أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - الحكومة المغربية وقضايا الهجرة














المزيد.....

الحكومة المغربية وقضايا الهجرة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 18:12
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


المهاجر المؤهل: يحمل تجربته العلمية أو التقنية للبلد الأصل، كم هي رائعة هذه الأكذوبة، يحمل تجربة ما ولا يحمل وعيا ماآخر ؟( تجربة اخرى على مستوى الحقوق الديموقراطية مثلا)، لكن ما الحاجة إلى ذلك مادام يحمل تأهيلا ورأسمالاـ علفا "لبقرة الوطن"، استثماره كيف يكون؟ لا أدري، الله أعلم.
بعض الخبراء في سياسية الهجرة المغربية، يحملون ملفات ودراسات تشحم هذا النهوض الإصلاحي على قدم وساق، مضمونه:" تعبئة الكفاءات المؤهلة للمغاربة بالخارج"، لذلك يسافرون كثيرا ليلتقوا جمعيات تؤطر المهاجرين، قصد "إصلاح التعاون مع المهاجرين"، الخلاصة: استثناء خاص، يا لحظ المهاجرين...
إضافة إلى ما يطرب الحكومة، يحمل المهاجرون حساسية مفرطة أيضا تجاه الخدمات، ليس فقط الإدارية منها، بل كل ما يمت بصلة إلى كل الخدمات بدءا من العلاقات الإجتماعية العادية: في النقل، في المقهى، في الأسواق، في المستشفيات، في الجمارك، بعبارة كل الخدمات، ليست المشكلة فقط في "تيسير المساطر القانونية لجلب..." بل المشكلة في البنية الخدماتية بالمغرب، إن خطاب التعامل الخاص للحكومة المغربية مع المهاجرين، في بنائه التمايزي، حيث المهاجر بشكل عام يختزل في رقم الإدخار ثم بعد ذلك يصبح في تعامل الحكومة مهاجر خاص ذي "مؤهلات"، إنه خطاب طبقي عاري من مضمونه الوطني الذي فيه يستشعر المرء انتماءه.
تعتبر خطابات مثل:" إدماج المهاجر في التنمية المستديمة، تيسير المساطر..، هجرة الكفاءات التي تستقطبها الدول الصناعية" هي خطابات تنم عن انفصام في الرؤية للمشكلة بشكل عام، فهي من جهة ترنو إلى تشجيع مساهمة المهاجرين في تلك التنمية، تعكس اتجاه حل العراقيل البيروقراطية التي تعيق ذلك، ومن جهة اخرى تصيغ حلولا ترقيعية تعرقل في الحقيقة مضمون تلك المساهمة، من منطلق تعاملها مع ادخارات المهاجرين من جهة ومن جهة أخرى، في تصفية أجواء الإستثمار، إن مضمون المعاملة الخاصة تجاه هذه الفئة يعكس بجلاء البيئة العامة وفوضى التسيير انطلاقا من أنه لا يمكن أن تكون هناك معالجة استثنائية وسط بيئة فاسدة، في أحسن الاحول سيكون هناك ادماج لهذه الفئة في هذا الفساد الإستثنائي وهي عملية فاسدة من منطلقاتها، لأن حل المعضلة أساسا هو حل لها من موقع حل الإشكالات المطروحة في الوطن بكل مكوناته أي خلق بيئة ديموقراطية لا استثناءات فيها.
حين تتكلم الحكومة عن مساهمات المهاجرين، طبعا تتكلم عن أرقام إجمالية، لكن حين تأتي إلى رسم بياناتها، تتكلم عن نوع محدد من المهاجرين هو أس توجهها السياسي، دعونا نطرح مثلا هذا السؤال: ما هو حجم ادخار هذا النوع المحدد وما هو حجم إدخار ذاك النوع الآخر من المعادلة؟. بالطبع ليست هناك أجوبة عن مثل هذا التساؤل ﻷنه ببساطة هناك تميايز بين المهاجر العابر(الغير مؤهل) الذي يستقبل بمهرجانات الخلاعة على إقاعات النص المغربي(مؤخرة الحاجة والشيخة) والمهاجر "المؤهل" .
تبرز الحكومة المغربية تخوفاتها العميقة على سياسية الدول الصناعية التي تقوم على جلب الكفاءات إليها بدعوى أنها تساهم في إفقار المغرب من الطاقات الخلاقة، يبدو مثل هذا الخطاب مقنعا لو أنها مثلا حلت معضلة هذه الكفاءات المعطلة في المغرب، لو عملت على ذلك لكان لنا أن نتفهم هذا الحرص الكبير الذي تتضمنه تقاريرها، لكن على العكس من ذلك نرى أن الحل السحري الذي وجدته في يدها هو إمتاع ساديتها القمعية بإبراز الهراوات في وجه هذه الفئات.
ماهم هؤلائي المهاجرين المؤهلين؟دعونا نطرح بصراحة مثل هذا السؤال، لا ننكر أن من بينهم مؤهلات علمية نالت من حظها في التكوين التكنولوجي والعلمي وما إلى ذلك، لكن هل كلهم رأسماليون؟ بسؤال آخر : هل تقبل الشركات المغربية تشغيل هؤلاء المهاجرين في شركاتها ليستفيدوا من تجاربهم أم فقط الراسماليون منهم؟ لا شك أن السؤال يتضمن جوابه، ومن منطلق تواضعي المعرفي، أعترف أيضا أنه ليس سؤالا علميا، بل هو سؤال مستفز من منطلق أننا نعرف جيدا من هم المهاجرون المؤهلون: هم بعض الرأسماليون الذين هم في حاجةإلى إضفاء الشرعية على ممتلكاتهم، ولنا عودة إلى موضوعهم في مقال آخر.
ختاما لا يمكن الإستفادة من المهاجرين في ضوء أوضاع تتسم بالفساد، والإستثناء في خطاب الحكومة نحو المهاجرين هو طعم مر لالإنخراط في هذه البيئة الفاسدة التي تعرقل التنمية الحقيقية وتضع المغرب خارج التاريخ، مغرب لا يحترم الحد الأدنى من الأجور الذي يسنه، ولا يحترم قانون الشغل الذي سنه برغم تفاهته، مغرب يستقبل الإستثمارات التي تنهك اقتصاده، ومغرب يضع أجهزته القمعية في خدمة الباطرونا، مغرب بحكومة إمبريالية هو مغرب بدون شرعية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الرحيل
- مذكرات عبور: بوابة ابني نصر
- مذكرات عبور
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي 2
- رسالة غرام، وجحيم المدرسة القروية
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 2
- حكايا من المهجر: الموضولو 3 وصراع الهيمنة
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 3
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 2
- هل يعيد التاريخ أحداث إيليخيدو مرة أخرى إلى الواجهة
- حكايا من المهجر - هلوسة عبابو
- الدرس الثاني ديالكتيك البراءة
- الدرس الأول لأطفالنا في الديالكتيك
- مقاربة تصورية حول الحتمية الاشتراكية
- نحو تأسيس مزبلة إلكترونية
- بمناسبة 8 مارس


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - الحكومة المغربية وقضايا الهجرة