أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أحلام دونكشوت مغربي2














المزيد.....

أحلام دونكشوت مغربي2


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 18:50
المحور: الادب والفن
    


حمست المغامرة محب وقرر إعادتها، حاول مرات تلو المرات، وأخيرا توفق في فعلها مرة أخرى، مستفيدا من تجربته السابقة، اختفى بين عجلات الشاحنات مستغلا جو الدردشة بين رجال الأمن، الذين بدا من خلال حلقتهم أنهم يناقشون أمرا مهما، بدا له أن ثمة شاحنة محملة بقنوات الصرف البلاستيكية التي يبدو من خلال ترتيبها أن ثمة فجوة يتوقع أن تتيح مكانا مريحا بها، استغل دردشة رجال الأمن لينسل بسرعة إليها، دخل إلى الفجوة ليجد مهاجرا آخر بها، خفت المهاجر الجديد في وجهه:
ـ من أنت؟
ـ مهاجر سري مثلك
ـ كم دفعت لهم ؟
ـ لاشيء، انا تسللت من المرسى
ـ حسن،اجلس هنا، وأشار إلى قدميه، على أن يسند رأسه إلى ركبتيه، ثم همس إليه أنه دفع ثلاثين الف درهم لسائق الشاحنة.
ـ إذا نجحنا من مخبئنا هذا من ولوج الباخرة سنكون قد أنجزنا نصف مهمتنا ويبقى لنا انجاز مهمة الخروج في الضفة الأخرى
ـ حسن تلك مهمتك أنت أما أنا فقد اشترطت على السائق أن يوصلني حيث أريد.
في الضفة الأخرى، نزلت الشاحنة من الباخرة، ثم مرت بحواجز الجمارك دون أن يفطن بهما أحد حيث وقفت في ساحة مخصصة لذلك في انتظار ساعة الصفر كي تستأنف رحلتها الطويلة، أثناء ذلك خرج محب من مخبئه ليختبئ من جديد بين صناديق الشحن المترامية هناك، ولبث بينها إلى متم غروب الشمس، وعند احتلاك الظلام، انسل إلى منطقة السياج ليتسلقه ويخرج بسلام.
راودته فكرة أن يبتعد من المدينة لأن هيأته توحي بمغامر سري، كانت ملابسه وسخة ومرقعة بزيت كان يتقطر من قنوات الصرف، لذلك قطع حي السمك المحادي للمرسى وتسلق الجبل وصولا إلى الطريق السيار، فاتخذ وجهة الشمال محاديا لطريق السيار في اتجاه المجهول، يتقفى إشارات الطريق لعله يعرف وجهته،كانت إشارات الكلومترات مختلفة عما هي في المغرب حيث تذكر فيها المسافة والمدينة، أما هذه فهي أرقام وحروف لا يفهم منها محب شيئا، وبعد سير طويل، وعند تقاطع الطريق السيار مع الطريق الآخر المتجه إلى مدينة غرناطة فهم محب أن وجهته هي مدينة مورسيا، وعلم أيضا أنه يعرف بعض الأهالي من مدينته بالمغرب يقطنون في مورسيا لكنه لا يعرف كيف السبيل إلى لقائهم. تابع سيره محاديا للطريق تارة يختفي خصوصا عندما تقبل سيارة لها أضواء مشابهة لسيارات الأمن، وتارة يتابع سيره إلى أن خطرت له فكرة أن الطريق السيار محفوف بالمخاطر وأنه لا يتقدم في طريقه مادام عليه أن يختفي ويظهر حسب تراتبيات أضواء السيارات، كان السير محاديا للسيار متعبا بما لم يتوقعه، فهو من جهة حرس أن لايقع في يد رجال الأمن، وهو من جهة أخرى تبدوا له السيارات متشابهة، ثم فطن إلى أن السير بين هذه الشعاب ليلا قد يثير إنتباه الناس وقد يشي به أحد من السائقين, لذلك فكر أن يتابع وجهته مع الطريق، بعيدا عنها في نفس الوقت، وبعد سير طويل، التقى بطريق ثانوية عرف أنها رابط بين قرية ما والطريق السيار لاحظ أيضا جانبا من الأضواء الكثيرة والمختلفة الألوان بدا أن بعضها للوحات اشهارية وفهم للتو أنها محطة بنزين وفندق صغير ومقهى، خطرت له أن يقترب بحذر لعله يتمكن من طلب مساعدة فهو منهك من السفر على ظهر الشاحنة كما زاده سيره المتعثر محاديا للسيار تعبا آخر، ثم بدأ يقترب شيئا فشيئا وبحذر مبالغ حيث اقترب من شخصين بجانب سيارة يتحدثان فيما بينهما، اقترب منهما ليعرف أنهما مغربين حيث انتبها إليه وتابعاه وهو يقترب منهما، وعندما انقشعت فوقه الأضواء لاح إليهما أنه زائر جديد من خلال هيأته الوسخة.
ـ السلام عليكم، قالها محب
ـ وعليكم السلام، يبدو أنك حراق جديد، كيف جئت؟ في باطرة ؟(فلك يستعمله المهاجرون السريون)
ـ لا، بل جئت متسلقا في شاحنة، أريد مساعدة من فضلكما
ـ أنا حسن من القنيطرة وأنت؟
ـ محب من إقليم خنيفرة
ـ اه جميل من إقليم البنات، خنيفرة معروفة بالبنات، صحيح ذلك؟
ـ ذلك يعتمد على فهمك للبنات، أليست لديكم بنات في القنيطرة؟خمن محب أن يذكره بأن أخته انتحرت بسبب هذه الأحكام المسبقة،إلا أنه كبت ذلك في نفسه مكتفيا بما قاله
ـ عفوا أنا أمزح، سأستضيفك الليلة وغدا مدبرها حكيم، هيا اصعد إلى السيارة، سنذهب حيث أقطن ونتناول عشاء كما ستتناول أنت حماما عندي، ثم غدا ستتدبر أمرك بنفسك.
في الصباح منحه حسن القنيطري أربعين يورو كما اشترى له ملابس جديدة ليغير حالته كما أخبره بأنه سيصاحبه إلى محطة المسافرين ويقتني له تأشيرة سفر إلى مورسيا حيث يعرف بعض اهالي منطقته.
يتبع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام دونكشوت مغربي
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
- حكايا من المهجر 2
- تطوان أو تيطيوين(العيون)
- حكايا من المهجر
- هكذا تكلمت بقرة
- مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
- في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
- الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
- عندما يتحول الخبز إلى غرام
- اعترافات مومس (2)
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء
- دردشة على رصيف الأزمة
- حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة
- نسقية المجتمعات الكلبية
- لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم
- حول علمية الماركسية ﴿3)
- حول علمية الماركسية (2)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أحلام دونكشوت مغربي2