أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - العراق وفضاؤه الإقليمي














المزيد.....

العراق وفضاؤه الإقليمي


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تضاف طبيعة العلاقات العراقية مع المحيط الإقليمي للعراق سيما دول الجوار الى مجموعة المقاربات التي يتصف بها المشهد السياسي العام ربما كانت إحدى المؤثرات التي تصب في رسم التوصيف الذي تبدو عليه السياسات الخارجية لتلك الدول تجاه الوضع العراقي وطبيعة التعاطي معه والتفاعل مع أحداثه وبحسب التجاذبات الثنائية والمصالح المشتركة المبنية على أسس التعاون الأخوي والأطر القانونية المتعارف عليه دوليا في التعامل ضمن مبادئ القانون الدولي والعلاقات الدولية المحكومة بقوانين ملزمة لجميع الإطراف ...
ولكن وفي كثير من الأحيان لم يكن تعاطي بعض تلك الدول مع الشأن العراقي تعاطيا مهنيا سليما وضمن السياقات السياسية او الدبلوماسية المتعارف عليها ولم يكن الدور الإقليمي والعربي ايجابيا على طول الخط .. فقد كان العراق فيما مضى عامل جذب قومي وتفاعل إقليمي مستمر وفي غمرة انبعاث الأفكار القومية والوحدوية التي لم يتحقق منها سوى أشكالها الارتجالية الهشة وغير المعبرة عن تطلعات الشعوب المبتلاة بحكامها وأخطائهم ونزواتهم السياسية ومنها الاندفاع غير المبرمج نحو تأسيس هياكل وحدوية كارتونية او تجمعات إقليمية تصب في صالح الأنظمة اكثر مما تصب في صالح الشعوب وكانت تعبر عن توجهات سياسية مبيتة أكثر مما تعبر عن تعاطف قومي مشترك او تعبر عن مصالح إقليمية او مناطقية وفي كل الأحوال لم تخدم تلك التوجهات مصالح الشعب العراقي لان معظم الأنظمة المتعاقبة كانت تريد بسط أجنحتها فوق ربوع المنطقة وبشعارات حماسية فضفاضة في الوقت الذي كانت تنشر مخالبها الحديدية فوق ربوع العراق فكانت تلك الأنظمة ذات وجهين متناقضين الأول الوجه القومي "البشوش" والمنفتح حيث الأيادي ممتدة وبسخاء حاتمي نحو "الأشقاء" تحت شعار المصير العربي المشترك و(بلاد العرب أوطاني من وهران الى بغدان) ، ووجه آخر محلي متجهم فظ ممتد بالحديد والنار والتمايز العنصري والقومي والمذهبي كأسلوب لإدارة بلد متعدد الاثنيات كالعراق لتتشكل ملامح تفاصيل الوجه الحقيقي لتلك الأنظمة وبشكل لا يمتُّ للوطنية ولا للقومية بأية صلة كما لا ينتمي الى أي نموذج سياسي متعارف عليه في العرف الدولي ليتشكل لنا وجهان احدهما اغرب من الآخر في الانجذاب القومي والإقليمي والتغريد خارج السرب الوطني وتغليب "المصلحة" القومية على المصلحة الوطنية ، فتشكلت بناء على ذلك قطيعتان إحداها مع السلطة بالرفض الشعبي المزمن والمستمر للأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة ومنها النظام الصدامي البائد، الأمر الذي أدى الى استمرار التعسف والاضطهاد كرد فعل متعاكس مابين السلطات والجماهير ، وقطيعة أخرى نتيجة الخيبة والمرارة المستمرة من الامتداد الإقليمي والقومي بسبب السياسات غير الناضجة التي كانت تنتهجها تلك الأنظمة (العراقية منها والعربية) على حساب الشعب العراقي ومختلفا في الوقت نفسه عن الأنماط العالمية الناضجة مثل العلاقات التوافقية والمصالحية الراسخة بين دول المجموعة الأوربية القائمة على حس وطني وقومي ترابطي صحيح وبناء ..