أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


أخي وصديقي أحمد
حوارنا لن ينتهي, أجل كان جميلا وممتعا,وهو مفتوح على الدوام, يكفي بالنسبة لي, أنه ساعدني على تجاوز الشرخ بين عالمي الداخل والخارج, تلك السمة السورية التي ما زالت تتغذى من ينابيع متعددة, ولا أرى في الأفق القريب ما يساعد على علاجها, نقص الثقة أو التقدير الذاتي المنخفض,هو جوهر المعضلة. في هذه البلاد التي تعرفها مثلي وربما أكثر, الخوف عميق ومتجذر يستهلك طاقة الفرد, ويستبدل الحياة(هبة الوجود الأسمى) بالأوهام, الخائف يقتل, الخائف يكذب, الخائف يتألم ويخجل من ألمه ويفعل كل ذلك بدون وعي أو إنتباه. في الحوار نتعرف على وجودنا الواقعي, بالأخص جوانب الضعف والنقص(الطبيعية) كما نتعرف على المزايا الشخصية التي تتوزع على البشر, وإن كانت أحيانا تطمس وتخبئ, كوسائل دفاع تنهك حاملها بلا مبرر. تسألني بما سنكمل الحوار...كل حدث أو فكرة مشروع حوار, يتحدد نجاحه أو إخفاقه بالممارسة فقط. لا أعتقد بوجود موضوعات عظيمة وأخرى تافهة, معالجتنا للموضوع تحمل درجات الجودة أو الرداءة, ولسنا نحن المشاركين من نحدد ذلك. أعتقد أن المرء يمكنه أن يستفيد من أخطاء غيره أكثر من استفادته من نجاحاتهم.قد يكون ذلك سبب تميز أشعار محمد الماغوط ورياض الصالح الحسين على النقيض من التبجح والإدعاءات المتوافرة في الشعر السوري(جماعة تسكنني القصيدة أو أنا الذي.. . رأى وسمع وعرف) . ربما وجودك في خارج البلد يتيح نظرة أوسع ويضيف الجديد , وهنا سأعرض تصوري للسوري ة النوذجي ة , كما أرى نفسي وأراه: شخص عابس مهموم نافذ الصبر ومتصنع , بإختصار ذلك هو قناعه,يترفع عن التفاصيل ويسميها توافه الحياة اليومية, يأنف الكلام إلا في القضايا الكبرى:عولمة, حق, وجود, مصيرالخ...ذلك في المجالس العامة التي تزيد عن شخصين, يحاول أن يبدو كالديك, المؤسف والمضحك في الأمر أن الجميع يعرف ذلك ويكرره, بالطبع القناع متعب فهو لا يتيح القيام إلا بحركات قليلة مملة, وهدفه الدائم أن يبتعد عن الأعين, ليخلع القناع ويرتاح.
من الداخل الصورة مختلفة,فرد هش فاقد للثقة,قاس ومصاب بجفاف عاطفي مزمن, غير قادر على التعاطف أو التفهم,كل حواسه ومداركه بإتجاه أحادي ,تلميع صورة القناع. كل جوانب الحياة في سوريا تحتاج للمبادرة والإبداع, ولكن كيف...!!!!؟؟؟؟؟؟؟
لا أنكر وجود النوايا الطيبة بل أرجح ذلك,ولا أنكر وجود مشاريع فردية وأحيانا نادرة مشتركة, لكنها معزولة, وبدل أن تضيئ الطريق تحتاج لمن يأخذ بيدها.
الحاجة إلى الإنجاز أساسية, والحاجة للحب والتقدير فطرية,بدل النجاح الحقيقي والفوز بإحترام الآخر, القائم على النفس الطويل والصبر والذي لا يحتاج من يحققه لإعتراف أحد, نهدر إمكانياتنا وحياتنا على السطح ونجتر العبارات البلاستيكية, فلا نعيش ولا نجرب , نثرثر ونلوك الكلام الفارغ, ونطلب الإعتراف ممن هم أحوج الناس إليه.
سألتني يوم أبعدوك(هل نقول طردوك)إن كنت خائفا, لا أذكر بما أجبتك بالضبط, لكن علي أن أعترف أنني كنت خائفا أكثر من فأر وما أزال, الخوف والممنوعات حاجز أمام الإبداع والحياة نفسها, وكل ما نستطيع فعله أن نقاوم الوضاعة في أنفسنا حتى النهاية, لا أمل في تجاوز ذلك, تعرفه أنت وأنا والجميع, يمكن تسميته بالتواطؤ المشترك, وهو نفسه الحلم المشترك, تعرف أنني سأبقى بلا إنجاب, وهذا قرار صعب في ثقافة تعتبر من لا ينجب كالشجرة التي لا تثمر. ربما ذلك هو السبب في إهتمامي بجوانب الضعف في الشخصية وإلحاحي على غير المرغوب فيه, بهدف التعويض ولا شئ آخر.
بعدما تجرب  عالم الداخل لا يمكنك العودة, تبقى غريبا مهما فعلت. طريق الجديد مرعب, لأن الخطوة التالية قد تكون الهاوية وقد تكون طريقا آمنا. شربت اليوم وما زلت مستمرا في الشراب(بصحتك ومن تحب)هل يمكن العيش هنا بلا شراب!؟
كتبت نصا هو خليط من الوجدانيات والتصنع, لا أعرف ماذا أسميه, اعتبره تكملة طبيعية لمحاورتنا التي لا تؤذي أحدا, إلا من يستحقون ذلك. جملة أخيرة من سكران خمسيني, كان شيوعيا وكان قوميا وكان متدينا, وكان وما زال عدميا لا يؤمن بشئ
لا خوف على الماضي,لدينا منه أكثر مما يلزم, كل الخوف أن يحجب الماضي الحاضر

ستعود من هذا الطريق,
على أمل أن يكون التشويش أقل
صدقني ستعود, وأنت تظن أنك غادرته
أو أنك نجحت في معرفة إتجاه آخر
ليس لخائف مثلي ومثلك إلا أن يعود
إلى ما اختبره سابقا بقسوة

الحجارة بين الأقدام ونمشي
ترتفع الفراشة وتتفتح الزهور
وما زال الصدر منقبضا, ستنجح
هذه المرة, ما تريده متوافر بكثرة
الفرح يمكن إحتماله

تأتي العصافير إلى شرفة منزلي
الزجاج يعكس الحركة والصور
في هذا البيت كل شئ يمكن فعله
لا تفرض الثقة
الأمور عكسية
أنت أيضا تحتاج لمن يقول لك لست بخير

اللاذقية-ليل شباط  ‏2004‏‏-‏02‏‏-‏20‏



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار
- الآخر السوري
- الكلام
- مات اليوم بسام درويش وبقي شيوعيا إلى آخر لحظة
- الضجيج الذي أثاره أدونيس أو خطبة الوداع لبيروت
- رجل يشبهني


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان