أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني














المزيد.....

الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 722 - 2004 / 1 / 23 - 04:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحق والواجب (تمثيل بسيط): تمثيل أيديولوجي لنمط بدائي ما زال ساريا في الحياة السورية بمختلف مستوياتها قطبان متعاكسان يدور المشهد أو الساحة بينهما، الأول قطب الحق والثاني الواجب الحق مصدر الكلام والمعرفة والتشريع والقوة على عكس الواجب الذي يقتصر مجاله على التلقي المناسب، بعده يأتي التأويل والتنفيذ، كماله في الطاعة والتقليد الحرفيين.

موقع الآلهة والأنبياء والسلاطين والكهنة والشعراء في القطب الأول الحاوي للسلطة والثروة، بالطبع القطب الآخر وهمي ينفر منه الجميع فهو قطب الشيطان ومن يقترب منه يأخذ صفة الكافر أو الخائن ويحرم من الحق.

الآلهة والأنبياء تركوا المشهد وحل محلهم بشر هم أشباهنا. وبالمقابل الشيطان الصامت منذ البداية وإن تكلم فمن داخل النفس البشرية رحل كذلك، وبقي مكانه شاغرا للأشقياء من البشر، هم أشباهنا أيضا.

لكن ما زالت ثنائية الحق والواجب، مع ظهور نوع جديد من الأفراد، من يصل منهم إلى قطب الحق ينال العصمة والجلال ومن يبتعد كثيرا في الإتجاه المعاكس تصيبه لعنة الكفر أو الخيانة. الفرد كما هو موجود اليوم في العالم (ونظريا حتى في سوريا)  يتميز بتكافؤ الحق والواجب. حقه في الكلام والمعرفة والتشريع والخطأ صار اسمه (الإبداع) وواجبه في الطاعة والتقليد والتأويل صار اسمه (الإلتزام).

الفرد هو وحدة الوجود الأساسية، وهويته شروع دائم في التحقق، للأسف في الثقافة  العربية لم يعترف به حتى الآن ككيان حر مستقل ومسؤول بنفس الدرجة، ما زال الواجب وما يتفرع عنه يطغى على الحق وإشتقاقاته . ومن هم في موقع السلطة بكافة  تجلياتها يسلبونه هذا الحق الأساسي (والمقدس) وتبرير ذلك إيديولوجي دائما.  حقوق الإنسان مبدأ حديث يقوم على إعتبار الفرد هوية، وهو يكمل النواقص في

مبدأ حقوق الشعوب في تقرير مصائرها. مبدأ حقوق الإنسان أشمل وأعم من مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير. وعندما يتعارضان ، خلف تعارضهما تقف سلطات ومبررات إيديولوجية، وهي عنصرية في التحليل الأخير. مبدأ حقوق الإنسان بأبسط وأوضح صوره يقوم على إعتبار سكان هذا العالم الستة مليارات فرد، لكل منهم هويته المستقلة بغض النظر عن الجنس واللون والدين واللغة والعمر، من هؤلاء الأفراد تتشكل المجتمعات الحديثة سواء داخل الدول أو فوقها.

المجتمعات المدنية (عددها ونوعيتها) مؤشر يصلح كمعيار للدول  والحكومات، بالنسبة للدول يحدد درجة تطورها، وبالنسبة للحكومات درجة شرعيتها ومشروعيتها.  المؤسسات الحديثة يقوم بإنشائها وتطويرها أفراد متساوون في القيمة الإنسانية وأمام القانون، منهم تتشكل مجتمعات تنتج ثقافة وفن وأدب وعلوم حديثة.

هذا حلم وكلام تجريدي، لكن مع ذلك يبقى العالم بيتنا الجميل ودور العقلاء فيه (وبالإذن من جميع الأصدقاء) صرت أعتبر نفسي من هؤلاء العقلاء، الذين  يعرفون ويعترفون أن الحق والواجب وجها عملة واحدة.

قبل هذا الحوار الممتع والمفيد مع صديقي أحمد، كنت أفصل بين الحلم والواقع وبالأصحّ كنت قد خسرت الحلم، والمبررات لا تحصى. فنحن نعيش بالفعل في مجتع أبطاله: أسامة بن لادن وصدام حسين وفي كل مدينة عربية بل وكل حي أشباههم الأكثر بؤسا وانغلاقا، وهم من يشكلون النموذج والقيم ولا يفيد الإنكار.

الانترنيت كسر عزلتي ويمكن القول عزلتنا، صرنا نتبادل الكلام وصار باستطاعتنا أن يسمع بعضنا البعض الآخر، ومع وجود الرقيب الذي لا يرى حتى أنفه، عبر كيكا وجهة الشعر والحوار المتمدن وسواها

صارت اللاذقية مكانا يكاد يصلح للعيش، والحلم لم يعد جزءا من الوهم وعبر هذه الفسحة من الهواء الجديد، نتكلم ونخطئ ونصحح تصوراتنا وأفكارنا، ونصغي لأشباهنا وهم يتدربون على الكلام، كلامهم هم بمعزل عن الضجيج الذي ورثه الصحاف عن أحمد سعيد والجزيرة عن صوت  العرب وأمثالهم عن أمثالهم.

أخيراً، وبما أن العام الجديد على الباب، وبالتالي سأتفرّغ لحفلات السكر والفرح، أختتم كلامي في هذا العام بتهنئة وحلم.

الحلم هو أن يتحرر الكلام في بلاد العرب أوطاني (التي لا أراها اليوم سوى مزارع وحظائر خانقة)، أن يتاح للمرأة وللمختلف حق الكلام وأن يكون حوارنا في العام الجديد أكثر دقة ووضوحا، بالتسمية والحدث

وأن يتسع لأكثر من شاعر صيني اختار سوريا موطنا ولم تمنحه الجنسية، مع وجود نورما ودلبار ودنيس زوجته وابنتيه السوريات، وآخر سوري يحلم بمغادرتها في أول فرصة.

وللأصدقاء جميعا: كل عام وأنتم بخير

وبصحتكم ها ها ها (بالإذن من صموئيل شمعون)

حسين (ابن وأخ وأب وزوج) فريدة السعيدة، وقد بدأ بالشراب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار
- الآخر السوري
- الكلام
- مات اليوم بسام درويش وبقي شيوعيا إلى آخر لحظة
- الضجيج الذي أثاره أدونيس أو خطبة الوداع لبيروت
- رجل يشبهني


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني