والذى يجعله رابحا ً فى الأرض والسماء .

النص تم إبتكاره ورسمه بعناية ليلهب خيال وأحلام وأمانى مقاتل أراد المكسب فى الأرض والسماء..وصاحب النص لم يبخل عليه فى ذلك بغية تعبئته نفسياً وتجهيزه لمهام قتالية موضوعة فى أجندته السياسية .
فهل لدينا الشك الأن بأن كل الأمور هى فى يد السياسى .. والذى لم يتورع عن تأمين مشروعه بخلق الأسطورة التى تجعل لحلمه السياسى واقع ووجود .

وهل نعلم الأن لماذا يفجر بعض الحمقى أنفسهم .

أعتذر عن الإطالة ..مع خالص مودتى .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 5 ) .
- تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى ...
- إلى هذا الحد وصلنا لحالة من الشلل والتسطيح والتهميش .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 1 )- اليهودية نموذجا ً .
- ثقافة المراجعة والإعتذار المفقودة .
- نحن نخلق ألهتنا ( 6 ) - الله رازقا ً .
- تأملات فى الإنسان والحيوان والبرغوث .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 4 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 3 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 2 ) .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 1 ) .
- الأديان كتعبير عن مجتمعات عبودية الهوى والهوية .
- الجنه ليست حلم إنسان صحراوى بائس فحسب .. بل حلم مخرب ومدمر . ...
- سأحكى لكم قصة - شادى - .
- بوس إيد أبونا .!!
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 7) _ فليدفعوا صاغرون .
- ضيقوا عليهم الطرق .
- فلنناضل أن يظل حسن ومرقص فى المشهد دائماً .
- نحن نخلق ألهتنا (5) _ الله مالكا ً وسيدا ً .
- ثقافة الطاعة والإذعان .


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتلين والمحاربين .