فقد ضعفت بموجب ذلك الرغبة الشعبية نحو تفاعل إقليمي وقومي مع ثبات إلاحساس الشعبي العارم والتاريخي بالقيمة الإستراتيجية العراقية ومن النواحي كافة مع التركيز على أهمية العراق المحورية في التأثير المتبادل الفعال على مجمل السياسات المتعلقة بتوجهات الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة تجاه هذه المنطقة الحساسة من العالم ..
ان العراق لم تسنح له الفرصة وبتعبير آخر لم يعط َ هذه الفرصة كي يلعب دوره الحقيقي والتاريخي على الصعيد الوطني والإقليمي وحتى الآسيوي فضلا عن العالمي ويلاحظ ذلك واضحا في فرادة الوضع العراقي وغرائبيته عن محيطه الإقليمي من خلال سخونة أحداثه وعدم استقراره المزمن وعلى كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية وغيرها ، كما ان الظروف العسيرة والصعبة والمأساوية التي مر بها العراق نتيجة الأخطاء الإستراتيجية الفادحة التي ارتكبت إبان العقود الفائتة ،صنعت وضعا داخليا مشوشا للغاية ومأزوما بصورة مستمرة مما هيأ المناخ "الملائم" لتسرب الأجندات المبيتة والمغرضة التي اعتبرت الساحة العراقية المسرح المناسب لتمريرها يضاف الى ذلك ان السياسات الخارجية لم تكن متوازنة او ناضجة ومتسمة بالتخبط والعشوائية ...
بعد سقوط اخر معقل للديكتاتورية لم يتسنَّ للعراق ان يلتقط أنفاسه أو يضع نفسه في مساره اللائق به لأسباب تتعلق بالأجندات التي لم تشأ ان ترى العراق احد اللاعبين الفاعلين على الساحتين الإقليمية والعربية والدولية ، وممارسا دوره الطبيعي الذي أقصي عنه لعقود طوال ولأسباب سياسية داخلية وخارجية متشابكة ومتداخلة ..فقد تأرجح الموقف الإقليمي والعربي بخصوص الشأن العراقي مابين السلبي المتفرج وكأن تداعيات الأحداث العراقية لا تعني "المتفرجين" أو أن "النار" العراقية مازال بعيدة عن تخومهم ، ومابين السلبي المتفاعل مع ذلك الشأن وبدرجات متفاوتة من السلبية والتورط في المطب العراقي الذي بات مكشوفا ولأسباب هي مكشوفة ايضا في حين ضاعت التوجهات الايجابية على قلتها وشحتها وسط هذه المعمعة ولعدم جدية الكثير من الأطراف الإقليمية في التعاطي الايجابي مع الشأن العراقي خاصة تلك التي لا تحب ان ترى العراق معافى سليما ومتبوئا مكانته الإستراتيجية اللائقة به .



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولوكوست عراقية !!!
- الواقع المزري في كربلاء المقدسة (1 2 )
- دراما مسيسة
- الحوار الوطني ضرورة إستراتيجية
- البرلمان العراقي واتجاهات الرأي العام
- تكنو... فساد !!
- ديالكتيك الاستنكار الفارغ
- إعلام -متعدد- الجنسيات
- تدويل القضية العراقية
- إعادة البناء
- الاعلام العربي ودائرة المسكوت عنه
- رهاب الفصل السابع
- العراق في اطاره الاقليمي
- منطق الدولة
- الإعلام والفوضى الخلاقة
- الدبلوماسية العربية في العراق
- من صنعَ الوحش ؟
- العراق ومحنة الجيوبوليتيك
- حراك متأخر ولكن !!
- التكفير ... ثغرة فقهية أم شذوذ أخلاقي؟!!


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - العراق وفضاؤه الإقليمي