أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3















المزيد.....

حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


فيما الجميع كان يبحث في صيغة تجعله متمكنا من الموضولو، وفيما البعض لجأ إلى خلق تحالفات في إطار مجموعة منسجمة، وعلى الرغم من انهزام عبابو الأسطورة، إلا أنه لا أحد يستطيع طرد أي شخص مهما كانت سيطرته، وهو ما لم يستوعبه لا عبو ذو الرؤية الوقواقية، ولا العامل الذي سجل له التاريخ أول انتصار، فالعامل أصلا غير مسجل كواحد من السكان، بل قبلنا وجوده لملإ السرير المتبقي قبل أن يحتله آخر ممن لانرغب فيه، وهو ما لم يستصغه جيدا إلا في اليوم الذي علم أن مسؤولية الموضولو بالنسبة للصليب الأحمر تقع على عاتقي شخصيا، بعد هجرة صديق آخر إلى الشمال. كانت سياسة الصليب الأحمر بالمنطقة تقوم على اسكان المهاجرين غير الشرعيين من منطلق استحالة أن يحصلوا على سكن في المناطق الحضرية بالإضافة إلى ضعف احتمال حصولهم على فرصة شغل أيضا، من هنا كانت الأولوية بالنسبة له، هي ضمان سكن هذه الفئات الجديدة مع توفير ضمانات رمزية بحصانة هذه المساكن من تدخل رجال الأمن (التزام شفوي من طرف السلطات الأمنية غير ملزم في حالة الضرورة، لأن قوانين طرد المهاجرين في وضعية لا قانونية واضحة في هذا الصدد وتتناقض تماما مع هذا الإتفاق). ، وهو ما كان يجهله العمال السبقون في سكن هذه الموضولوات، بحيث مازالوا يعتبرونه في ملكيتهم، وهو ماكان يفسر تدفقهم علينا في مواسم العبور، كما كنا نحن أيضا لا نجرؤ على طردهم والجهر صراحة بأنه لا مكان لهم عندنا.
بعد أحداث إيلخيدو التي كان من نتائجها وضع هذه الموضولوات لتسكين المهاجرين في انتظار بناء أحياء نموذجية للعمال، وهو ماتعذر مع مرور الوقت لامتناع جميع رؤساء البلديات بتوفير مساحات أرضية لذلك على الرغم من ضغط الإتحاد الأوربي، وعلى الرغم من توفير أغلفة مالية من طرف المجموعة الأندلسية لبناء مثل هذه الأحياء، كان تقدير الحيز الزمني لإنشاء هذه الأحياء، قبل رفض رؤساء البلديات والذي كان يعكس أيضا وجهة نظر السكان المحليين، يحوم إلى حوالي ثلاث سنوات، وهي الفترة الزمنية التي يتحمل فيها الصليب الأحمر مسؤولية هذه المساكن القصديرية، ومع امتناع وجود مساحات لبناء تلك الأحياء، كان يحوم في الأفق أيضا أن يقوم أرباب العمل بإقامتها في مناطق نفوذهم، في ضيعاتهم بالتحديد، وحسب حاجاتهم الخاصة لليد العاملة، وهو ماكان يوحي لدى مسؤوليي الصليب الأحمر بأن أزمة السكن سيعيشها فقط أولئك الذين لا يتوفرون على وثائق رسمية للإقامة والعمل، الشيء الذي دفعها إلى ترسيم المهاجرين الجدد في تلك البيوتات، بينما الذين حظيوا بتسوية قانونية، وجب عليهم بما تسمح به ظروف التسوية، إجاد مساكن لأنفسهم، إما لدى أرباب العمل، أو اكتراءها في المدن والبوادي القريبة لمكان العمل وهو ضمنيا مايعبر عنه ميثاق التسوية في سياسة الهجرة لدى الحكومة الإسبانية برفع شعار الإندماج الإجتماعي للمهاجرين.
ساعد أيضا، بعد تسوية 2000 ، هجرة أغلب المهاجرين الذين سووا وضعيتهم إلي الشمال الإسباني، في سلوك سياسة الصليب الأحمر، هذا المنحى من تسكين المهاجرين الجدد، حيث ما أن انقضى صيف هذه السنة، حتى بدأت عملية تقييم لهذه التجربة من خلال زيارات متكررة لهذه البيوتات، لتجد أن أغلبها يسكنها أناس جدد وليس أولئك المسجلين في قوائمها بعد أحداث فبراير من نفس السنة، حيث بدأت في تسجيلهم أولا، ثم تأكيد تواجدهم لدى السلطات المحلية والإقليمية، مادفع اقليم ألميريا إلي اجراء عملية إحصائية لتقدير عدد الوافدين الجدد. في شهر نونبر من نفس السنة، شيع أن إقليم ألميريا قد عمد إلى تسوية أحادية مختلفا بذلك عن جميع أقاليم إسبانيا، مما جعل منه مصب المهاجرين من كل الجهات، ليس فقط جهات إسبانية، بل من كل أوربا، لكن اتضح فيما بعد أنها عملية إحصائية بحتة، ومع ذلك كانت الوفود تتوافد حتى مع انتهاء الحملة الإحصائية، مما رفع ألميريا في وهم الهماجرين إلى المركز الأول في التسوية القانونية، وهو ماجعلها أيضا تحتل صفة روما لأوربا الجديدة، حيث أصبحت كل الطرق تؤدي إليها، مما جعل منها الإقليم الوحيد في إسبانيا الذي أجوره متدنية وساعات