أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - المعارضة ليست ترفا سياسيا














المزيد.....

المعارضة ليست ترفا سياسيا


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الدول ذات الديمقراطيات الراسخة والآليات المؤسساتية المتجذرة هنالك خط آخر في الأداء الحكومي يتمظهر في المعارضة التي تتشكل حسب مبدأ: ان المشاركة في الحكومة ليست غنيمة او "فوزا" عظيما مطلقا او إن ملء الموقع المقابل المحسوب على خانة المعارضة ليس هزيمة او نكوصا مطلقا، فالمشاركة الفاعلة ليست امتيازا والمعارضة ليست اندحارا فكلا الحالين ووفق السياقات الديمقراطية الليبرالية الحرة يجسدهما التشارك الفعّال في الأنساق الحكومية المتأتي من صناديق الاقتراع وبالميكانيكيات الشفافة والنزيهة ،ولكن للديمقراطية الفتية في العراق شأنا آخر إذ ما تزال فكرة المعارضة تعني المشاركة السلبية أو التشارك غير المجدي او التقهقر الى موقع الظل ولم يرتبط مفهوم المعارضة في واقعنا السياسي بدلالته الابستمولوجية بالإيحاء الايجابي البراغماتي المتوافق مع الممارسة الديمقراطية بل ارتبط بالإيحاء السلبي الدوغمائي والضدي النوعي المفترض في مقابل الحكومة أي ضد السلطة وفي الوقت ذاته يكون باتجاه السلطة ايضا باعتبار إن احد أهداف المعارضة هو الوصول الى السلطة او احتكارها..
كما ارتبط هذا المفهوم سابقا بالسلوكيات العنفية والمتشنجة التي لا تتخذ فلسفة التداول السلمي للسلطة معيارا عمليا لهذا الغرض وهذا المفهوم لا يخرج عمّا هو متداول على مستوى العالم الثالث تأريخيا وسيوسلوجيا وسياسيا ويمكن اعتبار العراق أنموذجا اقرب الى توضيح هذا الارتباط من خلال الانقلابات الكثيرة التي شهدها العراق طيلة العقود الثمانية المنصرمة وعدم نزوع النخب السياسية الى مأسسة ديمقراطية حقيقية او حتى شكلية ما أدى الى ضمور التأسيس الديمقراطي كظاهرة حضارية لازمة لاي تطور وقد ساعد على ذلك تفرد المشهد السياسي العراقي بتعاقب ديكتاتوريات شمولية سحقت أية نزعة لأي تأسيس ديمقراطي في البلد ، واضمحلال الوعي الشعبوي بالآليات الديمقراطية فكرا وممارسة فلم يرتبط مفهوم المعارضة بأية ممارسة سياسية متواشجة مع المعطيات الديمقراطية مفهوما أو إجراء .
كما لم يرتبط على المستوى الحكومي / السلطوي بذلك الاتجاه الذي يقبل التشارك النوعي وبالاتجاه الاخر المتمثل بالمعارضة فكلا الاتجاهين الحكومي والشعبوي لم يستوعبا لحد الان فكرة المعارضة التي تعني اجمالا جماعة أو مجموعة أفراد يختلفون مع الحكومة على أساس ثابت وطويل الأمد بالقضايا المتعلقة بإطار تشريع واحد أو اقتراح سياسة .
ويطبق المصطلح تحديدا على الأحزاب في المجلس النيابي التي تختلف مع الحكومة وترغب في الحلول محلها . وفي حالة عدم استيعاب التشكيلة الحكومية لكافة الكتل السياسية المنضوية في العملية السياسية والمستخدمة حقها الدستوري والقانوني في خوض الانتخابات وكذلك في حالة عدم امكانية تشكيل حكومة ائتلافية تضم الجميع او في حالة وجود سقوف مطاليب عالية ومناسيب مرتفعة للفتيوات المتقابلة وخطوط حمر متناظرة ومتشابكة فهذا يعني ان بعض الكتل او الاحزاب ستبقى خارج الاصطفاف الحكومي لكنها ليست خارج العملية السياسية اذ يبقى لها استحقاقها الانتخابي محفوظا بموجب حق التمثيل الذي اهلته به جماهيرها والذي بموجبه وصلت الى عتبات ذلك الاستحقاق وضمن مبدأ التشارك الذي يجعلها ـ كمعارضة ـ الند المكافئ لمن هم في السلطة بلحاظ ان الأدوار لن تبقى ثابتة بتغير الظروف والمصالح ، والسياسة هي فن الممكن كما هو معروف فلاثبات فيها ولاجمود او تحجر وليس من المعقول خاصة في خضم التحولات السياسية المستمرة وضمن الديناميكيات الديمقراطية التي يجب أن تتوافق مع المصلحة الوطنية العليا ان تخلو الساحة السياسية من عنصر لاغنىً عنه في تفعيل الرقابة على الفعاليات الحكومية بصورة عامة تنفيذية كانت ام تشريعية وتقييم وتقويم ذلك الاداء وهو امتياز سياسي وبحسب الاستحقاق الانتخابي ذاته يكسب من يقوم بهذا الدور خبرة كافية في حال استبدال الادوار وانتقال المعارضة الى دفة الحكم ، هذا من جهة ومن جهة اخرى تساهم المعارضة وهي في قلب العملية السياسية في الاشراف على الاداء الحكومي اضافة الى السلطة الرابعة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرقابية الاخرى وهذه ليست سلطة " فخرية " او ترفا سياسيا كما يتصور البعض بل استحالت الى ضرورة وطنية ملحة لأن المعارضة في الكثير من البلدان المتقدمة كبريطانيا والولايات المتحدة جزء مهم من مجمل العملية السياسية وفي صياغة محددات الرأي العام التي تقف بالمرصاد ضد الممارسات الخاطئة سياسيا او اقتصاديا او امنيا وغير ذلك ولكن ليس بشكل كيدي او بتسييس الرقابة لتسقيط الحكومة المنتخبة ولاحداث فراغ دستوري يشل حركة البلاد والعباد .
فما أحوج العملية السياسية في العراق الى دور رقابي تقوم به معارضة نيابية فاعلة ينظم بآليات دستورية وقوانين ملزمة للجميع حتى لا يكون هذا الدور شكليا كما يقع على وسائل الاعلام ومؤسسات الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة مهمة توعوية وتثقيفية
لجميع شرائح المجتمع بأهمية وجود معارضة فاعلة ضمن الأطر الديمقراطية وينطبق الامر نفسه على النخب السياسية التي يقع على بعضها هذا الدور الإستراتيجي في بلد مازالت جراحه لم تندمل بعد من علل الديكتاتوريات ومن داء عضال اسمه الفساد المالي والاداري ..
إعلامي وكاتب عراقي [email protected]



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشائرية في المجتمع العراقي
- هل دخل العراق النفق مرة اخرى ؟
- المحلل السياسي
- الدولة العراقية وتحديات النجاح
- سلطة عراقية رابعة
- الانتخابات والمواطنة
- ثقافة التحزب وشخصنة الدولة
- بانوراما انتخابية
- الصدامية ... بين حلم العودة وكابوس الاجتثاث
- أصنام المالكي تغزو كربلاء
- عقدة الاستجواب
- هاجس المربع الأول
- الواقع المزري في كربلاء (2 2)
- العراق وفضاؤه الإقليمي
- هولوكوست عراقية !!!
- الواقع المزري في كربلاء المقدسة (1 2 )
- دراما مسيسة
- الحوار الوطني ضرورة إستراتيجية
- البرلمان العراقي واتجاهات الرأي العام
- تكنو... فساد !!


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - المعارضة ليست ترفا سياسيا