أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2















المزيد.....

في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 23:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من خلال تلخيصنا لنص أنجلز في المقال السابق الذي اعتمده أنور، يتضح أنه ليس هناك خطأ، بل هو اختلاف في الفهم بين أن يكون أنجلز يعتبر القوانين المتحكمة في الطبيعة هي نفسها القوانين المتحكمة في الإجتماع الإنساني، وبين أن تكون عند أنور قوانين ثابتة في الطبيعة ومتحولة في الإجتماع. يبدو هذا الإختلاف في كون أنور لايميز التحول في الطبيعة الذي هو عنده تهيؤ حسي فلسفي بسبب من حركة الدياليكتيك استنادا إلى فهمه الهيكلي، ففي مثاله حول الماء والبخار يعتبر أنور أنه مادام الماء هو الجوهر في الحالتين فلا شيء تغير، بينما في التحليل الدياليكتيكي المادي هو أن يكون الماء متبخرا معناه أنه يستند ماديا إلى عنصر آخر جعله يتبخر هو عنصر الحرارة، بينما عند أنور هو تحصيل حاصل تهيأ الماء فيها في لعبة استعباط سحرية طار ليهيمنا بأنه البخار وعاد ليقول لنا بأنه هو ذاته الماء، فما دام الجوهر هو الماء فلا شيء تغير أو تحول لكن عندنا نحن الدياليكتيكيون الخبثاء، البخار ليس هو السائل استنادا إلي طبيعة الحرارة في الحالتين، من هنا وبناء على تجوهر الماء في الحالتين، ومن منطلق فهم أنور فالإنسان أيضا (الشيء ذاته) في تحوله الإجتماعي من عبد في نمط الإنتاج العبودي إلى سيد لايعني شيئا مادام هو الإنسان كالماء في الحالتين، وما دام الشيء ذاته هو الذي يحدد فالماء أيضا تهيء فلسفي، لأنه ليس هو الماء بل هو تزاوج ذرات الأوكسيجين والهيدروجين إنه غرام الطبيعة وليس وحدة لشيأين متناقضين ، يبدو أن القديس لافوازيي أكثر خبثا من ماركس وأنجلز حين أعلن قولته الشهيرة: المادة لا تخلق من العدم ولا تفنى بل تتحول من شكل إلى آخر.
كان على أنطوان لافوازيي أن يقول: إنها هي ذاتها تتهيأ فلسفيا، أليست هذه ضغمائية هيكلية تتأصل عند أنور فيما هو يصرخ في وجه الميثالية الألمانية؟
في مقارنة عبثية أخرى، يستصغر أنور البرجوازية الألمانية، من منطلق مقارنتها بالبورجوازية الفرنسية والإنجليزية وهو صحيح لو استند على أساسه النظري الحقيقي، إنما هو عند أنور استند إلى مقياس كمي ميكانيكي، بسبب من تجوهر الأشياء عنده، ففيما هو يرفض التراكم الدياليكتيكي، يقبل على مايبدو بالتراكم الكمي الميكانيكي، لكنه يتجنب أن يقوله بسبب من حساسية الكم من شحنتها الدياليكتيكية، يقول أنور نجم الدين:"إن تراكم رأس المال ليس التراكم الكمي الديالكتيكي إطلاقًا، فرأس المال يتراكم في داراته السنوية خلال خمسة قرون أخيرة ودون انقطاع، ولكن لم يصبح مصدرًا لأي تحول نوعي داخل رأس المال، أو الرأسمالية.."إنه لاهوت الفيض عند أعتق الفلاسفة في اليونان، إن بوثقة الرأسمال لم تمتليء بعد على الرغم من مرور خمسة قرون، عندما تمتليء، حينذاك يمكننا أن نتكلم عن الحتمية التاريخة النيوتنية إذ سيتوزع الرأسمال من تلقاء فيضه على الناس. يقول أيضا:"إن السبب في عدم تحول المجتمع البشري إلى مجتمع شيوعي، لا يعود إلى فعل ما يسمى بالقوانين الديالكتيكية، بل يعود إلى إن ضرورة حدوث الأشياء، أو إلى الحتمية التاريخية الكامنة في قوانين مادية لوجود الأشياء ذاتها؛ ففي الحتمية التاريخية لا وجود لحوادث عشوائية، فكل حركة وتناقض وتغير تجري بصورة منتظمة وخاضعة لقوانين مادية محددة". لا حظوا هذه اللعبة السحرية في حدوث الأشياء، هذا الحدوث للأشياء ليست قوانين دياليكتيكية، بل وجودها الضروري ذاتها بعملية فيض لا وجودها بعملية ولادة يتحول فيها القديم إلى جديد ينفيه، بل إن الجديد يتجوهر في ذاته لأنه هوهو، أطنب الأستاذ أنور في الحديث عن قوانين مادية لوجود الأشياء في ذاتها ولم يقل حتى حدود الآن حتى واحدا منها، وإنما وعد في أحد ردوده بتقديمه للائحة من انتاج العم نيوتن، ولا أدري كيف ستعيد فيزياء قانون نيوتن التي تجاوزته الفيزياء نفسها صياغة بناء المجتمعات الإنسانية من خلال تجسيم الشيء في الشيء من حيث هو الشيء نفسه، كمثاله في الماء يفسره بعد جهد بالماء كما يقول المثل الرائج، بعبارة أخرى، يريد أنور أن يقول لنا، ليس الصراع السياسي هو من سيؤدي إلى التغيير، ليست التناقضات الإجتماعية هي من يدفع إلى التغيير، بل هي الضرورة لحدوث الأشياء، ماهي هذه الضرورة؟ الجواب: "كل حركة وتناقض وتغير تجري بطريقة منتظمة"، لكن هذه الحركة والتناقض والتغير قاموس دياليكتيكي يناقض مفهوم الشيء ذاته، وإلا فما معنى أن يتراكم الرأسمال لخمسة قرون دون أن يطرأ هناك أي تحول؟ أليس هذا الفهم الميثالي للتاريخ يناقض في أساسه ما حاول به أنور أن يستدل باختلاف البرجوازية الإنجليزية والفرنسية عنها في ألمانيا. عندما يتكمم تاريخ الرأسمال في زمن غيبي هو خمسة قرون بقي فيها الرأسمال هو ذاته لم يتغير كما قال، هل هذا هو الفهم المادي للتاريخ الذي يحدثنا عنه الأستاذ أنور؟ إن هذا التناقض الصارخ الذي يحكم منطق الفكر عند أنور يستند فيما قاله إلى مفهوم غامض يضمنه بالقول، الوحدة المادية للكون التي هي وحدة انجذاب، يتساءل أنور بهذا الخصوص: فما الوحدة الحقيقية للعالم؟ ويجيب بسؤال يتضمن جوابه: هل هي انجذاب إلى بعضها البعض أم وحدة دياليكتيك...الخ؟ واضح من هذا القول أن أساس هذه الوحدة هو قانون نيوتن الذي يفهمه السيد أنور جيدا فيما أنجلس لا يميزه، لكن أنور لايميز أيضا أن هذا القانون تحكمه وحدة تناقض لا وحدة تماثل، ثم إن الأساس الذي عليه بنى نيوتن قانونه هذا لم يعد قائما كما كان، فعند نيوتن تنص على أن قوة الجذب بين جسمين تتناسب طرديًا مع كتلة كل منهما، أي أنه كلما زادت الكتلة في كل من الجسمين زادت قوة الجاذبية كما أنها تتناسب (اي الجاذبية) تناسبًا عكسيا . في سنة 1915 جاء العالم الفيزيائي أنشتاين في نظريته النسبية بقانون آخر حول الجاذبية مفاده أن الجاذبية تنتج عن تأثير انحناء الفضاء والزمن وهي نظرية تنص على افتراضين: الأول يقول أن الفضاء والزمن منحنيان حيثما وجدت المادة والطاقة والثاني ينص على مبدإ التكافؤ أي أن تأثير الجاذبية مكافئ لتأثير التسارع.
يستند فهم ماركس في تحليل الفرق بين البرجوازية الألمانية والبرجوازية في كل من فرنسا وإنجلترا إلى قانون دياليكتيكي يسمى قانون التفاوت التطوري، بهذا القانون نستطيع أن ننظر في أن نمط الإنتاج السائد في ألمانيا هو نمط الإنتاج الرأسمالي إنما حدة التناقضات الإقتصادية فيه لم تصل بعد مستوى حدتها في كل من فرنسا وإنجلترا، معنى هذا أن نمط الإنتاج في هذه البلدان كلها هو نمط الإنتاج الرأسمالي الذي قطع مرحلة هامة من التطور في كل من فرنسا وانجلترا، هذا النمط من الإنتاج استند في قاعدته المادية على بنية العلاقات الإقتصادية المتناقضة بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج وليس على قوانين الطبيعة بفهم أنور. إن النتاج العلمي نفسه يدخل ضمن علاقات الإنتاج السائدة في مرحلة معينة من التاريخ ضمن تلك الوحدة التناقضية بين قوى الإنتاج ووسائل الإنتاج، بمعنى أنها تساهم في تطور علاقات الإنتاج استنادا إلى قيمها النفعية في تطور الحياة بشكل عام، إنها هي أيضا بدورها تتأثر بحكم حاجة الناس إلى السيطرة على الطبيعة وهو هنا مايسخر الطاقات العلمية والخبرات في إنتاج معارفنا العلمية وهي أيضا تؤثر بما تدخل في تطوير وسائل الإنتاج .
ملاحظة:
ورد في التدخل 21 التالي: نحن نعرف أن القوانين الطبيعية هي قوانين مطلقة، فقانون الجاذبية لا يتبدل ولا يتغير، أي أنه قانون أبدي. فهل برايك أن القوانين التي تحكم التاريخ هي أيضا قوانين مطلقة؟ أنجلز يقول نعم، فقوانين الديالكتيك التي هي حسب رايه قوانين طبيعية تنسحب أيضا على التاريخ. أما ماركس فيقول لا، اذ بالنسبة له فقوانين التاريخ تنشأ وتزول. واذا كانت القوانين التاريخية تنشأ وتزول فانها لا يمكن أن تكون قوانين ديالكتيكية لأن هذه الأخيرة قوانين مطلقة لا تتبدل ولا تتغير حسب هيغل وأنجلز. من حقك طبعا أن تتعارض مع ماركس وتقول أن طريقته في النظر الى التاريخ خاطئة، لكن لا يمكن نسب الديالكتيك للمادية التاريخية.
أعلاه ثبت أن قانون نيوتن ليس قانونا ثابتا كما أورد المتدخل، أضف إلى ذلك أيضا أنه لم يخرج عن قاعدة وحدة التناقض،إضافة أيضا إلى أنه ليس أنشتاين وحده من اقتحم نظرية الجاذبية بل ثمة أبحاث فيزيائية لم تحسم بعد في النظرية منها أبحاث يوهان كيبلير على سبيل المثل، ثم لنفترض جدلا أنها قوانين ثابتة، هل ينقص ذلك من المادية الدياليكتيكية، أليست مثلا قوانين الكيمياء التي تسير وفق نظرية لافوازي، لاتتناقض بالمطلق مع حركة الدياليكتيك الماركسي، ماذا يعني القول أنه لايمكن نسب الديالكتيك للمادية التاريخية؟ يعني لا مجال للحوار في هكذا مواضيع، يعني أننا في إطار حوار الطرشان ، مادامت القوانين مطلقة عند المتدخل.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي 2
- رسالة غرام، وجحيم المدرسة القروية
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 2
- حكايا من المهجر: الموضولو 3 وصراع الهيمنة
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 3
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 2
- هل يعيد التاريخ أحداث إيليخيدو مرة أخرى إلى الواجهة
- حكايا من المهجر - هلوسة عبابو
- الدرس الثاني ديالكتيك البراءة
- الدرس الأول لأطفالنا في الديالكتيك
- مقاربة تصورية حول الحتمية الاشتراكية
- نحو تأسيس مزبلة إلكترونية
- بمناسبة 8 مارس
- من وحي ألميريا
- حول تأصيل اللغة الأمازيغية
- كولن ولسن وتجريد اللامتجرد
- أحلام دونكشوت مغربي4


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2