أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد الغالبي - حرب البردي














المزيد.....

حرب البردي


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 00:08
المحور: المجتمع المدني
    


الإهداء : الى كل طلبة الجامعات اللذين يرغبون في المشاركة في إنتخابات 2010
هل سمعتم بحرب البردي ؟
كان الموعد في أحد الصباحات الباردة من شتاء سنوات الثمانينات ، والساعة تشير الى الثامنة.وبعد أن تجاوز تاريخ أول قذيفة مدفع إنطلقت لحرب لازالت تجري أحداثها منذ عدة سنوات ، أعلنت حرب جديدة وغريبة ، وهي من شدة الغرابة فيها ، أن أحداً في الكون كله ، لم يكن ليفكر فيها وفي تفاصيلها كيف تجري ، هذا إن كان قد سمع بها أصلاً ، وتلك الحرب هي (حرب البردي ) .
كان المكان الوحيد لإنعقاد مهرجان الإعداد والتحضير لتلك الحرب هو (جامعة البصرة) دون غيرها ، وجنود تلك الحرب ، هم الطلبة ، وعلى مختلف مستوياتهم العلمية ونوع الدراسة التي يدرسوها فإنهم منحوا رتبة (جندي ) بملابس مدنية .
في تلك الأوقات ، تم إنتخاب مجموعة من الأساتذة ، ممن شوهت أفكارهم بترنيمة البطولات المزيفة ، ليكونوا هم المنظرين لتلك الحرب ، فأعلنوا جهراً أمام الطلبة كلاماً يشبه القول لسر عظيم كان يحتفظ به ، أن من لا يذهب للمشاركة في تلك الحرب ، فإن مصيرمجهول سوف ينتظره بعد ساعة من رحيل آخر شاحنة تحمل الطلاب الى ساحة تلك الحرب .
أخبرني الطالب الذي كان يقف بقربي ، إنه قرر عدم الذهاب ، إذ كيف يترك زميلته التي إتفق معها على الزواج ، ليذهب عنها بعيداً الى مكان يجهله ، لذلك إنسل خارجاً من ذلك المهرجان ، وربما فعلها آخرين ، كانوا يقفون في الجانب الآخر من مكان إنعقاد ذلك المهرجان ، ولكن حتماً أن سطوة التهيد قد نالهم بقوة ، إذ حُكم على ذلك الطالب الذي كان يقف بقربي ، بالسجن ثلاث سنوات وإختفى عن مقاعد الدراسة .
ورغماً عن أنوف الطلبة ، سارت الشاحنات وهي تحمل أجساد الطلبة والتي وهبت بالنيابة كقربان الى تلك الحرب ، بعد أن أيقنوا أن التهديد الذي سمعوه ساري المفعول ، حتى تصل شاحناتهم التي تحملهم الى مثواها الأخير .
في الطريق كان التساؤلات تجري بصمت ووجوم ليس له مثيل ، الى أين مكان في الأرض نحن ذاهبون ؟ وهل تحتوي بقعة أرض في الدنيا أفعالاً مثل الذي يجري علينا الآن ، إذ كيف إتفقت العقول أن تنتزع طلبة جامعات من مقاعد الدراسة لترسلهم الى حرب لا يعرفون أماكن إشتعال النيران فيها . في الطريق الى هناك ، كان كل الظن أن تلك الحرب لم يسمع بها أحد سوى من شارك فيها ، أو من هرب منها ، لأنها كانت حرب التعتيم ، وفعلاً أصبح الظن حقيقة واضحة ، إذ لم أسمع أحداً قد ذكرها في خبر أو حديث .
كانت ساحة الحرب ، عبارة عن غابات من البردي والقصب ، كانت قد غطت مساحات من مياه الهور الفاصل بين الحدود الملتهبة في تلك الحرب الجارية منذ سنوات . ولا شي هناك سوى سيقان البردي ، التي لازالت واقفة بمفردها ، بعد أن غادرتها كل الطيور.
إستغرب القائد العسكري المقيم هناك من هذا الحضور ، ولكنه أوكل لهم مهمة قائلاً : إن مهمة الطلبة هنا هي (حش البردي .. أو حرب مع البردي) .
كانت المهمة برمتها هي إهانة لجيل كامل من الطلبة ، لذلك حين عاد الطلبة الى مقاعد الدراسة لم ينفكوا من تذكر ماحملته ذكرياتهم من تلك الإهانة ، وأظنها قد إستمرت لردح من الزمان .
وللتذكير نقول دائماً ،وبعد مرور سنوات على حرب البردي المنسية ، وحتى لا تعاد الكرَّة من جديد لحرب يكون الطلبة وقوداً لها ولكي تبني العقول ، لابد من إختيار المعلم الجيد .



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث خاص مع الديمقراطية
- إهداء
- شكراً للعراقيين .. لأنهم إختاروا .
- الدراما العراقية .. لا زالت في شرنقة عنكبوت !
- الكويت ... جسر بين المحبة والقانون
- العرب لا يريدون أن يفهموا !
- فكرة الخط الساخن ... ثمرة في الطريق الصحيح
- اعلام حر
- حان الوقت لنفتح الأوراق
- مريضة العراق .. ليلى
- من يملك حق تقرير مصير( أفكار) الكاتب ؟
- خبر يأتي كل عام ..زائر بقرب قبر!
- بربك قل ..من تكون !؟
- كيفية الكتابة عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الو ...
- أسرار ليلة شتاء ...
- حكمَ .. فكان حكمه وهماً
- الفصل 23 (رواية أسوار مملكة السر)
- همس في الغابة (الحلقة الثالثة )
- نظرية الصمت ... أول الطريق الى الديمقراطية .. أم هي المقبرة ...
- لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!


المزيد.....




- اعتقالات بجامعة واشنطن بعد احتجاجات ضد -بوينغ- وممارسات إسرا ...
- العفو الدولية والأمم المتحدة: أي نقل قسري للفلسطينيين من غزة ...
- حكومة الوحدة الليبية: نرفض استخدام ليبيا كوجهة لترحيل المهاج ...
- الاستهداف والتجويع يعيق عملنا الصحفي
- وكالات إغاثة توجه انتقادات حادة لخطط إسرائيل الخاصة بتوزيع ا ...
- الأونروا: إسرائيل تنتهج سياسة تجويع متعمّدة بغزة وتستخدم الم ...
- باكستان تبلغ الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ«العدوان الهندي»
- واشنطن -تنقذ- خمسة معارضين فنزويليين كانوا لاجئين داخل السفا ...
- سوريا.. اعتقال طبيب متهم بتحويل مشفى عسكري إلى -مسلخ بشري-
- عراقجي يطالب بريطانيا باحترام حقوق المواطنين الإيرانيين الم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد الغالبي - حرب البردي