أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عباس عبد الرزاق الصباغ - المحلل السياسي














المزيد.....

المحلل السياسي


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 11:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


توصيف صار أكثر من شائع في الكثير من وسائل الإعلام العراقية يمتزج فيه أو يلتبس اكثر من مجال في آن واحد وهما الإعلام (Informing ) وهو أداة مساهمة في صنع السياسة الخارجية و تأثيرها على صناع القرار والرأي العام مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات،أما السياسة Policy فهي فن حكم الدولة والنشاط الأعلى الذي يشمل النشاطات الاُخرى وتهدف الى التنظيم الأعلى للحياة في المجتمع.. ليكون الناتج من تفاعل هذين المضمارين كمحصلة معرفية التحليل السياسي (Degenerating Politician ) ويكون المتمرس في هذا المجال محللا سياسيا وهو مصطلح طالما شاهدناه وسمعنا به مترادفا مع أسماء كثيرة خاصة في بعض الفضائيات توصف معظمها بالمحلل السياسي وفي أحايين كثيرة يأتي هذا التوصيف متلازما مع ألقاب أكاديمية او إعلامية قد تنطبق على الشخص المعني انطباقا حقيقيا او تنطبق عليه بدرجة معينة وقد يكون الموصوف مستحقا لها عن اقتدار وجدارة أو لايكون مستحقا لها على الاطلاق من مثل؛ الكاتب والمحلل السياسي / والباحث والمحلل السياسي / الإعلامي والمحلل السياسي / الأكاديمي والإعلامي والمحلل السياسي ناهيك عن بقية الألقاب والمسميات!!! ..
ان السبب في استسهال اطلاق هذه الالقاب على من يستحق او من لا يستحق مرده استسهال العمل الاعلامي والصحفي نفسه وعدم اعتماد المعايير المهنية وذلك بإستسهال اطلاق التوصيفات العشوائية على كل من يدلي برأيه او يقدم افكارا أو يمارس التنظير حول قضية معينة قد لا ترتقي الى مستوى التحليل السياسي اذ ليس بالضرورة ان يكون الادلاء بالرأي تحليلا سياسيا وليست كل الأفكار تحمل في طياتها ذلك التحليل وليس كل من يدلي برأيه هو "محللا " سياسيا .
فالمضطلعون بالسياسة والاعلام يعرفون الفرق مابين الرأي المجرد مهما بلغ مستواه ومهنيته ومابين التحليل السياسي وهو ذات الفرق مابين المدلي برأيه وما بين المحلل السياسي الذي يحلل ثيمات قضية جديرة بالتحليل قد تكون حديث الساعة او محورا مهما من المحاور الستراتيجية او مسألة ذات أهمية بالغة أو ذات طبيعة ساخنة فيقوم بتشريح ملابساتها وإعادة تفكيكها واستقراء أسبابها ونتائجها وتداعياتها والبحث عن منطلقاتها السياسية والاجتماعية والتاريخية والديموغرافية والانثروبولوجية وغير ذلك ودراسة أبعادها الإستراتيجية والتكتيكية وجذورها الفلسفية والابستمولوجية والانطولوجية استقراء نقديا فاحصا وباحثا مستنتجا ومحللا ومعللا وغائرا في أعماق القضية ومتاهاتها بعيدا عن السطحية والطرح الشكلاني المبتسر أو غير الوافي أو السطحي أو الرأي العابر... فضلا عن كونه من المتعاطين في الشؤون السياسية وله باع في الممارسة الإعلامية أو الصحفية وإلا لتحول جميع الناس الى محللين سياسيين واستحالت جميع الآراء والافكار الى تحليلات سياسية .
الكثير من وسائل الإعلام ومنها بعض القنوات الفضائية على سبيل المثال تقدم بعض الأكاديميين أو المختصين في العلوم السياسية أو بعض الإعلاميين أو كتاب الرأي على كونهم محللين سياسيين، لكن ليس كل ما يقدم أو يطرح هو من باب التحليل السياسي حتى في حالة كون هؤلاء من المتمرسين في تلك الميادين لان مما يحتاج اليه من يوسم بالمحلل السياسي هو المتابعة المستمرة والإلمام بالثوابت والمتغيرات التي تعتمل بالمشهد العام سياسيا واقتصاديا وسوسيولوجيا ومعرفيا وثقافيا وعلاقة كل ذلك بالصيرورة التاريخية والمنعطفات المفصلية والتحولات الهيكلية لذلك المشهد ومتابعة تجاذباته الاقليمية والعالمية وعوامل التأثر والتأثير المتبادل مابين دواخل المشهد ومابين فضاءاته الجيو سياسية .
إن الانقطاع المعرفي والنكوص الحضاري للمجتمع العراقي خلال العقود المظلمة التي رزح فيها تحت نير الديكتاتوريات المتعاقبة جعلته يتقبل أي رأي في الشؤون السياسية على انه تحليل سياسي ساعد على ذلك عدم وجود قانون مشرع ضابط لأصول العمل الإعلامي أو آليات تنفيذية تقوم على عاتقها تنظيم ديناميكيات العمل الإعلامي وفق الدستور وهذا ما ينطبق على جميع مفردات ومفاصل السلطة الرابعة. في المقابل نجد انتلجنسيا عراقية متميزة سواء على مستوى كتاب الرأي (المقال والعمود) أو على صعيد التنظيرات التي تحمل الطابع الإستراتيجي أو على صعيد التحليل السياسي بمقارباته المهنية والاحترافية رغم العشوائية التي مايزال المشهد الاعلامي العراقي متصفا بها وهشاشة البنى التحتية الإعلامية التي يجب ان ترتكز عليها السلطة الرابعة نحو إعلام مهني وعقلاني ومنضبط .
إعلامي وكاتب عراقي [email protected]




#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العراقية وتحديات النجاح
- سلطة عراقية رابعة
- الانتخابات والمواطنة
- ثقافة التحزب وشخصنة الدولة
- بانوراما انتخابية
- الصدامية ... بين حلم العودة وكابوس الاجتثاث
- أصنام المالكي تغزو كربلاء
- عقدة الاستجواب
- هاجس المربع الأول
- الواقع المزري في كربلاء (2 2)
- العراق وفضاؤه الإقليمي
- هولوكوست عراقية !!!
- الواقع المزري في كربلاء المقدسة (1 2 )
- دراما مسيسة
- الحوار الوطني ضرورة إستراتيجية
- البرلمان العراقي واتجاهات الرأي العام
- تكنو... فساد !!
- ديالكتيك الاستنكار الفارغ
- إعلام -متعدد- الجنسيات
- تدويل القضية العراقية


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عباس عبد الرزاق الصباغ - المحلل السياسي