أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد














المزيد.....

الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 863 - 2004 / 6 / 13 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلام الموزون المقفى حالة خاصة للشعر وفي ظرف تاريخي محدد.
العشق والصعلكة والنبل والتشرد حالات إنسانية مطلقة , لكل فرد وجد يوما في هذا العالم نصيب منها يكبر أو يصغر تبعا لشرطه الإنساني (الداخلي والخارجي).
لا توجد الحالة الشعرية في 24 ساعة.
العشق أو الامتلاء العاطفي (في الخيبة والتحقق) منبع الشعرية.
يتحقق العشق في الحاضر (الآن وهنا)وهو نقيض التكرار.
كل سلوك مكرر هو وظيفي محض.
السلطات والأعراف والتقاليد تنفي العشق وتلغي الشعر.
الأحداث تتكرر مرة بشكل مأساة وأخرى بشكل مهزلة,هكذا قال ماركس الشاعر الذي أزاحه ماركس السياسي ولم يترك خلفاؤه لنا سوى عالما مليئا بالجماجم والجدران والشرطة.
بعد سنتين من اتصالي بالأنترنيت بدأت أفقد شغفي بالشعر, بدأ الأمر بشعر الرواد ثم الفحول والنجوم.الإدعاء, اجترار الجمل الميتة , طغيان الشعار على الشعر أفرغ اللغة والحياة من الجديد. تحول شعور الغضب إلى الشفقة, منظر الشعراء في المهرجانات الرسمية(ويسهل تخمين ما يحدث لهم خلف الكواليس) أزاح كل المشاعر عدا الشفقة التي تعمل حسب تعبير نيتشة:ضد التطور والجديد بمحاولتها الاحتفاظ بما هو على وشك الدمار. عبارة الشعر أعذبه أكذبه تشعرني بالخجل. أعتقد بأهمية وضرورة الشعر في سوريا وفي العربية ولكن, الشعر الذي يعيد العلاقة بالحاضر, بالمعرفة بالتفكير بحقوق الإنسان بالأنترنيت, وبالأخص الشعر الذي يعيد العلاقة بكلامنا المفقود. العالم الداخلي للفرد لا يقل تعقيدا وغموضا عن العالم الخارجي الموضوعي. الجملة المعترضة مقدمة للجملة النقدية التي تمهد وتشكل الشرط الضروري لظهور الجديد. لا أرى ما يبرر تخلي الشعر عن الحاضر, عن الفرد العربي الموجود اليوم تحت خيمة الأمية والقمع والفقر, هل بدأت أنحرف باتجاه منشور أو بيان سياسي!؟ أسارع بالقول أنني لا أعرف وصفات وحلول, أظن أن الترابط بين الكتابة والكلام عموما وبين التجربة هو المدخل المناسب إلى الحاضر الواقعي, الثقافة العربية بمجملها في حالة اختناق يتنازعها اتجاها التحديث والسلفية ,المتعثرين لأسباب عديدة ومتنوعة ,ويبقى للشعر دور مركزي في إعادة الوحدة والترابط للشخصية الفردية, في إعادة الربط بين الأجزاء المتناثرة للشخصية(الجسد, الغرائز,الوجدان,الوعي,الكلام,الخيال والوهم). الخوف من الضعف والخوف من الخطأ والخوف من القبح ,عوائق أساسية أمام الجديد وأمام العيش في الحاضر. من يريد نزع الجوانب غير المرغوبة من شخصيتي,بشكل قسري, قد يجعلني أكثر جمالا أو محبوبا ولكنه قبل كل شئ يفقرني ويفكك شخصيتي.الشخصية المفككة بائسة وتحتاج إلى الدعم المباشر النفسي والمعنوي والمادي وبشكل دائم.
