سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 21:06
المحور:
الادب والفن
بعد أن إختفت آثار الموكب الذي كان يجوب الغابة ، قرر القط الوحشي أن يصطحب القطة نانا في جولة لكي ترى معالم الغابة .
في بادئ الأمر ، لم تكن في نفس القطة نانا رغبة في تلبية الدعوة ، حيث تسلل الخوف الى قلبها بما شاهدته من رعب ، والذي أخبرت القط الوحشي به ، جعلها تشعر بذلك،ولكن القط الوحشي أخبرها قائلاً : سوف يتغير شعورك هذا بعد لحظات ، لأن من يسكن الغابة ، لساعة واحدة ، سوف يكتسب موهبة المراوغة والحذر من كل الأشياء ، وما يختفي خلف الأشياء أيضاً .
وأثناء طريق الجولة التي قاما بها الإثنين في الغابة ، توالت الأسئلة على القط الوحشي من القطة نانا .
قالت نانا : هل يوجد عندكم فقراء ؟
أجاب القط الوحسي بمرارة مصحوبة بسخرية :إنهم أكثر من العدد ، لو اعطيتك عدد معين ، فهم في كل مكان .
قالت القطة نانا بتعجب : ولكن لم أرى أي منهم !؟
قال القط الوحشي :وأين يمكن ان تشاهدي الفقراء .. إسمعي سوف اقول لك شيء ، الفقراء في هذه الغابة ، يحق لهم البكاء ، والجوع ، ويحق لهم ان بستمعوا لحديث كل الزعماء اللذين حكموا الغابة ، ولكن بدون الإعتراض على ما يقوله أولئك وهؤلاء الزعماء ، ويحق لهم الإختباء ، ولكن ليس من حكم صدر بحقهم من قاض أمره أحد أعوان الزعماء ، يحق لهم النظر على كل شيء ، إلا الإبتعاد عن قصور الزعماء ... لذلك يانانا ، أين يمكن أن تشاهدي الفقراء فيما ذكرت لك ..
فهم حين يبكون ، فإنهم يختفون عن الأنظار ، وحين يجوعون فإنهم يهاجرون الى بلدان اخرى ..لذلك لا يمكن أن تشاهديهم ، إلا أن تبحثي عنهم .
قالت القطة نانا وهي تنظر في أنحاء الغابة وشوارعها : لمن كل هذه الصور المعلقة ؟
قال القط الوحشي : هي لقادة حكوا ، وأخرى لقادة لم يحكموا بعد !
قال القطة نانا متعجبة : لقد سمعت كلاماً في أحاديث الآخرين ، إنكم تعاهدتم على عدم فعل ذلك!؟
قال القط وهو يضحك قائلاً : حدث خلل في الإتفاف ، ونحن كعادتنا دائماً ، لا نحفظ الإتفاق ..
ففي يوم قرر أحد أعوان الزعماء أن يضع صورة زعيمه في أعلى مكان في الغابة .. فشاهدوه الآخرين ، فقرروا العمل معاً ، فأنتشرت الصور وملأت كل الأرجاء .
وبعد مسيرة في أرجاء الغابة ، توقف القط الوحشي عن المسير ، وإلتفت نحو القطة نانا قائلاً :
ـ هذا قصر حاكم الغابة ..سوف أدعوك للدخول .
إستغربت القطة نانا وقالت : كيف الدخول ، والطريق اليه محاط بالحرّاس !؟
الى اللقاء في الحلقة القادمة...
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