أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - حراك متأخر ولكن !!














المزيد.....

حراك متأخر ولكن !!


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو ان التحرك البرلماني الأخير او بالمعنى الأدق الحراك الذي جاء متأخرا في استجواب "استضافة " بعض كبار المسؤولين ومنهم وزراء قد أثار اهتماما شعبيا وجماهيريا وإعلاميا واسعا وغير مسبوق ولأسباب عديدة منها ان الوزراء او المسؤولين المعنيين بالاستجواب وبآلياته ونتائجه فضلا عن أسبابه ودواعيه هم اقرب بعض الشيء من هموم الشارع العراقي واهتماماته كونهم من انيطت بهم مسؤوليات اقتصادية ومالية وأمنية تدخل في صميم حياة الناس ومعاناتهم وفي بعض الأحيان يكون لهذه المسؤوليات مساس مباشر ببؤسهم وشقائهم ..
ومن الممكن ان نعد هذا الحراك وعن طريق تفعيل آلية استدعاء المسؤولين واستجوابهم، مقياسا نوعيا لعمل وأداء السلطة التنفيذية وخارطة طريق مستقبلية لتفعيل الدور الرقابي للبرلمان القادم ومن المؤمل أن لا يكون هذا الحراك مرحليا وضمن إجراءات وقتية لإغراض الدعاية الانتخابية او لمصالح شخصية مبيتة بل يجب أن يكون ممتدا ليشمل كل فصول البرلمان ودوراته التشريعية وذا اذرع تطول كل مفاصل الدولة العراقية وأجهزتها وهياكلها ودون محاباة او مجاملة او خوف ومدعما بالوثائق الثبوتية والأدلة والبراهين الملموسة وشهود عدول وأكفاء وبدون قصدية او كيدية وليشمل الاستجواب المتوخى التدرج الهرمي لأية وزارة او مؤسسة معنية ..
ومن هذا المنطلق يفترض أيضا ان تكون اللجنة النيابية (لجنة النزاهة) المكلفة بآليات الاستجواب ان تتمتع بقسط كبير من الاستقلالية او مستقلة بالقدر الممكن ومن الكادر البعيد عن المحاصصات او التوافقات او التجاذبات كي لا تكون هذه اللجنة محط شبهات التسييس وفقا للمقاربات التي جعلت من المحاصصة إحدى الركائز التي بنيت عليها العملية السياسية وعلى أساسها تم تشكيل الصورة الحالية للبرلمان العراقي فيكون بموجب هذه الصورة عمل لجنة النزاهة البرلمانية ضمن آليات التأثر والتأثير التحاصصي وليس بموجب آلية المهنية والموضوعية والتي بموجبها تفرز الحالات السلبية لغرض معالجتها وتقويمها فيكون هذا الإجراء احد الأمور الكفيلة بدفع الشبهات وضد أية "حجة" من الممكن ان يتخذها الشخص المراد استجوابه ضد اللجنة المكلفة بالاستجواب سيما إذا كانت ضمن كتلة او كتل سياسية مناوئة ...
وكما هو معمول به في العالم المتمدن يفترض أيضا أن تحدد آلية وبرامج الاستجواب بان يكون على شكل استضافة وليس استجوابا بالمعنى الحرفي للكلمة وبأساليب حضارية متقدمة تليق بالشخص المستجوب وبمركزه الرسمي وبالسلطة التشريعية نفسها (البرلمان) وبعيدا عن الطرح البوليسي والأساليب المخابراتية الاستفزازية وبعيدا عن الطرح الكيدي والنفس التسقيطي والذي قد يخرج "الاستجواب" عن نطاقه الرقابي والمهني البحت إلى محاولات غايتها إحراج المسؤول وإيقاعه في حلبة الجدل العقيم وحشره في شباك المهاترات الكلامية بدون فائدة سوى الثرثرة الفارغة مما يفقد البرلمان رزانته ودوره الرقابي الحساس في قيادة دفة التشريع في البلاد ويجعله متجاوزا على بقية السلطات بدون وجه حق ..
ان الهدف المتوخى كحصيلة نهائية هو المواطن بالدرجة الأساس من خلال وضع البرلمان على الطريق الصحيح وليس الهدف هو الاستجوابات التي قد تكون في اغلبها حامية الوطيس وذات سفسطة قد تطول وتنتهي بما لا يحمد عقباه فإن كان البرلمان قد وضع نفسه ـ في آخر المطاف ــ في الطريق الذي كان يجب أن يكون منذ بداية مشاوره قبل ما يقرب من أربع سنين فانه ربما سيكشف عن الكثير من الأخطاء والثغرات التي انتابت العملية السياسية والتي جاءت بالكثير من العناصر غير الكفوءة وخارج نطاق التكنوقرط ومن غير المؤهلين ومن المؤمل ان يكون استجواب السيد وزير التجارة فاتحة خير لتعافي الأداء الحكومي وانعتاقه من عقال الدوامة التي يتخبط فيها للوصول الى أداء أكثر نزاهة وكفاءة واقل تحاصصا وفسادا ..
مهما كانت الأسباب والدوافع وراء "حمى" الحراك الأخير للبرلمان في استجوابه بعض المسؤولين من ذوي المناصب الحساسة فان وراء ذلك أمورا عدة منها أن هذا الحراك قد يشكل خارطة طريق لنهاية ظاهرة تمترس بعض المسؤولين وراء الكتل والأحزاب التي ينتمون اليها سيما "الكبيرة" منها حيث اعتقد "البعض" أنهم في منأى عن المراقبة والمساءلة والعقاب مادامت كتلهم توفر "الحماية" لهم وتجعلهم فوق القانون ومادامت تهمة "التسييس" جاهزة لتلاحق كل من يرفع سيف النزاهة بوجه الفاسدين والمفسدين ..ويدل هذا الحراك ايضا على ولوج العملية السياسية مرحلة جديدة ومن باب تفاءلوا بالخير تجدوه بقرب انتهاء عصر "الديناصورات" الحزبية والتحاصصية التي حولت الكثير من مؤسسات الدولة العراقية الى إمبراطوريات ومزارع لهذا وذاك ولم يخطر في بال احد انها ستؤول يوما الى زوال بل لم يتصور احد ان يقف امام منصة البرلمان ليكشف امام الشعب عن طريق ممثليه اسباب القصور والاخفاق وضمن القانون ..
إعلامي وكاتب
[email protected]



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير ... ثغرة فقهية أم شذوذ أخلاقي؟!!
- عقدة التاسيس الطائفي
- حكومة الدولة وحكومة القرية
- الاعلام العربي واشكالية المشهد العراقي
- الاعلام العراقي ...هل هو سلطة رابعة؟
- القرضاوي والهلوسة الطائفية
- الاعلام العربي وصناعة الوهم
- فلسفة التغيير
- البرلمان العراقي ..قبة ام مسرح؟
- الحوار بين الاديان وجدلية الفرقة الناجية
- الانتخابات خارطة طريق لصحوة سياسية
- العراق والاستحقاق الليبرالي
- داء عضال اسمه المد الاصولي
- قوائم كربلاء الانتخابية ..برامج صاخبة وشعارات صارخة
- الطاغوت القومي واللاهوت الاصولي
- الاعلام العربي بين بغداد وغزة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - حراك متأخر ولكن !!