في بلاد العرب السلطة والثروة والنفوذ دوائر مغلقة بإحكام, تحصر خارجها قطاعات المجتمع الواسعة. من تلك الدوائر ما زالت تصدر النماذج والمعايير , وأهل الحظوة يجهدون للحفاظ على سكون وبالأصح جمود الحالة العامة, فيما الأكثرية تلهث باتجاه تلك المراكز, بالعنف أو المداورة أو التملق. سنة 1973 كنت تلميذا في الإعدادية وكتبت موضوعا عن الحرب,قلت فيه بتأثير الإعلام: التحم القائد والجيش والشعب ولم يعد التاجر يحتكر البضاعة ويضاعف الأسعار ولم... وعددت الخباز والشرطي وغيرهم..,أنهيت قراءتي للموضوع وانتظرت مديح أستاذي فقد كنت متعودا على إطراءه وظننت أنني قدمت موضوعا استثنائيا فقد تحدثت عن الكل كما تتحدث الإذاعة وأحسن.صمت الأستاذ عدة دقائق أحسستها دهرا, ثم سألني إن كنت من يجلب الخبز والأغراض للمنزل فأجبته بنعم و فتابع هل تحصل عليها بسهولة ويسر كما كتبت في الموضوع؟ صدمني سؤاله تماما , ما علاقة موضوع التعبير والإنشاء بما يحدث لنا في الحياة( بتوافه الحياة)كما كنا نقول, ودون أي كلمة إضافية ابتسم بحنان وقال:أنت طالب ذكي لكنك متحمس كثيرا. لم أكن أكذب ولا أتملق ببساطة كنت أعتقد بوجود واقع أكثر واقعية من حياتنا نفسها, الفقيرة والهشة والمليئة بالمتناقضات, ولم أكن لأتخيل الشعر والأدب والفنون بعامة هي نتاجا لهذه الحياة وتعبيرا عنها. الأنترنيت يعيد إحياء التقاليد الشفاهية ممزوجة مع الكتابية,فهل سيعيد العفوية والعلاقة الحقيقية بالحياة!؟
كيكا أزالت الممنوع ونزعت السقف,الحوار المتمدن أدخل المختلف إلى الحوار, جهة الشعر فتحت المهرجان الدائم للشعر والثقافة.المواقع الثلاث كمثال, أدخلت الجملة النقدية إلى اللغة العربية وفتحت النوافذ للهواء الجديد. الموقع الإلكتروني كشف بعملية تعرية كاملة الكسل والجمود والتخثر في شخصية المثقف العربي والمبدع,كذلك كشف الخلفية الكاملة للسلطات, لكن المشكلة انعكست ,فالعزلة المضروبة حول حياة الفرد اجتاحتها سيول من المعلومات والصور والوثائق, ازدحام في المؤثرات وكم هائل من المعلومات يتعذر معها ليس فقط استيعاب الجديد, بل حتى إمكانية الإطلاع عليه. من يستخدم الأنترنيت أكثر من فرد تضاعفت حواسه واتسعت فضاءات التفاعل لديه, يشكل الأنترنيت اليوم امتدادات هائلة للحواس,ما زلنا في البداية أجل,ماذا بعد عشر سنين, خمسين, مائة , ألف, تغير العالم وتغير موقع الفرد فيه, مع بقاء معضلة أساسية في الجوانب البيولوجية والغريزية والحياة النفسية, أنها تتغير ببطء شديد, عكس الانفجارات المتلاحقة في عالم الخارج. الصورة نزعت الإثارة من الكلمة إلى حد كبير, والسرعة والسطحية تزاحمان الهدوء والتعمق,ويبقى المؤكد أن الأنترنيت جعلنا نرى, وقد نسمع ونتبادل الكلام.

اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأس جهاد نصرة المكسور
- العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا
- الديمقراطي الأبله يهنئ بميلاد عراق جديد
- الديمقراطي الأعزل
- الديمقراطي المسكين
- البشلاوية
- نرجسية2 القناع يمتص الوجوه
- أزمة منتصف العمر
- ميلاد القارئ السوري
- إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت
- الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا
- الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي
- الزيارة - إلى سوزان
- الحماقة
- لا تسامحهم يا إلهي
- الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم
- الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق ال ...
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد