أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - هل دخل العراق النفق مرة اخرى ؟














المزيد.....

هل دخل العراق النفق مرة اخرى ؟


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القطار الامريكي الذي جاء بالبعثيين مرتين الاولى عام 1963 والثانية عام 1968 واطاح بهم عام 2003 ، على ذات القطار جاءت قافلة اخرى تختلف عما سبق وللهدف نفسه فإن كان شباط الأسود 1963 مجرد "جس" نبض الشارع العراقي لتجربة مستقبلية في اعطاء الضوء الاخضر للمجاميع البعثية المسعورة ولمدة تسعة اشهر فقط لتعيث فسادا في ارض الرافدين فان المحطة التالية في تموز 68 كانت تجسيدا لتجربة مريرة استمرت لاكثر من خمسة وثلاثين عاما فقد العراق فيها كل شيء وصار على "الحديدة" او ترابا كما كان صدام حسين "يبشر" كل من يريد ان يأخذ العراق من قبضته كأن العراق ضيعة تابعة لقرية العوجة التي جاء منها صدام يوما حافيا الى بغداد ولعشيرته التي سامت العراقيين سوء العذاب كآل فرعون في بني اسرائيل ..
وها هي المحطة الثالثة للقطار الامريكي وهي محطة نيسان 2003 يوم استبدل الديكتاتور المتأله والطاغوت المتفرعن بـ "كوكتيل" سياسي ـ طائفي ليدخل العراق مرة اخرى في نفق مظلم آخر وبعد ان رأى العراقيون بصيصا باهتا من النور تبين لهم انه لم يكن سوى سراب يحسبه الظمآن ماء بل انهم مايزالون يعيشون بذات النفق منذ صيف عام 68 ولحد الان فلم يغادروه الى اية فسحة من الامل اذ مازال سياسيوه يتخبطون في مستنقع المصالح الحزبوية والمغانم السلطوية كما تخبط من كان قبلهم عبد السلام عارف واحمد حسن البكر واخيرا ـــ وليس آخرا ـ صدام حسين التكريتي ومن سن سُنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ومازال من جاء القطار الامريكي في محطته الثالثة مستنا بهذه السُنة السيئة تاركين الشعب العراقي يلعق جراحه وحده ويندب حظه العاثر الذي لدغ من ذات الجحر ثلاث مرات!!!!
فبعد ان كانت المشكلة العراقية تتمظهر بالديكتاتوريات المتعاقبة اصبحت تتجسد في التنافسات الفئوية والجهوية والحزبية ذات الوجوه الطائفية المقيتة والانساق القومية الشوفينية المتعصبة وفي نهب اموال الشعب العراقي المحروم التي صارت هباء منثورا فلايدري المواطن العراقي البسيط والمغلوب على امره والمفوض امره الى الله ايهما اسوأ من الآخر هل هي الديكتاتورية التي أتت على الأخضر واليابس أم هذا "الكشكول" غير المتجانس من السياسيين والمقامرين بمستقبل الوطن والمغامرين بمصالحه وأصحاب النفوذ وقادة المليشيات الطائفية والعصابات التي تتكلم باسم "الوطنية" أو دفاعا عن "الدين" و"المذهب" والذين إن وجدت منهم وطنيا شريفا ونزيها على غرار المرحوم الجنرال عبد الكريم قاسم فانت محظوظ من رأسك حتى اخمص قدميك؟؟ وايهما كان اكثر سوءا هل من جاء في القطار الامركي في محطته السابقة ام اللاحقة ؟؟ وهناك عشرات من الاسئلة بل المئات منها دون اية اجابة مقنعة!!! ...
الكثير من المحللين والمراقبين والمتعاطين مع الشأن السياسي العراق متشائمون من الخارطة التي يبدو عليها المشهد السياسي العراقي والذي يشبه وضعه حاليا بصيف 68 حينما نزت عصابة من شذاذ الآفاق من صبيان ميشيل عفلق وأولاد الشوارع ولقطاء الرذيلة وشقاوات مواخير الدعارة والملاهي الليلية ومن المتريفين وصعاليك البوادي على سدة الحكم في هذا البلد الذي قدر له ان يبتلى على طول الدهور بمن ينزو على ظهره ويستحكم فيه ويستعبده ويتخذ منه بقرة حلوبا وقد بانت قضية السياسيين الجدد وكشروا عن أنيابهم وكشفوا عن عوراتهم المستديمة في التصارع حول كراسي السلطة أو في الحج الى دول الجوار التي جعلت من ارض العراق جغرافيا من حطام وخراب ونار لتستكمل "المشوار" الذي انتهى عنده صدام حسين قبل ان ينتقل الى حفرته التي جعل منها العروبيون والقومجيون والراقصون على أشلاء حلبجه الشهيدة وشهداء كربلاء والبصرة والسليمانية والانبار، جعلوا منها كعبة تهوي اليها قلوبهم التي لم تحترق يوما على بقايا شهيد عراقي واحد كرديا كان ام شيعيا ام سنيا أو مسيحيا أو شبكيا ام تركمانيا ولم يذرفوا دمعة واحدة على كاكه حمه أو علي أو عمر أو حنا أو اوغلو أو قدو لكنهم بكوا طويلا على صدام حسين وأقاموا له التماثيل ومازالوا يصفونه بشهيد الأمة العربية والإسلامية أما شهداء العراق فلا بواكي لهم..
سياسيونا الذين ورثوا تركة صدام حسين يلعنون الطائفية صباح مساء ويشتمون المحاصصة آناء الليل واطراف النهار ولولاهما لكانوا الآن حيث كانوا سابقا متسكعين في المنافي يدورون فيها دور الرحى من دون طحين وكل "جعجعتهم" كانت اضغاث احلام بسقوط الديكتاتور التكتريتي ولم يتفقوا حتى على الخطوط العريضة لاسقاطه ولولا الدبابة الامريكية لصارت تلك "الاحلام" مجرد كوابيس ولم يتمكنوا من ازاحة ذلك الديكتاتور عن موقعه قيد انملة ولم يكونوا بمنأى عن العقدة التي شكلت طيلة العقود الثمانية السود المنصرمة، المشكلة المستعصية ذاتها ولم يكونوا يوما ما جزءا من الحل فالكل يبغي الصيد والاستحواذ على اكبر قدر من الكعكة العراقية التي استنزفها صدام وعشيرته والناطقون بلغة الضاد من أشباه العرب وانصاف الرجال ورموا العراق كعصف مأكول وجعلوا من العراقيين تتصدق عليهم دول الجوار التي لم يكن بعضها دولا بل كانت إما قرى تابعة لبعض أقضيته أو كانت هوامش جغرافية عابرة للتاريخ وللجغرافيا معا وما سال لها لعاب المستعمرين قط وما تزال تعيش تحت هامش أية أهمية جيوبولوتيكية شرق أوسطية في حين ان العراق هو صاحب تلك الأهمية التي لم يلتفت اليها جميع من تصدر المشهد السياسي العراقي عدا فترة قليلة من الحكم الوطني المتمثل بالمرحوم الجنرال عبد الكريم قاسم الذي لم يتكرر لحد الآن ... أفلا يستحق العراقيون قاسما آخر يخرجهم من محنتهم التي وصلت الى طريق مسدود ويرمي كل من جاء بالقطار الامريكي الى حيث جاؤوا غير مأسوف عليهم ؟!! ...



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحلل السياسي
- الدولة العراقية وتحديات النجاح
- سلطة عراقية رابعة
- الانتخابات والمواطنة
- ثقافة التحزب وشخصنة الدولة
- بانوراما انتخابية
- الصدامية ... بين حلم العودة وكابوس الاجتثاث
- أصنام المالكي تغزو كربلاء
- عقدة الاستجواب
- هاجس المربع الأول
- الواقع المزري في كربلاء (2 2)
- العراق وفضاؤه الإقليمي
- هولوكوست عراقية !!!
- الواقع المزري في كربلاء المقدسة (1 2 )
- دراما مسيسة
- الحوار الوطني ضرورة إستراتيجية
- البرلمان العراقي واتجاهات الرأي العام
- تكنو... فساد !!
- ديالكتيك الاستنكار الفارغ
- إعلام -متعدد- الجنسيات


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - هل دخل العراق النفق مرة اخرى ؟