أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا














المزيد.....

الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 06:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما تفسير الإصرار والعناد العربي أل( تحت طفولي) في إنكار الوقائع والأحداث والدعوى بامتلاك أسرار كونية حصلوا عليها بطرقهم الخاصة أو من جهات لا يمكنهم الكشف عنها حاليا ثم الوعد بأن المستقبل سيكشف للجهلاء أمثالنا(من نطالب بالبرهان والمنطق) صحة بل ودقة تخيلاتهم؟! الوضع العراقي خلال فترة حكم صدام يمثل حالة فريدة في إنكار الواقع,الاحتفالات بهزائم عسكرية ساحقة وتسميتها أم المعارك وأم الحواسم إلى آخر الأسطوانة. لا أدعي معرفة الأسباب الكاملة أو التفسيرات الصحيحة,فقط أعرض وجهة نظر تستند على الخبرة الشخصية بشقيها المعيشي والثقافي.
لا يمكن تحمل شعور الغضب لفترات طويلة,تبدأ الأعراض والإنذارات بالخلل العقلي والجسدي مع الشعور الأولي بالغضب والخوف,وفي حال استمرار ذلك الشعور المرهق تظهر التحولات النفسية والعقلية,في البداية كحلول واقعية تساعد في تحمل العبء الضخم الضاغط على الجهاز العصبي بمجمله, مع الزمن تفقد تلك الحلول جدواها وتضاف للضغوطات الجديدة, التي ترافق الفرد طيلة حياته, بالطبع مع اختلاف النسب. الغضب والعدوانية والخوف مشاعر إنسانية لكل فرد نصيب منها زائد عن الحاجة دوما, بحكم التطورات المتسارعة في أدوات ووسائل العيش الحديثة, على العكس مما تنشره الأيديولوجيات جميعا,والتي تعتبر حياة الإنسان لخدمة الأفكار وليس العكس الصحيح. الشعور بالغضب يتلازم مع ضيق الأفق والتعصب والإجهاد الجسدي المباشر, يخسر الغاضب الوعي والتفهم ويتمسك بآليات الدفاع البيولوجية, وبالطبع يخسر أفضل الأسلحة سواء للحصول على الحقوق أو للدفاع عنها. في الحياة السورية احتياطي هائل للغضب يمثل الخوف والجهل والفقر والقمع والكبت منابعها الدائمة,ربما يكون الخوف من الآخر والخارج واقعيا أحيانا,لكن هذا الصنف الأخير للخوف ومنذ نصف قرن تحول إلى معضلة اجتماعية بكل معاني الكلمة, أولى ضحاياه التمدن وحقوق الفرد التي داستهما مواكب الثورة والأمية والانفجار السكاني الذي يشكل اليوم التحدي الأكبر لمشاريع التنمية المختلفة.
كيف يتحمل الفرد السوري المسكين(امرأة ,رجل) ذلك الطوفان الناري من الدعوات والتحريض والاتهام(المبطن):التصدي للمخططات الشيطانية, صد العولمة, مقارعة الاستبداد, نصرة فلسطين والعراق , نصرة الشعوب المناضلة في سبيل....
أغلبية السوريين استكانت للحل السلبي:الامتناع عن القراءة والامتناع عن التفكير والامتناع عن سماع الأخبار والامتناع عن المشاركة وبعبارة مختصرة الامتناع عن العيش في العصر, ذلك الموقف الهروبي هو في وضع قلق دائما,قد يصلح كإجراء مؤقت,لكن بعدما يطول تتحلل القيم العميقة التي تنظم علاقة الفرد بنفسه وبوجوده العام.عدم الرضى, ضيق الأفق,الموقف العنصري,العدوانية المكبوتة,ثم الكذب والخداع بكل المستويات, تفضحها حوادث طارئة ومؤشرات كثيرة على مستويات خطرة من الجفاف العاطفي السوري. تلك بدايات الانحدار إلى الذهان الجماعي الذي نعيشه اليوم,إنكار الواقع ,بعدما استبدل الفرد بالأخيلة والهلوسات التي تشارك في تعميمها,للأسف:القومي واليساري والديني,مجابهة الغزو الثقافي والتصدي للعولمة وإفشال مخططات الدول الكبرى, تلك جزء من نشيد الموت الذي استمر عشرات السنين بإثارة الذعر والمخاوف وبغسل الأدمغة من مقومات العلاقة مع الحياة والواقع. الديمقراطية وحقوق الإنسان منجز إنساني عام ,تماما مثل الطائرة والكمبيوتر وليست حكرا على جنس أو دين أو لغة, بل جوهر الحضارة القائمة, تكون بالجهد العالمي المشترك عبر العمل والنضال والفكر والعقل,الديقراطية وحقوق الإنسان قيم إنسانية عليا وشاملة والانتقاص منها أو الاعتداء عليها هو الجريمة الكبرى ولا يمكن تبريرها بأي تسمية كانت. حقوق الإنسان نقيض السلطة المطلقة,والديمقراطية حصانتها الفعلية والعملية,إذا جاء بهما مشروع الشرق الأوسط الكبير فيا مرحبا, وإذا أعاق وصولهما فالخيبة هي نفسها ومتوقعة,كيف نطلب الشيء ونقيضه إلا في الذهان المحقق.
لحسن حظنا نعيش في هذا العصر,عصر الأنترنيت وحقوق الإنسان ولسوء حظنا لم يشارك أسلافنا بأي منهما,ما زالت المرأة محرومة كذلك الطفل والفقير والمختلف ,وما زال القمع والأمية والفقر تفتك بهذه البلاد, عقلاؤنا تعرضوا لأسوأ أشكال المعاملة من التكفير إلى التخوين إلى إخماد الصوت. لا يمكن للفرد المصاب بالوهن النفسي الاستشفاء الذاتي,يحتاج للمساعدة قبل كل شئ,وبالمثل لا يمكن لبلادنا النهوض بدون مساعدة.في العقد الأخير تداخل العالم وازداد ترابطا ويكاد عصر الدولة القومية يمسي من مخلفات الماضي,المؤسسات الحديثة الحقوقية والإنسانية والعلمية تسامت فوق الدول وهي محاور أساسية في العولمة مع وسائل الاتصال والإيصال الحديثة , وبلدان الشرق الأوسط هي الأكثر حاجة لها للخروج من حالة الذهان الجماعي.اليوم والمنزل والعمل مفردات الحياة الأساسية,والفرد هو وحدة الوجود,هذه حقائق العصر والإنكار لا يغير حقائق الواقع.مشروع الشرق الأوسط الكبير سيفرض إذا وجد واضعوه في ذلك تحقيقا لمصالحهم. إنكار الواقع هو الطور الأخير في المرض النفسي والاجتماعي,تكون أجهزة الجسم الحيوية وكذلك مفاصل المجتمع قد أنهكت.إغماض العين آلية طفلية لا تنفع في العالم الواقعي , من الأجدى قراءة المشروع ونقده أو تعديله أو حتى رفضه,لكن بعد قراءته ومناقشته بالتفصيل, هذا المريض لم يعد يصلح للقتال ولا للاستخدامات الأخرى, هو بحاجة للمعالجة فقط.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي
- الزيارة - إلى سوزان
- الحماقة
- لا تسامحهم يا إلهي
- الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم
- الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق ال ...
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال
- الدم السوري الرخيص
- اسطورة الوطن
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا