أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان فارس - أوقفوا مهزلة مسلسل -محاكمة العصر-














المزيد.....

أوقفوا مهزلة مسلسل -محاكمة العصر-


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ماكان ينبغي لمحاكمة صدام حسين ان تطول لأكثر من دقائق حيث المهمة الاساسية التي كان على المحكمة انجازها هي مسألة التأكد من شخصية صدام على انه صدام حسين وفور التأكد من ذلك يصدر القاضي الحكمَ باعدامه حكماً غير قابل للاستئناف انما للتنفيذ فوراً.
المعروف ان المحاكمات تعقد للناس المتهمين والمشكوك بأنهم قد ارتكبوا الجرم موضوع الاتهام وفق ميدأ (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) ولكن صدام حسين ليس متهماً حيث ان الملايين من البشر في العراق وفي المنطقة وفي مختلف انحاء العالم يشهدون بأن صدام حسين مجرم وليس متهم والمطلوب فقط التحقق من هويته كما حدث مع موسوليني وتشاوتشيسكو.. اذن لماذا تم تبذير عشرات الملايين من الدولارات من اموال الشعب العراقي وعلى مدى ثلاث سنوات وفي مسلسل بائس اسمه (محاكمة العصر)؟
لقد اصبح واضحاً كل الوضوح ومنذ الايام الاولى من "محاكمة العصر" ان القصد من الإطالة المتعمّدة في محاكمة المجرم صدام هي : إعلاء كلمة الطائفية وتبرير التسلط الطائفي الميليشياوي وإلهاء الشعب العراقي وتحويل انظاره عمّا كان يجب ان تقوم به السلطات الثلاثة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) في انجاز المهمات الاساسية التي تخص استتباب الأمن واعادة بناء الدولة واعمار البلد ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات. لقد عانى الشعب العراقي الأمرّين طوال سنوات "محاكمة العصر" الثلاثة حيث القتل العشوائي وعلى الهوية وحتى على الاسم الشخصي واسم المنطقة والتهجير والتشريد داخل وخارج العراق وتفجير الأماكن الدينية الخاصة بطوائف معينة.
ان مانشاهده هذه الايام من مسلسلات متداخلة وباخراج مُفتعل وسيء للغاية تنتجها "المحكمة الجنائية العراقية العليا" انما هو ضحك على ذقون العراقيين الذين دفعوا الثمن باهضاً ومباشرة جرّاء جرام صدام حسين ونظامه مثل الكورد والكورد الفيلية والشيوعيين وحتى بعض البعثيين الذين عارضوا جور وطغيان صدام..
من أبرز مسلسلات المحكمة الجنائية العراقية العليا الجاري عرضها هذه الايام على قناة الفضائية العراقية هو مسلسل (محاكمة تصفية الاحزاب الدينية) والمضحك في هذا المسلسل ان القاضي كلما يوجه السؤال الى المشتكين: هل كان الشهيد عضواً في حزب ديني رفع السلاح بوجه النظام السابق؟ يأتي الجواب : كلا (!!؟؟).. ان هذا السؤال والاجابة عليه يكشفان زيف تسمية "محاكمة تصفية الاحزاب الدينية" اذن القصد من وراء التسمية (محاكمة تصفية الاحزاب الدينية) هو قصد سياسي من شأنه تسويق نهج تسييس الدين واقناع العراقيين بأن الذي اسقط صدام هو عداؤه للدين وطبعاً ليس الدين الاسلامي حيث صدام كان مسلماً وهو "إمام الحملة الايمانية" اذن المقصود هو دين الطائفة المعينة وان رجال دين هذه الطائفة هم الأولى بخلافة صدام في حكم وامتلاك العراق ومواصلة حملة صدام الايمانية.
ماذا يعني ان قناة الفضائية العراقية، بين الفينة والاخرى، تعرض علينا حفلات "تكريم ذوي الشهداء" من طائفة بعينها ومن مناطقَ بعينها بل وحتى من عوائل معينة؟
من خلال مسلسل "محاكمة العصر" وعلى غفلة من القضاء العراقي تمّ توفير الفرصة لصدام حسين وعن طريق لقاءاته بمحاميه ان يتواصل مع عصابات وفصائل الارهاب والجريمة امثال القاعدة وهيئة علماء الضاري.. المشكلة الآن ورغم نفاذ حكم الشعب بالمجرم صدام نرى ان التواصل بين ازلام صدام والارهابيين مازالَ مستمراً وبطرق عديدة ومتنوعة توفرها مسلسلات "محاكمة العصر"!!
لم يرَ العراقيون على فضائية العراقية ولا محاكمة ارهابي واحد، وهم كُثرُ، منذ ان تأسس الارهاب في العراق بعد سقوط نظام صدام وبعثه ولحد الآن.. لماذا وما القصد من تحزيب وسائل اعلام الدولة وتحزيب القضاء وتسييس الدين؟
اذا كانت المحاكمات تُعقد لمعاقبة المجرمين وفق اصول القضاء العادل فان هذه العدالة تبقى ناقصة دون تنفيذ الاجراءات اللازمة التي تعيد الحقوق المسلوبة الى اهلها.. ماقيمة ان المجرم يُعاقَب والحق يبقى مسلوباً؟ الذي يلمسه العراقيون وعلى مدى سبع سنوات هو ان اعداد وانواع الحقوق المسلوبة في ازدياد.


19 ابريل 2010



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكتب رئيس الوزراء كان الحكومة الفعلية
- الحملة الانتخابية.. مَشاهد وملاحظات
- مفوضية الانتخابات العراقية.. هل هي عليا ومستقلة؟
- الانتخابات الثالثة والمُفرقعات الطائفية
- حصاد سبع سنوات: المشروع الأميركي والمشروع العراقي
- في رحاب البالتولك.. العالم من قرية الى بيت
- نشاطات المالكي في أسبوع
- الانتخابات النيابية المقبلة والاحتمالات الثلاثة
- يفتعلون المشكلات ويرفضون الحلول... كركوك نموذجاً
- الانتخابات العراقية.. ضرورة سياسية ام تظاهرة طائفية مناطقية؟
- التلويح بإعادة كتابة الدستور العراقي... وعدٌ ام وعيد؟
- فيدرالية كوردستان العراق إستحقاق سياسي ودستوري
- حجة مجاهدي خلق والولاء لايران
- الإنتخابات المحلية القادمة.. تكريس للتقسيم الطائفي
- الطرق الى فلسطين.. العراق هذه المرة
- آخر -عيطة- في عالم الطائفية: إقليم جنوب بغداد
- وزير داخلية المملكة السعودية يتستر على الارهابيين
- القاتل مُجاهد والمقتول شهيد
- قوات البيشمركَة عضو التحالف الذي أسقط صدام
- وزير المالية يرشي أعضاء مجلس النواب


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان فارس - أوقفوا مهزلة مسلسل -محاكمة العصر-