أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - ضرورة نقد الليبراليين الجدد














المزيد.....

ضرورة نقد الليبراليين الجدد


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجدر الإشارة بداية إلى فهم قاصر للنقد,شائع بالعربية, يختزله إلى فكر وممارسة يقتصران على نشاط وحّيز الآخر,فيما يبقى الذاتي الفردي والاجتماعي خارج إطار النقد,فتكون الخسارة مزدوجة, من جهة تبقى العملية النقدية بمجملها فاقدة للفعالية,ويكتفى باستبدال عبارات وصيغ معاداة الآخر بالنقد, بحيث تبقى الممارسة بمجملها في الإطار الأيديولوجي,كما هو واقع الحال في الثقافة العربية,حتى اليوم لم تدخل الجملة النقدية إلى اللغة والفكر إلا بشكل موارب ومجازي, ومن جهة ثانية يهمل العالم الداخلي للفرد والمجتمع,بعملية استنزاف مستمرة للطاقة المحدودة أصلا,ويتحول المركز الوجودي إلى الخارج, وكما هو معروف علميا: أن التعزيز للفكر أو للممارسة يتم أولا بالحوافز وثانيا بالممنوعات, فيما الإهمال يلغي الظاهرة. وهذا ما حدث بالضبط مع الحالات الجنينية, في الحداثة والمختلف عموما,في الهامشية والليبرالية والممارسات النقدية المتفرقة كذلك. النقد سقف الاحترام, فيما المحاباة بكل أشكالها تضمر الاحتقار للذات وللآخر, والإهمال قتل بغير قصد.
عبر النقد فقط تتحول الخطابات المختلفة,ومنها كذلك الخطاب الديمقراطي أو الليبرالي كما الخطابات المجاورة أو المناقضة له كالماركسية والقومية والإسلامية,إلى خبرات ومعارف, فيما تجف وتموت بالإهمال: في زمن الطاعة تتحول الفكرة إلى جدران وفي الزمن النقدي تتحول إلى حياة.
خلال القرن الماضي كنا في سوريا وأعتقد نفس الأمر, في جوارها, في زمن الطاعة أو الرفض السحري(الأصولي والمطلق), فبقيت الخطابات والنظريات والأفكار وحتى اللغة في اتجاه, والحياة في اتجاه آخر ما زال شبه مجهول.
كيف نفكر في حياتنا ونكتب ونتحدث عن تجاربنا وخبراتنا نحن, بما هو خاص بنا وفينا, كيف ننشئ لغتنا وفكرنا وأدبنا,كيف نبدأ بالحوار, ليتسنى بشكل فعلي إهمال خطاب الشتائم أو المدائح ودون أن نعزو الفشل والإعاقات المختلفة والطبيعية إلى الآخر أو الظروف, متى نصل إلى سن الرشد؟!
المشروع الإسلامي يتحقق بدولة الخلافة أو الإمارة,والمشروع القومي يتحقق في دولة الأمة,والمشروع الشيوعي يتحقق في دولة البروليتاريا المحسّنة,وهذا حق الجميع عند الالتزام بالعمل السلمي والنضال أو الجهاد السلمي,المشروع الليبرالي يتحقق في دولة القانون وحقوق الإنسان, فقط في دولة القانون يجد الهامشيون أمثالي مكانا يصلح للإقامة المؤقتة, لن أختلف بتسميتها أوطان أو بلاد حينذاك.
بانتظار ذلك الوعد,سأدافع وأحاول حماية نفسي وأمثالي من الإرهاب الثقافي الذي يمارس علينا بأشكال متعددة(وحتى إبداعية!!) وبما أني لا أجيد استخدام حتى سكين المطبخ, سيبقى سلاحي الوحيد هو الكلام المكتوب أو المنطوق, وبما أني أوضحت سبب اختياري للنقد,سأؤجل نقدي لأصدقائي الليبراليين الجدد إلى القسم الثاني.
وأكتفي في هذا المقال بعرض وجهة نظري بالإرهاب الثقافي,وكيف يلغي التفكير.


الإرهاب الثقافي|الفكر يلغي التفكير

بعبارة مخففة جدا,لا أحب التفلسف, وأعتبر الفكرنة(استبدال الوقائع والأحداث بتصورات ذهنية خاصة أو عامة) عقبة دائمة أمام الحياة و المعرفة. أراوح بين العزلة الاختيارية وبين المجازفة بكسب المزيد من العداوات وسوء الفهم,التأرجح بين الصمت والامتناع عن المشاركة في الحوار وبين عرض بعض الآراء باقتضاب شديد. أعتقد أن المشكلة الأساسية في القلق التوقعي أو وجه العملة الآخر فقدان حس الواقع, ينتج عنها ظواهر الاخوة الأعداء,التعصب, سطوة الأفكار وتقديسها, طرد التفكير,وفي النهاية فرد فاقد للتقدير الذاتي, وعاجز عن احترام الذات والآخر. لا توجد حلول سهلة أو سريعة, وأحيانا تعدم الحلول المناسبة,فتبرز الحاجة القصوى للجهد السلبي فقط, كما هو واقع الحال في بلاد العرب و المسلمين. الفكر في اتجاه الماضي والتفكير باتجاه القادم, والخيارات مؤلمة ومقترنة بالعنف, فأيهما نختار!؟
التكيف شرط الصحة العامة وضرورتها والإبداع ثمرة الحرية وبذرة الحياة بإطلاق.
بدوره الفرد ينطوي على عالم داخلي وعالم خارجي يتعذر توافقهما, وهذا سؤال الأخلاق والحضارة واختبارهما الدائم. الديمقراطية(المساواة) خيار العالم الخارجي ويتناسب مع المنطق والحس المشترك,فهل يتوافق مع العالم الداخلي للفرد!؟
التوقع حالة فطرية تبدأ من فوضى الحواس وتشوش الإدراك والمعرفة,في حده الطبيعي ميزة بشرية وحظوة,بهذا المستوى تكون سعة الأفق والقابلية المرنة للجديد, مع استجابات مناسبة للظرف والحدث. لكن تلك الحالة الممنوحة للجنس البشري وذلك الرصيد المحدد, سرعان ما يتحولان إلى مشكل فردي وثقافي, عبر الانحراف باتجاهين:القلق التوقعي أو فقدان حس الواقع. القلق التوقعي منبع للإرهاب الثقافي, حيث نرى ونسمع(أكاديمي وأعلامي ومفكر, إلى آخر التسميات) يكرر بثقة يحسد عليها, ومن قناة الجزيرة, أن قضية المرأة في دول الخليج والشرق عموما,هي وسيلة للهيمنة الأمريكية, ويسمي" وكلاء أمريكا " كل من يعترف بمشكلة المرأة وضرورة إعادة حقوقها الطبيعية, ولا يستثني حتى قاسم أمين من وكالته المزعومة. بدوره فقدان حس الواقع يشكل منبعا دائما للانتحاريين ولثقافة الموت, وهو يشمل جمهورهم الواسع من السلطات والمعارضات ومؤسسات الثقافة الناجحة جدا,بمعيار التكيف والجدوى الاقتصادية. هل نختار التكيف مع التضحية بالحرية والإبداع أم نختار الفردية ونتحمل العزلة الموحشة!هذا السؤال هو تساؤل أولا,وموجه لصديقي وشريكي في الحوار أحمد جان عثمان,وبنفس الوقت بمثابة مقدمة لنقد أصدقائي الليبراليين الجدد في سوريا وجوارها,على ندرتهم.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولتهم ودولتنا
- طرطوس في جبلة
- من يخاطبنا نحن
- ارحمونا من محبتكم
- محنة الديمقراطي السوري
- ضرورة المصالحة
- الأنترنيت جعلنا نرى ثرثرة في اتجاه واحد
- كأس جهاد نصرة المكسور
- العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا
- الديمقراطي الأبله يهنئ بميلاد عراق جديد
- الديمقراطي الأعزل
- الديمقراطي المسكين
- البشلاوية
- نرجسية2 القناع يمتص الوجوه
- أزمة منتصف العمر
- ميلاد القارئ السوري
- إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت
- الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا
- الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي
- الزيارة - إلى سوزان


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - ضرورة نقد الليبراليين الجدد