أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - مريضة العراق .. ليلى














المزيد.....

مريضة العراق .. ليلى


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 01:10
المحور: الادب والفن
    


قال قائل من زمن بعيد (يقولون ليلى في العراق مريضة
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا )


فاللذي قال (يقولون ) اقول ..
أظنك لا تعرف ليلى كما يجب ، ولا تعرف من هم الذين يقولون ، ولا أظن اللذين يقولون كانوا يعرفون ، من هي ليلى ، لكن يمكنك أن تقول لي ، من هم اللذين كانوا يقولون ولا زالوا ..فانا أعرفهم جيدأً.
ليلى عاشت منذ أن خلق العراق ، عندما أن غرس الله أول نواة لأول نخلة نمت في أرضه ، عندما كان الماء حراً ياتي تارة من السماء ، وتارة أخرى من منبع قرب الجنة حيث يقال إن الفرات ينبع من هناك ، وهناك عاشت ليلى تحت ظلال النخلة الوليدة الجديدة ، بعد أن غرفت بيدها الماء لتسيقيها .
فالنخلة تكبر ، وليلى تكبر معها ، ولكنها لم تكن لتعرف معنى ً للمرض كونها هبة الله ، أو في اي زمن سوف يأتي ، لأنها لا تعرف معنى للزمن ، فالزمن عندها تبدأ وينتهي في لحظة واحدة ، لأنها إستطاعت أن تجعل نفسها هي الزمن نفسه .
كانت ليلى تنظر الى الأفق البعيد بعينيها ، فلم تجد ما يعكرمتعة النظر ، فدابت على حالها هذا متلذذة بشعور السكينة ، ولم تكن لتعلم إنها سوف تستيقظ يوماً لترى إنها محاطة بسكان جدد لا تعرف من أين جاءوها ، ولأنها ليلى العراقية ، إبتسمت في وجوهم وقالت لننشارك معاً في كل شيء الى نهاية اليوم من كل يوم .
ولكن.. يوم بعد يوم ، لم يعد أحد ليهتم بـ ليلى ، فاصابت الوحدة ليلى بعد أن تعلمت معناها ، ومرضت ، قفالوا ليلى مريضة ، فتركوها لحالها تجوب البلاد ، فمرّةٍ تسكن الجنوب وأخرى تعيش في الجبال ، ولازالت تتردد على كل الأماكن ، لكنها لازالت مريضة .
ليلى لم تزل صامتة ، ترفض لقاء الأطباء ، لأنها تعرف الدواء ، وأين يكون ، ولكنها لازلت لاتبوح بسر هذا السكوت ، ربما تريد من الأخرين أن يقولوا لها ، خذي دوائك ، فقد حان زمنك للظهور .

سعد الغالبي
الناصرية



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يملك حق تقرير مصير( أفكار) الكاتب ؟
- خبر يأتي كل عام ..زائر بقرب قبر!
- بربك قل ..من تكون !؟
- كيفية الكتابة عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الو ...
- أسرار ليلة شتاء ...
- حكمَ .. فكان حكمه وهماً
- الفصل 23 (رواية أسوار مملكة السر)
- همس في الغابة (الحلقة الثالثة )
- نظرية الصمت ... أول الطريق الى الديمقراطية .. أم هي المقبرة ...
- لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!
- همس في الغابة (ح2)
- سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)
- كلامُ كان مؤجل !
- أسوار مملكة السر ... الفصل (19 و 20 و 21 و22 )
- همس في الغابة -1-
- منْ كان منكم معارضاً خارج الحدود .. فلا يرمينا بحجر.
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (الحلقة 8 )
- حُلمُي .. وحُلم -قاسم حول - يتشابهان !
- اسوار مملكة السر (الفصل 15 و 16 و 17 و 18 )
- لمن أهدي شكري وتقديري ؟


المزيد.....




- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - مريضة العراق .. ليلى