أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - الفهم















المزيد.....

الفهم


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 14:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفهم ... كيف نفهم الكلمات كيف نفهم معني وفحوى النص ما يراد به.. الفهم ليس بالعمل البسيط...فبخلاف انه يخضع للأهواء في بعض الأحيان.. بجانب الخلفية الثقافية والفكرية لمن يتناول النص فهو أيضا يتطلب مهارات خاصة وقدرات خاصة لكي يكون فهم حقيقي وصادق لأفكار وعواطف ومشاعر وأراء الآخرين,,, للتاريخ المكتوب والمحمول عبر الأزمنة مؤرخ بفهم وهوي أجيال قد تختلف عن من يقرءاه اليوم ويفهمه اليوم بمنظور وقدرات وعواطف ومشاعر اليوم

ولذلك يدعونا "ريكمان" لإتباع مدخل متعدد الأبعاد لكي يتيح للباحث او لمتناول الموضوع من تناول ونظر الموضوع الواحد من زوايا فهم متعددة وبذلك يتغلب علي ضعف وتشكك المدخل الأحادي البعد وما ينتج من فهم مضلل لما يتناوله من مواضيع. هذا مع الحرص علي التعامل مع الخفية الثقافية التي ذكرناها في مقالنا السابق كشرط أساسي في عملية الفهم والتناول للمواضيع وخاصة المواضيع التاريخية والدينية والمواضيع الخاصة بثقافات ومداخلات تختلف عن خلفية متناول النص الثقافية ... والمداخل المتعددة هنا تشمل المدخل النفسي والفكري والاجتماعي والسياسي والتاريخي... وكل هذه الأبعاد المتعددة ضرورية وأساسية لكي تمكن من يرغب الفهم من التمييز بين التعبيرات الصادقة والتعبيرات المزيفة... فيما يقرءا وبالتالي ينتفي صفة التضليل وعدم الفهم من قبل من يشرح ويفسر وتعطي المتلقي الحد المقبول من الثقة فيما يعرض الكاتب او المحلل

وبذلك يقتبس المنهج الكيفي في تناول وفهم العلوم الإنسانية حيث يكون قائم علي الفهم المبني علي عملية الغوص في باطن الأشياء وصولا للمعاني بالقياس لخلفيتها الحقيقية مجنبا بقدر الإمكان الأهواء الشخصية والأخطاء المبنية علي البعد عن جوهر الأحداث فعلا الخاصة بالتاريخ والدين.. مع الأخذ في الاعتبار ان المنهج الاستقرائي سيظل قائما كمنهج للعلوم الطبيعية والإنسانية بجانب محاولة استخدام المنهج العلمي الكمي في عملية الفهم حتى ولو استعنا كما قلنا بالاستنباط , مع الأخذ في الاعتبار ان هذه المناهج ترفض التعامل مع الإنسان كمجرد عدد او مادة من مواد الطبيعة.... وهذا هام جدا فالتفرقة بين الإنسان والمادة سيظل قائما والتفرقة بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية وطريقة فهم وقياسهما تختلف اختلافا جذريا نتيجة للاختلاف الطبيعي بينهما

ومن السفه الخلط بينهم كما انه من السفه توحيد المنهج بينهم ومن السفه قياسهما بنفس المقياس, حيث ان هذا يؤدي للتشتت والتنافر

أما مسالة عدم قدرة فهم احدهم للأخر وبالتالي يلجأ لإنكاره فهي مسالة في حد ذاتها تعكس قصور بين في الفهم والتناول والعقل بالتالي,, وقد عمل المفكرين علي تلاف مشكلة توحيد المنهج في رؤية شاملة من خلال منهج الفهم الكيفي ,, وذلك في محاولة لتوحيد العلوم الإنسانية جميعا وتلاف عملية اختلاف علم عن أخر من العلوم الإنسانية من ناحية المنهج ,, بينما يتم استخدام مختلف الأساليب لتحقيق المنهج نفسه في فهم العلوم الإنسانية فيستخدم الأسلوب التاريخي,, أسلوب المسح الاجتماعي والأسلوب الإحصائي, أسلوب العقلنة الخيالية, وأسلوب التحليل النفسي, والأسلوب التأملي وأسلوب تحليل المضمون ودراسة الحالة الخ علي ان تكون معبرة عن منهج الفهم الكيفي كمنهج عام تقاس به وتوحد منهاجيه الفهم للعلوم الإنسانية

الأيدلوجيات..... ما هي الأيدلوجية ... الأيدلوجية هي وهي كلمة انجليزية معناها الحرفي "عقائد" وتعريفها بالانجليزية: منظومة التصورات والاعتقادات والنظريات التي تبنى عليها حياة الأفراد والمجتمعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية " وهو يدل على مجموعة متجانسة إلى حد ما من الأفكار والمعتقدات التي تُحرك هذه الجماعة او تلك, اًو التي تضفي الشرعية على أنماط عملها في المُجتمع " وعليه فالأيدلوجية تلعب دور هام في عملية فهم العلوم الإنسانية لما تشتمل عليه من قيم وأفكار ورؤى وبالتالي لانحيازهما للمشاعر والرغبات... وتظهر هذه في وضوح في عملية تقييم وفهم وعرض وتناول الأديان بين الملحدين فتصبغ كل فهمهم بالصبغة الأيدلوجية الخاصة بهم مما يحيد بفهمهم وعرضها للمسائل وعليه يفهم لم تنتفي صفة الاستقلالية والموضوعية من هؤلاء الكتاب في دراستهم لتلك القضايا وبالتالي تخرجهم عن دائرة المصداقية وتحصرهم في خانة وموقع محدد وبالتالي يفسر لم لا تخرج تفسيراتهم وموضوعاتهم من دائرة المحلية لا ليس فقط المحلية لكن الارتباط بمكان ومجموعات محدودة وضيقة تتلاعب بعقولهم بينما تعجز تماما عن الخروج من هذه الدائرة ولن أقول للعالمية ولكن لدائرة أوسع حتى عن خارج المجموعة التي تبنتهم ... وبذلك تعصف رياح الأيدلوجية بجانب الذاتية بهؤلاء وبأفكارهم وأفكار من يدوروا في فلكهم.. وبالتالي تحولهم لمجموعة وقبلية وانغلاقية وتبعدهم عن الانتشار والخروج والتحول من مجرد مجموعة ذاتية تعكس فكر ذاتي لمنهج وفكر واتجاه عام . حيث ان الذاتية تقضي علي الحيادية والنزاهة وتخضع صاحبها لإتباع ميوله واهوائة وبالتالي عندما يتم الحكم علي فكر أصحابها يتم هذا من خلال منظورهم الضيق وبالتالي تصنفهم تحت أيدلوجيتهم وعليه تقصر فكرهم علي تابعي الأيدلوجية الفكرية الخاصة بهم وتثبتهم في هذه الدائرة الضيقة الخاصة بها ... و

وللأسف هذا الفكر هو ما يتسم به فكر كثير من الكتاب وبوصمهم وبالتالي لذلك يقل عدد الكتاب العرب الذين يقدروا بفكرهم وكتاباتهم تعدي هذا الحاجز الأيدلوجي ويصلوا للعالمية ويصلوا بفكرهم لكل باحث عن الحقيقة رافض للادلجة رافض للتصنيف ورافض لان يكون صورة مكررة او تابعة لممسوخ تخدع الباحثين عن الحقيقة وتحصرهم في ذاتيتهم التي يعجزوا عن الخروج منها.. فيبنوا فكرهم علي مجرد مواقف شخصية تركت شروخ في شخصياتهم او عملت ما هو أعمق وأسوأ من تشويه لها .. فيعجزوا عن الخروج من رغباتهم الفردية وتحكيم قيمهم الخاصة سالبة بها الحيادي و الأخلاقية والقيمية في تقييم الآخرين والإنسان والدين ... وتغلب الأيدلوجيات الحاكمة بداخلهم والتي تقولب فكرهم وتدفعهم للانحياز لفكرة او عقدية فكرية وتحولهم لمتعصبين وتصبغ الوقائع التي يتناولونها بصبغة معينة لا تعكس حقيقة ولكن تعكس ذاتية وللأسف ذاتية مشوهة.. فتري أفكارا نمطية مكررة وتري كلمات مرة تعكس تشوه تجارب شخصية... وتري ألفاظ خارجة تعكس مرارة وتجارب شخصية وغضب متأصل يعجز صاحبة عن كبته فينعكس بفجاجة فيما يكتب لافظا بانعكاسه الفج اي باحث عن الحقيقة يرغب في المعرفة ويكره التحيز والتحزب والتعمية والتعصب وانعدام الحيادية, وتعكس بمنتهي الفجاجة والوضوح انعدام الموضوعية التي تشير للالتزام بالموضوع المثار وتناوله بحيادية بعيدا عن تطلعات المتناول وتحيزه وأرائه المسبقة والانكي رغباته الخاصة التي تعكس جروحه الخاصة ومنتهي الذاتية له.. محطمة كل أنواع الحيادية وبالتالي الموضوعية

وأسوأ ما يصيب الباحث في العلوم الإنسانية والعلوم الدينية والتاريخ كعلوم من العلوم الإنسانية هو هذه الذاتية التي تعبر عن ا انعدام القدرة علي استبعاد المشاعر والعواطف الذاتية والتجارب الشخصية والآراء الشخصية البعيدة عن جوهر وحقيقة الفكرة في عملية تناول المواضيع والوقائع وتفسيرها وبذلك يصروا علي إصدار أحكام منحازة وإصدار الأحكام الأخلاقية والتقييم الخاص بها

وهنا علينا الكلام عن هؤلاء المفسرين والمحللين بصفتهم مناصري العلوم الطبيعية ويتدخلوا فيما لا يقدروا علي فهمه من العلوم الإنسانية ويحاولوا تحويل الكيف إلي كم والروح للمادة قمة التخلف والفهم وقمة ضيق الأفق وتطبيق بين واضح للذاتية في الفهم فمن لا يفهم العلوم الإنسانية يتعامل معها بمنتهي الآتية والقصور علي انها علوم طبيعية لاغي صفتها الأساسية ومناهجها العلمية الموضوعة من قبل علمائها وباحثيها وأساتذتها حاشرا انفه وفهمه وقصوره العقلي فيها فيريد ان يري الله بعقلية هندسية سداسية الأبعاد

ويعجز الباحثين من منطلق علمي علي فهم العلوم الإنسانية في تحليلهم لها وكيف يقوموا بجعل ذاتهم مستقلة عن دائرة البحث الخاص بهم وكيف يجرد ذاته من الأحكام الأخلاقية والقيمية وفي نفس الوقت لا يحاول العلوم الإنسانية لعلوم طبيعية تخضع لنظريات ثابتة, أو إنكار تأمل للعلوم الإنسانية وربطها بالعلوم الطبيعية منهجا وأسلوبا في البحث,,, ويعجزوا عن وصف الوقائع وتحليلها دون التحيز لأخلاقياتهم واعتقاداتهم وبذلك يكونوا موضوعيين لا متحيزين

ولا ادر لم الاصرار من من ينتهج المنهج العلمي علي تطبقه علي العلوم الإنسانية والدين متجاهلا اسس هذه العلوم ومنكرا مناهجها ومنكرا تعريفاتها

لا ادر لم يحشر كل من لا علاقة له بالعلم نفسه في علوم لا معرفة له بها ويصر علي فهمه بمفهومه الذي يعجز عن فهمها لقصوره ويصر في حشره انفه ان فهمها بمفهومه كما لو كان يصر علي أكل البطاطس علي إنها لحمة وحين يفتقد لطعم وفائدة اللحم فيها بيداء في نقض طريقة زرع البطاطس وطبخها وتقديمها ووو متجاهلا في كل هذا إنها بطاطس تقاس بتكوينها كخضار وليس بروتين حيواني... ويكيل لها بكل الطرق بينما يضحك كل من حوله عن منهجه وأسلوبه وفكره وقد يتناوش معه لفترة وقد يسايره البعض لفترة لكن بالنهاية سينفض الجمع وتنتهي النكتة وتموت الفكرة الخاصة بها مثل كثير من التفاهة التي لا تقوم علي أسس علمية ويتعلق بها كل متحفلط مدعي,, واعذروني لإقحام الطبخ في الفلسفة ,, وإنما أردت ان أشير بها لفجاجة الاختلاط التي يمارسها البعض ...



#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلاف العلوم الإنسانية عن العلوم الطبيعية والعلوم الدينية
- مقالتك سيدتي ادت لتداعيات اثارت كل الشجن, شكرا استاذة انتصار
- ما هي حقوق الانسان وما هي الاخلاق سؤال للسيدة الكريمة قارئه ...
- دعنا نصوت علي الدعوة لانهاء الدين في المدارس
- ان اثبت كيف ساكون اول من ينادي معك الغوا الاديان
- لغة الحب هي اللغة العالمية الاولي
- ابشروا ناويت اكتب كتاب عن التجربة العالمية التي امر بها هنا ...
- تجليات قد تكون خطرة - 3
- تجليات قد تكون خطرة - 2
- تجليات قد تكون خطرة
- الكوموفلاش
- هكذا اصبح عقلي بعد الالتحاق بمدرسة الحوار المتمدن
- هل معني الحوار والديمقراطية هو اقصاء الاخر وطلب خروجه من الم ...
- وهذا ما خلصنا له بعد ان ساعدتونا لنري من نكون
- هذا هو ما فعلناه في حياتنا وما يفعله امثالي
- هذا ما يفعل أمثالي فماذا يكون أمثالك
- تساؤلات مسلمة لا تريد ان تتوقف عن رؤية الجمال في الدنيا والخ ...
- قراءة في كتاب الفتوحات الاسلامية - الجزء الثاني
- الصيت ولا الغني
- قراءة في كتاب الفتوحات الاسلامية لهيوج كيندي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - الفهم