المثقفون وثقافة أقصاء الطبقات الأجتماعيه

عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 16:04
المحور: ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    

حدثنا التاريخ المعاصر وحدثنا المثقفون وصدعوا رؤوسنا في الحديث عن التمييز الطبقي وخطورته ويطالب المثقفون ليلا ونهارا بألغاء التمييز العنصري والطبقي ويطالبوا بألغاء كل أنواع التمييز

وهذه المطالب جميله وبراقه وتدعو الى الأنسانيه وكل من يسمعها يصفق لها ويحترمها ويدعمها بكل مايملك من أجل خلق مجتمع أنساني يسوده السلام والمحبه بين كافة بني آدم

ولكن هذه الشعارات التي يرفعها المثقفون شعارات فارغه شعارات كاذبه شعارات لاتستحق الأحترام وهذه الشعارات يطلقها المثقفون من أجل تحسين صورتهم التي عاثت في الأرض فسادا وبطشا ودكتاتورية
فالمجتمعات في طبيعتها الواقعيه تنقسم الى ثلاث طبقات
- الطبقه النخبويه والحاكمه ومايسمى بالطبقه المثقفه
- والطبقه الوسطى والتي تضم المتعلمين والواعين وأصحاب الشهادات العلميه المتواضعه
- والطبقه المسحوقه المغلوب على أمرها والتي تضم الغير متعلمين (الأميين )والعمال

وللأسف الشديد أصبحت مقاليد الحكم على طول التاريخ بيد الطبقه المثقفه ومارست هذه الطبقه المثقفه ما لم تعمله العصور الجاهليه والمتخلفه من حيث البطش والأقصاء والتهميش والكتاتوريه وهذا ليس كلامي أنما كلام التأريخ الحديث والمعاصر للتقدم البشري

فعندما ينتقد الأسلام بأنه أسلام السيف وأسلام الغزوات اللاأنسانيه ولكن دعاة الأنسانيه ( المثقفون ) عملوا أضعاف ماعمله السيف الأسلامي
لأن السيف الأسلامي كان يحارب وجها الى وجه ومجموعه مقابل مجموعه وبنفس العدد والعده والند بالند ولكن المثقفون صنعوا أدوات الغدر وأدوات الأباده الجماعيه صنعوا الهيروشيمات وصنعوا الأسلحه الفتاكه والنوويه والأباجي وf16 وغيرها , هذا على مستوى المثقفين الذين أستلموا السلطه ومقاليد الحكم

أما المثقفون الذين لم يستلموا السلطه السياسيه ومقاليد الحكم فهم أكثر خطوره من أصدقائهم السلطويين حكام الشعوب

وهؤلاء المجتثون من السلطه والذين يدعون بأنهم ضد السلطه ساهموا في تخريب المجتمعات وتدميرها من أجل تهيئة الساحه السياسيه والثقافيه والأعلاميه أمامهم فقط

فعزلوا كل الواعين وعزلوا أبناء الطبقه الوسطى من المعلمين والمهندسين والأطباء ويعملون ليلا ونهارا من أجل تقزيم دور أبناء هذه الطبقه المحترمه التي تستحق الأحترام الفعلي

فأصبحت الساحه السياسيه والساحه الثقافيه والساحه الأعلاميه حكرا على الطبقه النخبويه فقط
وعمل المثقون على سياسة الأستهزاء بقدرات هذه الطبقه المجتثه وقزموا دورها وجعلوها طبقه ريعيه ليس من حقها أن تعمل أدنى شيء من التفكير أو المطالبه بأدنى حقوقها وجعلوا المثقفون من الطبقه الوسطى طبقه مسحوقه وطبقه جاهله وطبقه أميه

وكل من يحاول أن ينهض من الطبقه الوسطى يكون مصيره القتل والسب والشتم والتقزيم والأستهزاء
وبهذه التصرفات التي يتصرف بها المثقفون الدكتاتوريون أصبحث الثقافه الحقيقيه معدومه وأصبحث الثقافه الحقيقيه في عداد الموتى ودخلت في سجل الوفيات الغير معروفة الهويه

والمعيب جدا هو أننا اليوم بعد هذا الأنحطاط الذي سببه المثقفون نسمع من هؤلاء المثقفين أنفسهم يتهمون المجتمعات بأنها مجتمعات متخلفه ومجتمعات جاهله ومجتمعات أميه وينسو القاعده الأجتماعيه والفكريه التي تقول
((العيب كل العيب أن تعتبر نفسك بأنك خاليا من العيب ))
فمن هذه الوقائع التي ذكرتها والتي سوف أذكرها تفصيلا في مقالات أخرى نستنتج مايلي
- التخلف والجهل الأجتماعي لايتحمله أبناء المجنمع الجاهلون مسؤوليته بل يتحمله المثقفون والطبقه النخبويه
- عندما نريد أن ننتقد التخلف الأجتماعي يجب أن ننتقد المثقفين والنخب أولا
- يجب أن لانعزل الحكومات والحكام عن الطبقه النخبويه لأن ذلك من صلب عمل الطبقه النخبويه
- الدكتاتوريه والتمييز والطائفيه والأسلام السياسي يتحملها المثقف وليس الجاهل المسحوق والمغلوب على أمره
- المثقفون أدوات لأقصاء الوعي الأنساني
- المثقفون بلا ثقافه
- المثقفون يمتازون بشيء واحد الخباثه والنفاق
- المثقفون دمروا الأنسانيه
وأخيرا كل الأحترام والتقدير الى أبناء الطبقه المسحوقه والعمال بمناسبة ا آياروتحيه الى الواعين والتنويريين من أبناء مجتمعاتنا المجتثه من قبل المثقفين

#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل