أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا















المزيد.....

الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 886 - 2004 / 7 / 6 - 05:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الليبراليون وحظائر الأيديولوجيا_1
في بلاد وثقافة يغطي فيها المحرم والممنوع مختلف جوانب الحياة,يكون التفكير أقصر الطرق إلى الفشل. الفشل بمعناه الواسع,تفكك عالم الداخل إلى الخطوط البدائية,الغرائز والخوف والعدوانية, وخسارة الواقع الخارجي عبر الإقصاء والتهميش,وفقدان المهارات الاجتماعية حتى الضرورية منها والأساسية. قبل التطرق إلى الموضوع المثير(قضية الليبراليين الجدد) أعرض تجربتي الشخصية في قضيتين إشكاليتين في سوريا وجوارها,العالم في الثقافة السورية وبالأخص أمريكا,والثانية المتشابكة مع الأولى قضية السياسة: طيلة عقود اختزلت السياسة كفعالية اجتماعية,إلى صراع بين الأجهزة الأمنية والتيارات المعارضة المتطرفة الإسلامية والقومية والشيوعية,واختزل الفكر السياسي بين الجانبين إلى خطاب تحريضي يقتصر على بضعة شعارات منها معاداة الإمبريالية أو عداء أمريكا(الموروث من الحرب الباردة) الذي اشترك فيه الجميع وبه افتتح بازار المزايدات الشعاراتية والنضالية. بالطبع تلك الصورة لا تغطي المشهد السياسي السوري بمجمله, لكنها توضح خطوط هيكله الأساسي, إذ باقي مؤسسات الدولة انكفأت تحت مدّ الأجهزة الأمنية وسطوتها, فيما تيارات الجبهة الوطنية التقدمية استسلمت لرقاد طويل.
بداية هذا القرن تغير العالم فعليا, مع تفجيرات نيو يورك بدأت الحرب المفتوحة بين تنظيم القاعدة وحلفائه والمتعاطفين معه وبين الحكومة الأمريكية وحلفائها وبقية المتعاطفين معها, وتحولت إلى حرب عالمية حقيقية, ومن جهة ثانية تغير العالم والفرد جذريا بدخول شبكة الانترنيت إلى حياة الدول والأفراد, ولأول مرة في التاريخ يتفكك مفهوم المكان ويفقد أهميته,وتزول معه مركزية الجغرافيا بالتدريج,كأحد محددات السياسة والاجتماع. هذان المتغيران,الحرب على الإرهاب بالتسمية الأمريكية أو الجهاد بالتسمية الإسلامية المتشددة, والمتغير الثاني بدء عصر الانترنيت,هما محوري النظام العالمي الجديد, تأثيرهما وآثارهما امتدا إلى جميع البلدان والشعوب وحتى الأفراد الذين يتواجدون اليوم على سطح هذا الكوكب. تكاد تكون سوريا آخر البلدان تأثرا بما حدث,بالتحديد الخطاب الثقافي السوري السائد.
رأي في السياسة: السياسة فعالية اجتماعية, تتحول إلى لعبة يشترك فيها جميع أفراد المجتمع (حتى في حالة الامتناع عن المشاركة في الشؤون العامة), لكن بعد توفر شروط أساسية يمكن إجمالها بعبارتي,حقوق الإنسان كما تنص عليها حرفيا النصوص والمواثيق الدولية, وتحقيق الإصلاحات الديمقراطية وبالتحديد إعلام حر(كما هو متحقق في قبرص وفرنسا وكندا) وقضاء مستقل ودستور حديث يتجاوز كل أشكال التمييز العنصري(الجنس, الدين,اللغة, الاعتقاد) بدون تحقيق هذه الشروط نكون أمام واقع زائف(وعي ومؤسسات). وفي هذه الحالة كما هو واقع الحال في جميع البلدان التي تحكمها نظم استبدادية, تبقى السياسة في الطور البدائي وهي تعني حصرا الشأن العام, الذي يحتكر الفكر والتفكير والعمل فيه, أفراد معدودين, وتكون الأغلبية الساحقة تحت طائلة الجناية القانونية دوما ودون أي تحديد, سوى المزاج الشخصي للفئة الحاكمة. في هذا الطور القاتم يختل الأساس الفردي في الإبداع والاجتماع, الذي يشترط الاحترام الذاتي والتقدير الذاتي الطبيعيين, وبدلا عن الفرد الإبداعي والإنساني معا, يتكون الفرد العقائدي الذي ينكر ويجهل عالمه الداخلي, وتكون قيمه ومعاييره بمجملها خارجه, ويسهل حينها فهم التحالف(الديني_ا القومي _اليساري) المرعب,الذي يغذي ويتغذى من النسق المضاد تحالف رأس المال والشركات الكبرى ومراكز صنع القرار العالمي.
بالغت في تعتيم المشهد والسبب الواعي في ذلك أنني أعيش أزمة منتصف العمر, مع انحطاط جسدي ونفسي مرافقين,لا يهم,لم أتحول بعد من فرد عقائدي إلى فرد إبداعي, ومن العاطفية والانفعالية(الجفاف العاطفي) إلى العقلانية, لكنني أبذل جهدي لتحقيق ذلك.
أمريكا في غرف النوم: لا شك أن الإدارة الأمريكية بعد طرحها لمشروع الشرق الأوسط الكبير تشكل تهديدا حقيقيا ومباشرا لجميع حكومات المنطقة,كذلك بعد حربها على الإرهاب تشكل تهديدا وعائقا أمام الإمارات الإسلامية التي تحلم بها جماعات الإسلام السياسي, وبعد هزيمة الشيوعية سيبقى ورثة الدب الأحمر, وخصوصا العربان,أصحاب ثأر مالم يتغيروا هم أنفسهم بعدما فشلوا في تغيير العالم, وتلك القوى والتيارات والأشخاص عداؤهم الشديد أو الخفيف لأمريكا مفهوم وواقعي, لكن أصدقائي المعتّرين المتناثرين من دكاكين اليسار السوري, والذين لم يعرفوا إلا الحرمان,حالة الرهاب التي تسكنهم وتتمظهر بالتطرف في المعاداة أو الموالاة ,تشرحها عقدة ستوكهولم أو عقدة آلدمورو لاحقا.
لكلّ عراقه ولكل سوريّاه: الهم الوطني والمصلحة العليا وضمير الشعب ونبض الجماهير , تلك العبارات عناصر أساسية في خطاب سلطوي موروث وغارق في القدم, هو في جوهره إيديولوجي و منفصل تماما عن حياة ومصالح الأغلبية الساحقة, غايته استمرار وتبرير الوضع القائم حرمان للأغلبية وقلّة تحتكر جميع الموارد والطاقات والأفكار. في المجتمعات الطبقية والعنصرية والجنسية والطائفية لا وجود لشيء اسمه مصلحة مشتركة, تلك القطّاعت الهلامية التي لم تحظى بالاعتراف بعد, تشكل السواد الأعظم في بلاد العرب والمسلمين, يقول الداعية الإسلامي المشاكل الأساسية لمليار مسلم 1 القدس 2 الاستكبار العالمي 3 الأمة الإسلامية لا يختلف معه الداعية الشيوعي والقومي سوى بالتسميات, عفوا أيها السادة,توجد عشرة مشاكل أساسية 1 الصحة 2 الطعام3 السكن 4 التعليم 5 العمل 6 الضمانات المختلفة 7 العلاقة بالجنس الآخر 8 الحقوق الجنسية والثقافية والسياسية 9 الحق في السفر والتنقل 10 الحق في الخطأ, بعدها تأتي تلك المشاكل المترفة الوطنية أو القومية أو العالمية. الحرمان والمعاناة احتياطي هائل للخوف الذي ينتج التطرف والإرهاب والعدوانية في المجتمع والعدمية في عالم الداخل, لا جدوى ولا أمل, تلك النتيجة الجامدة, التي أراها أمامي كل يوم وكل ساعة ,تنقص من بقية حياتي. كأنني أماطل في نقد الليبراليين الجدد, بشكل واعي أبدا, أما هناك في العالم الداخلي المعتم والقاسي, من يعرف عنه شيئا !



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق بوذا
- ضرورة نقد الليبراليين الجدد
- دولتهم ودولتنا
- طرطوس في جبلة
- من يخاطبنا نحن
- ارحمونا من محبتكم
- محنة الديمقراطي السوري
- ضرورة المصالحة
- الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد
- كأس جهاد نصرة المكسور
- العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا
- الديمقراطي الأبله يهنئ بميلاد عراق جديد
- الديمقراطي الأعزل
- الديمقراطي المسكين
- البشلاوية
- نرجسية2 القناع يمتص الوجوه
- أزمة منتصف العمر
- ميلاد القارئ السوري
- إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت
- الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا