أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - جفاف عاطفي أو الرماد السوري














المزيد.....

جفاف عاطفي أو الرماد السوري


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 908 - 2004 / 7 / 28 - 11:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وجهك بيديك ما الذي ستراه ؟
خطاب السلطة بمستوياتها الثلاث: الأخلاقية والدينية والسياسية في أزمة، أمر لم يعد بالامكان حجبه أو التستر عليه، بعد ثورة المعلومات والاتصالات، التي جعلت الرقيب من مخلفات الماضي، حتى لو لم يدرك ذلك
كنت منذ ثمانينات القرن الماضي، من الأفراد الذين حاولوا المساهمة في إنشاء خطاب مختلف، في الفكر وفي الأدب مقدار الفشل في ذلك المسعى، لا يمكن الحكم عليه إلا بمرور زمن. أعتقد أن أي كلام خارج التجربة، لا يتعدى كونه ثرثرة وإنشاء تسميات الجديد، والمختلف والمغاير، جاء ضمن المسعى الثقافي (فكرا وأدبا) الذي
أردنا من خلاله القول بأمرين أساسيين: أولا الحصول على البراءة مما حدث وبالتالي إلقاء التبعية كاملة على السلطات القائمة، والثاني إنشاء ذلك الخطاب المختلف:
ما الذي يمكن قوله؟
تشترك الايدولوجيا ومعها مدارس النقد بالاختزالية: تضخيم أحد العوامل الذي تقوم عليه دعوتها الأساسية، وإهمال العوامل الأخرى، مما يؤدي إلى إفقار الخطاب من المعرفة، التي تقوم في العلاقة بين الكاتب والمتلقي ركزت الواقعية الاشتراكية على الشرط الاجتماعي والثقافي ووصلت إلى الصيت السيئ، حيث رمينا الطفل مع الغسيل الوسخ.
لكنها فتحت الباب أمام التيارات البنيوية في تركيزها المقابل على النص، رموزه وإشاراته، ووصلت إلى بلاغة عصور الظلام، ومعها صار الأدب تمرينات ذهنية، ترحمنا بعدها على عظات وبشائر دعاة الواقعية الفجة التيار النفسي اقتصر على أفراد قلائل، ونخب محصورة بالإطار الأكاديمي الضيق. أعتبر نفسي بعد 42 سنة من العناد، أحد ورثة الضياع السوري، تحديدا في الشعر. ربما لكلامي معنى، غير التعويض النفسي.
ثلاثة مفاهيم لا يمكن إنشاء المعنى، إلا من خلالهم وبشكل متكامل: الوعي، واللاوعي، وخارج الوعي.
الوعي مفهوم مكتشف ومعروف منذ القدم بصيغته الأحادية، والتي أنتجت كل خطابات الايدولوجيا المعروفة
أما اللاوعي فهو منجز علم النفس الحديث، وبفضل فرويد أساسا، يبقى مفهوم خارج الوعي، وهو ما يوجد خارج التجربة الفردية، أعتقد أن دوره جوهري في إنتاج المعنى، الذي تتأسس عليه المعارف العلمية والفكرية الحديثة
بعد ظهور شبكة الانترنيت، بات هذا المفهوم حاضرا، ويمكن إدراكه بسهولة يعرف المتصل مع الشبكة، أن ما بمقدوره الإطلاع عليه، جزءا محددا ومحدودا، من كل لن يتسنى له تكوين أي تصور عنه، يزيد عن تصوره للكون والوجود نفسه اللاوعي كشف وهم وزيف، الكلام خارج التجربة، وبين بوضوح ما يتخلل التجربة الفردية نفسها، من أوهام ورغبات غير واقعية، بعبارة أوضح، ربط الكلام بالتجربة، واسقط المتعاليات والعموميات، مفسحا المجال للفكر العلمي خارج الوعي حرر الفكر من سلطة الصح والحق، وفسح المجال للتعدد والإبداع وابرز للمرة الأولى: الحق في الخطأ، هذا على الصعيد المعرفي.
في الواقع هناك، أظن أن ما حدث العكس في أحسن الأحوال، الإحباط المديد يتحول إلى اكتئب، والألم المزمن يتحول إلى نقص انفعالي.ثم جفاف عاطفي تام في الشباب الأول نتلقى صدمة الواقع، بقسوته وقبحه ووضوحه، فقر الحال المادي والاجتماعي والفكري، غير منطقي ويتعذر استيعابه،
الخيار الأول هو تغيير الواقع، فعليا أو ذهنيا، عن هذا الطريق لم يعد أحد(على حد علمي) أرجو أن أكون مخطئا
انه انحدار حاد عن الواقع، توحد مع الرغبة والغرائز، وعلى التضاد من التكيف والوعي الممكنين فعليا، هذا الطريق ذو اتجاه أحادي:
المشفى أو السجن أو القبر، لا أحد يعود مطلقا يبقى الخيار العام والواقعي، هو تغيير الداخل، القيم والفكر والحلم
القبول بما هو مسموح ومتاح، هنا هزم بوذا وماركس وفرويد
ما الذي تسمح به المؤسسة السياسية القائمة؟
ما الذي تسمح به المؤسسة الدينية الراسخة؟
ما الذي يسمح به نظام الأخلاق الصارم؟
المسموح به، الذي يقع خارج طائلة العقاب الصارم والفوري، يكاد لا يرى قبل سن العشرين، تكون نظم الحماية الفكرية والنفسية لفرد متوسط الذكاء والحساسية، قد استوعبت الحدود المحرمة أو الممنوعة وهي أدنى بكثير من عتبة الإشباع والتوازن الحل الممكن هو الاقتصار على ردود الفعل، تتحول الحياة فعليا إلى سلسلة من الاستجابات المباشرة والسطحية للمثيرات الخارجية الحاجة في أقصاها إلى الإبداع الفردي والعام وبالمقابل شروط الإبداع معدومة على الصعيد الفردي والعام وجهك بين يديك ما الذي ستراه؟! ما يمكنني قوله بعد42 سنة: نحن لا نتبادل الكلام.

هذا المقال



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من الشعور بالمرارة
- الرأي والحقيقة
- مجّانية الرأي
- بؤس الأيديولوجيا
- تحولات أيديولوجية_2
- خداع الذات
- الليبرالية في سوريا - 3
- الليبراليون والأيديولوجيا - 2
- الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا
- حقائق بوذا
- ضرورة نقد الليبراليين الجدد
- دولتهم ودولتنا
- طرطوس في جبلة
- من يخاطبنا نحن
- ارحمونا من محبتكم
- محنة الديمقراطي السوري
- ضرورة المصالحة
- الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد
- كأس جهاد نصرة المكسور
- العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - جفاف عاطفي أو الرماد السوري