أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الوعي قعر الشقاء















المزيد.....

الوعي قعر الشقاء


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 04:29
المحور: الادب والفن
    


يقتصر كلامي على الجانب الثقافي(أدب وفكر) وإن تجاوزه إلى حالة سياسية أو أخلاقية , ستؤخذ كمثال للتوضيح فقط.


المنصة: الحالة العامة للثقافة العربية يمكن تشبيهها بمدينة كبيرة وموزعة, في أحد أحيائها مسرح أو منصة
مضاءة دائما, ومختلف وسائل الإعلام والإعلان مركزة عليها. باقي أحياء وجوانب المدينة في الظلام.
من تصل أو يصل إلى المنصة, يصبح الإسم أهم من الشخصية نفسها. الجدارة أحد شروط الوصول إلى المنصة, ولكن أسبابا أخرى عديدة ومتنوعة , تتقدم سبب الجدارة.
الوصول إلى المنصة يعادل الحصول على شهادة في الطب أو الهندسة أو الحقوق...الخ تمنح فور الوصول للمنصة
الشخصية العامة يححدها الوصول الى المنصة أو عدمه. مثال ذلك سوريا : محمد الماغوط, سعد الله ونوس, حنا
مينة, جلال صادق العظم, جورج طرابيشي, كذلك علي عقلة عرسان, رويدة عطية, دريد لحام .
ولكن لنتذكر أن ثلاثة على الأقل: وجيه أسعد., فراس السواح, رياض الصالح الحسين لم يصلوا إلى المنصة.
وحده من الثلاثة رياض, بعد ربع قرن من موته بدأ يقترب من المنصة.
ذكرت الثلاثة المتميزون لأختم هذه الفقرة بنتيجة: الجدارة وحدها لا يمكن أن توصل إلى المنصة.

الحلقة المفرغة: في الثقافات الأخرى حدث هذا الأمر مع تشيخوف الروسي وبيسسوا البرتغالي وكافكا التشيكي.
وصلوا إلى منصات بلدانهم بعد الموت, لكن(على حد علمي) انتبه أصحاب المصابيح: جرائد, تلفزيون, صحفيون
إلى ذلك الخلل, فانتشروا وأضاؤا بلادهم مع بقاء المنصة كنصب تذكاري, يقدم الدروس أكثر مما يمنح شهادات.
في بلادنا ,مع الأسف, الأمر عكس ذلك, يتسابق أصحاب المصابيح بالأكواع والركب للوصول إلى المنصة.
والمدينة تنام في ظلام تام.
هل يوجد سبب أساسي لذلك!؟
أجل , إنه الجرح النرجسي. توجد أسباب أخرى بالتأكيد, منها مصالح وحتى أطماع في الداخل والخارج
لكن الدوران في حلقة مفرغة سيستمر ما دام الجرح النرجسي مفتوحا.
ما دامت الجدارة سبب ثانوي ومتنحي أيضا,للوصول إلى المنصة , لن ترضي جوع, حتى المقيمين فيها, إلى
التقدبر الذاتي أولا والموضوعي ثانيا, ولن يصل أحد إلى الإشباع, وبالتالي إلى البرء النرجسي.
هذه هي الحلقة المفرغة التي ندور فيها جميعا داخل المنصة وخارجها.
عندما يتجه كلامنا وسلوكنا إلى الآخر البعيد, نتكلم ونمثل كملائكة وليس كبشر أبدا. على العكس من كلامنا
وسلوكنا اليومي(المعيوش) والموجه إلى أشباهنا وأهلنا نتناهش ونتبادل الإحتقار بشكل يفوق التخيل فعليا.
كيف يتعامل الزوج . وكيف تتعامل الزوجة .
كيف يعامل الأطفال والمرضى والفقراء والمهمشين في بلاد العرب أوطاني.
هل نحتاج للتذكير بالحروب الأهلية في السودان والجزائر ولبنان والإقتتال الفلسطيني الفلسطيني
أعتقد أن الشرح أو الإضافة إبتذال وكلام مكرور.
كسر الحلقة!؟ هل ثمة أمل...كل فقر الخارج,مرضه وقسوته, يمكن تحمله بل وتجاوزه,على الشخص المتوسط,
لأن دفاعات الفرد محصنة بملايين السنين من المناعة والتطور, وتتأسس على الميراث البيولوجي والغريزي
وعبر مليارات السنين اندمجت مع الجنس البشري نفسه, وجعلته أكثر ألأحياء قابلية للتكيف والمقاومة والتطور.
لكن المفارقة المحزنة أن هذا الفرد الآن: أنا _ أنت. و هو أنت أنا
هذا الفرد يرهقه ويرعبه أقل إنكشاف لضعف الداخل الطبيعي_ الحاجة إلى الحب والخوف من النبذ.
والذي يعرفه الجميع كل على إنفراد.
ويقوم بعمل مضن ولا يمكن إحتماله طويلا: مراكمة الأقنعة , وتكرار أدوار تمثيلية رمزية لها هدف وحيد
هو تحويل النظر إلى وجهة معاكسة, التضليل.
عالم الداخل هش ويفرغ بإستمرار, النبذ والإستنزاف يومي ومستمر كذلك لأهم قيمة يحملها إنسان, ماهيته الفردية.
معرفة النفس, التقدير الذاتي, الثقة بالآخر, وضعيات جديدة لا يتيحها نمط العيش التقليدي السائد.
الطريق الموازي_ سيرورة الرشد: تمر سيرورة التحقق الذاتي, عبر العلاقة مع المفاصل الجوهرية,الأم, الأب,
الوطن, بثلاثة مراحل 1 المرحلة الأسطورية2 المرحلة النزاعية 3 المرحلة الواقعية.
ثنائية المقدس والمدنس تسود المرحلة الأسطورية. الأم والأب والوطن , مقدسات, تربط الفرد بها علاقة الواجب فقط
تستبدل ألأم الفعلية والأب الفعلي والدستور الوطني بمفاهيم مطلقة. معانيها لا تقوم في العلاقات الأسرية والإجتماعية
بل في النصوص, تحتجز في اللغة المحنطة. من هنا تنشأ الطاعة والذل السائدين في الأسرة وفي الوطن
وتبقى الشناعة هي المرادف الأول للبدعة.
في الطور النزاعي, بعدما تنتقل إرادة الحقوق والمطالبة بها, من المستوى المضمر والمكبوت, إلى الظاهر والعلن
يصطدم الفرد بالتحريم الإجتماعي والقمع السياسي, وتتكشف بالتدريج إنتهاكات السلطة على المستوى الخارجي
والجروح الرمزية والإعاقات والعقد في المستوى الداخلي النفسي.
هذا الطور مؤلم وقاتم. من تسبب بالآلام العميقة هم الأبوين. ومن تسبب بالإحباط والإخفاقات الكبيرة,
هي الدساتير والأعراف والقيم والتقاليد, هي الوطن.
الأنانية, الكراهية, العدوانية , الخوف , الخزي , الشره, مشاعر مكبوتة, ليست مبددة ولا ممحوة.
ستظهر بالتأكيد عبر الإنحرافات والتعصب والقسوة والتسلط والعدوان. والتعرف عليها_غير المريح_ بل والمزعج جدا, هو السبيل الوحيد لإحتوائها. ذلك ليس ميسرا لكنه ممكن.
تكتمل السيرورة بنجاح, في الطور الواقعي, وتتمثل بالنضج الوجداني والعقلي والفكري, سمتها التسامح والثقة.
علاقات التكافؤ والمساواة تحل محل علاقات التسلط والتبعية والإحتقار. في هذا المستوى لا يوجد عظماء
وأسطوريون أو العكس, حثالة ومحتقرون ينبغي استئصالهم . يوجد فرد سوي وفرد مريض, بالطبع بنسب متفاوتة.


الكوميديا السوداء:المفارقة في المجتمع السوري وغيره من المجتمعات الأبوية, في الغياب الفعلي للأب وبدائله المجتمعية, في الأطوار والمراحل التي يكون فيها حضوره الفاعل ضروريا وغيابه لايعوض. ثم ظهوره الشامل, في الطور اللاحق , بعدما ينتهي دوره الإيجابي, أي عندما تكون السيرورة شارفت على نهايتها
أو انغلقت بشكل محكم, ولم يتبقي من الدور الأبوي سوى كتلة العطالة, التي تعيق التفتح الواقعي للشخصية
يقتصر حضور الأب في هذه الحالة على المعاقبة, المجتمع يطالب الفرد بتسديد
ديون للأب , الواجبات ,الخضوع والإمتثالية, ويقتصر المسموح به على الطاعة, بعبارة أخرى تكرار حياة الأب
أليست كلمة بدعة, تعني شنيعة؟
الحل المتاح والذي نؤديه بلا هوادة: ثنائية الظاهر والباطن, افعل أي شئ في الخفاء, واحذر أن تتكلم أو تكتب في العلن . الشفافية حتى ككلمة لم تظهر في المعجم الثقافي طيلة القرن 20.
العادة السرية هي العادة العربية الأسهر على الإطلاق
مع الأسف

اللاذقية _حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار
- الآخر السوري
- الكلام
- مات اليوم بسام درويش وبقي شيوعيا إلى آخر لحظة
- الضجيج الذي أثاره أدونيس أو خطبة الوداع لبيروت
- رجل يشبهني


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الوعي قعر الشقاء