أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - عقدة الاستجواب














المزيد.....

عقدة الاستجواب


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستجواب من أهم الوظائف التي تضطلع بها السلطة التشريعية فضلا عن قيامها باتخاذ وتعديل وإلغاء القوانين المنظمة لشؤون الدولة وحياة الفرد ، فضلا عن التشريع والتمثيل والمداولة والإشراف والمراقبة والتحقيق وتعديل الدستور وبصورة عامة هي السلطة التي تقع على عاتقها مسؤولية وضع القواعد القانونية والأسس الدستورية التي تنظم عمل الدولة وضمن الأطر والسياقات الديمقراطية والصلاحيات اللازمة قانونيا وإجرائيا ومن الطبيعي أن تكون السلطة التنفيذية التي تتولى مسؤولية تنفيذ القوانين والتشريعات التي تسنها وتقرها السلطة التشريعية، هي مدار بحث السلطة التشريعية ومجالها الحيوي انطلاقا من الفضاء المتاح لكل سلطة ضمن الدستور المعمول به وحسب ما تقتضيه ضرورات المصلحة العامة للبلد ومن ضمن ذلك عملية الاستجواب وبحسب الهدف المتوخى منه وما إذا كان يحقق نتائج ملموسة وعملية على ارض الواقع بان يكون متناغما ومتواشجا مع إرهاصات الوضع الراهن وفي المجالات كافة خاصة إذا كان البلد يمر في مرحلة انتقالية حرجة ويعاني من ظروف مفصلية عسيرة .
الاستجواب؛ وضمن الآليات الديمقراطية والمهنية يفترض أن لا يكون صوريا وبسيناريو هزيل الغرض منه الالتفات على القضية قيد البحث أو تمييعها لخداع الرأي العام، ويكون مرفقا بالوثائق والأدلة المستندة الى معلومات صحيحة مستنبطة من البيانات الرسمية والرأي العام ووسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها.. ومهما تكن الأسباب التي أفضت الى "مثول" المسؤول المعني للاستجواب الى قبة البرلمان للإجابة عن حزمة من الأسئلة والاستفسارات والتساؤلات المقدمة من قبل أعضاء البرلمان او اللجنة المختصة فانه من غير الصحيح أن يتحول البرلمان إلى ساحة للسجالات الكيدية والجدالات حامية الوطيس وبعيدا عن السياقات الموضوعية والقانونية والدستورية وضمن الآليات الرقابية التشريعية، ومن غير الصحيح أيضا أن يتحول الشخص المستجوب (بفتح الواو) الى ضحية وعاجز لا يستطيع أن يطرح القضية التي استضيف جراءها بالشكل المهني الصحيح وكي لا يتهم بعد ذلك بأنه كان "غير مقنع".
يجب تشريع و توضيح الأسس التي تقام عليها آليات الاستجواب كي لا تتحول الأسئلة التي تطرح إلى مهاترات مغرضة هدفها تسقيط الطرف المقابل وكي لا تتداخل تلك الآليات البرلمانية مع الأجندة السياسية والحزبية لأعضائه وبالمقابل كي لا تتحول الأجوبة الى سفسطات وتهويمات وتنظيرات وتتحول العملية كلها الى إغراض للاستهلاك الإعلامي أو لغرض الدعاية الموظـَّفة في ماراثون الدعايات الانتخابية او لعرض العضلات وإعطاء دروس مجانية في "النزاهة" و "الوطنية" وكي لا يتحول البرلمان إلى ساحة لإلقاء المحاضرات السياسية والاستقراء والاستنتاج والديالكتيك الفارغ الذي لا يجني منه الناس شيئا سوى الخيبة والمرارة وذلك بعد إن تكون القضية الأصلية قد ابتعدت عن مساراتها وفقدت أهميتها إذ بدلا من أن تناقش قضية معينة نقاشا قانونيا ودستوريا مستفيضا بين البرلمان والشخص المستجوَب تتحول تلك القضية إلى "معمعة" خالية الوفاض وجعجعة بدون طحين !!! .
يلاحظ إن الرأي العام في العراق لم تتوضح لديه حتى الآن ماهية الاستجواب والفرق بينه وبين الاستضافة إذ لم توضح اللجنة القانونية في البرلمان ذلك لوسائل الإعلام وللجمهور ، فضلا عن توضيح الآليات والطرق القانونية والدستورية المتبعة في ذلك والنتائج المتوخاة من تلك العملية والتبعات القانونية المترتبة عليه .
كما يتحمل البرلمان مسؤولية تعثر وتأخر الاستجوابات (والاستضافات) طيلة عمر الدورة البرلمانية الحالية والموشكة على الانتهاء مع وجود الكثير الدواعي والأسباب الملحة (وبعضها خطير جدا يتعلق بأرواح الناس وممتلكاتهم ومستقبل البلاد) وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والاقتصادية والمالية وغيرها لإجراء أكثر من عملية استجواب وفي العديد من الملفات الأمنية الحساسة ومن ضمنها الكوارث المأساوية التي مازالت تطال الأبرياء وتحطم البنى البشرية والتحتية، وكان من المفترض أن يقوم البرلمان بتفعيل هذا الدور الاستراتيجي المهم منذ انعقاد فصله الأول ولا ينحصر هذا الدور في فصله التشريعي الأخير وذلك لحساسية وخطورة الكثير من القضايا التي تستدعي استجواب المسؤولين في الحكومة العراقية.. لذا نأمل من برلماننا المقبل أن لا يفعـِّل دوره في استجواب من يثبت تقصيره او قلة كفاءته بل عليه أن يفعل جميع أدواره ومهامه وينشط مسؤولياته بعيدا عن التسييس والادلجة والتجيير والتسقيط والتحزب والتخندق والتنظير والتخوين والمحاباة والمجاملات ومن بداية "المشوار" ..



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاجس المربع الأول
- الواقع المزري في كربلاء (2 2)
- العراق وفضاؤه الإقليمي
- هولوكوست عراقية !!!
- الواقع المزري في كربلاء المقدسة (1 2 )
- دراما مسيسة
- الحوار الوطني ضرورة إستراتيجية
- البرلمان العراقي واتجاهات الرأي العام
- تكنو... فساد !!
- ديالكتيك الاستنكار الفارغ
- إعلام -متعدد- الجنسيات
- تدويل القضية العراقية
- إعادة البناء
- الاعلام العربي ودائرة المسكوت عنه
- رهاب الفصل السابع
- العراق في اطاره الاقليمي
- منطق الدولة
- الإعلام والفوضى الخلاقة
- الدبلوماسية العربية في العراق
- من صنعَ الوحش ؟


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - عقدة الاستجواب