العمل به تفوق ساعات العمل بالأقاليم الأخرى، كما جعلت منه أيضا الإقليم الذي يسن قانون الشغل المحلي ولا يحترمه على الإطلاق. هذا الإنزياح العارم لكل مهاجري العالم إلى هذا الإقليم، خلق وضعا جديد لم تستوعبه ساكننته حتى الآن، ارتفعت أرصدة الأبناك بشكل ملفت للنظر، ولعل مقولة المثل القائل فيه: بين البنك والبنك يوجد بنك؛ خير مايعبر على هذه الظاهرة. ارتفع معدل النمو الديموغرافي بشكل هائل مكن من ظهور مدن لم تكن في السابق سوى محطات لوقوف شاحنات النقل العمومية قصد الراحة، انتفت اليد العاملة المحلية من حيث تولد الشعور لدى أغلب العمال المحليين، بفضل الخدمات السلفية للأبناك، بأنهم من الطبقة البورجوازية، ارتفع مستوى عيش السكان المحليين إلى ما لم يتوقعه الذين ألفوا العيش على شح الصحاري (ألميريا هي منطقة الشيح والريح بمناخها الصحراوي). هذه الظفرة الإقتصادية الهائلة التي نمت بسرعة قياسية وجيزة، قابلها بطؤ قاتل على مستوى التطور الثقافي والسياسي والوعي الحضاري بشكل عام انعكس بشكل خاص على الوضع السيكولوجي للمواطنين: شعور عارم بالنزعة الفوقية، نزوع عارم للسكان المحليين إلى إنشاء مدن وأحياء خاصة بهم (الميريمار نموذجا)، سيارات طائرة، تكدس أسواق المؤسسات المتعددة الجنسية.
هي تغيرات عارمة منفلتة من الوعي، لايستطيع عبو استلهامها هو الذي يريد أن يستضيف عاهرة على خلفية دعوة بريئة، لبناء علاقة رومنتيكية تحت لذة الإستمتاع بوجبة بطيخ مسروق...
كان عبو يضع صورة لمحبوبته التي وعدته باللحاق به حين تنجح في عبورها السري، قبالة عينيه حيث ينام، في نفس الموضع الذي تكسر فيه البيض الذي كان يخبؤه منا في رمضان، وكان يقبلها كلما تهيأ للنوم...سأله سعيد ذات مساء، وكان يقصد أن يسخر منه:
ـ كم منفذ لدى المرأة في حوضها؟
ضحك كما لو كان يريد أن يبادل سخرية سعيد بمثلها قائلا:
ـ كم لديها في نظرك أنت؟
ـ أنا من سألتك أولا، أتحدى أنك تعرف، قالها سعيد
نظرهو إلينا كمن يستفسر في اندهاش العارف باليقين:
ـ كم؟..! اثنان منه الذي ت....، ومنه الآخر الذي منه ت...
انطلقت موجة هستيريا من الضحك من لدن الجميع بما فيهم هو نفسه إلى أن سأله سعيد مرة أخرى:
ـ بالله عليك، أنت متزوج منذ ستة وعشرين سنة ولم تنظر في فرج زوجك لتعرف كيف هو؟
ـ ماذا يقول هذا؟ عبو في استفسار إلينا
ـ ماذا تريد...؟ هل تظن أنك تسبح في بول زوجتك أم ماذا؟ الرفيق موجها إليه السؤال
ـ ماذا تقصد؟ هل أنت معه علي؟ ها .. ها .. ها، تمزح حتى أنت
عبو هذا كان أكبرنا سنا، ومتزوج منذ عشرات السنين، وكان يعتقد أنه يسبح في بول زوجه على الرغم من أنه تأمل هيأته باعترافه هو نفسه عندما كانت بنته تحبو، وأكيد أنه لم يلزم نفسه يوما بتنقية بناته أيام الصبى، في غياب مفترض لزوجته، وربما كان يدعهن حتى تعود هي من عمل ما، أما اليوم ، و في المهجر، علم لأول مرة في حياته وهو ابن الخمسين، أن الشرج عند المرأة ليس هو منفذ خروج البول، والفضل في ذلك يرجع إلى هذا التنوع الثقافي في الموضولو حيث تنتفي التابوهات، ذلك الموضولو الذي ما أن سقطت هلوسة عبابو حتى أراد هو أن يخلق تابوهاته، كان أيضا يعتقد أن المرأة هي أكثر من يبتغي الممارسة الجنسية مستوحيا ذلك من أفواه البغايا القائمة للذعارة دون توقف، وقيل له بأن ذلك ليس تماما بدليل أن زوجته تنتظره طول غيابه بينما هو لايلبث يزور سوق العسل كل سبت.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 2
- حكايا من المهجر: الموضولو 3 وصراع الهيمنة
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 3
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 2
- هل يعيد التاريخ أحداث إيليخيدو مرة أخرى إلى الواجهة
- حكايا من المهجر - هلوسة عبابو
- الدرس الثاني ديالكتيك البراءة
- الدرس الأول لأطفالنا في الديالكتيك
- مقاربة تصورية حول الحتمية الاشتراكية
- نحو تأسيس مزبلة إلكترونية
- بمناسبة 8 مارس
- من وحي ألميريا
- حول تأصيل اللغة الأمازيغية
- كولن ولسن وتجريد اللامتجرد
- أحلام دونكشوت مغربي4
- أحلام دونكشوت مغربي3
- لي في عينيك
- أحلام دونكشوت مغربي2
- أحلام دونكشوت مغربي
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3