أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 5)














المزيد.....

حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 5)


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 04:33
المحور: الادب والفن
    


في زمن من حياتي ، كانت لي أيام قد منحتني غلفة صفة الإنسان ، أو كما كنت أظنها قد فعلت ذلك ... وهي أيام استطاعت أن تحمي نفسها ولم تتسلل اليها الظلمة بعد أو يغتصبها الشر ؛ ولكن كم كان عدد تلك الأيام ؟ ولكن لا توجد غرابة لو قال أحدنا - ممن عاش في ذلك الزمن المسروق – لا ادري !! فقد كان زمن مسروق لأجل التفكيرالهامشي في الأشياء ، دون الولوج في التفاصيل ، لكني لازلت أتذكركيف سُرقت من حياتنا ، تلك التي نسينا عددها ، ودون أن نعلم .
فأنا أتذكر ومنذ زمن كان بعيد ، قد غفوت مع أقراني في مدينة صغيرة ، مدينة تشبه الحلم في المنام ، لاتعرف متى تستيقظ، وإن إستيقظيت لا تتذكر حلمها لذلك فهي كانت مدينةالمتناقضات ، فإسمها لا تشبه كنيتها فالإسم مشتق من طبيعة تكوينها ، والكنية من أفعال سكانها ، فهي تسمى " شطرة " , ولك أن تتمادى في التفكير لماذا سميت بهذا الإسم ، ولكن دعني أحاول وأنا ألملم أفكاري لأقول لك لماذا تكنت مدينتي بـ "موسكو الصغيرة " .
هل علمت معنىً آخر للتناقض غير هذا !؟ فمديني التي تنتمي الى مدن الجنوب في العراق ، قد أخذت كنيتها من عاصمة دولة تنتمي لعالم آخر لا يشبه عالم مدينتي ، ولكن لتلك الكنية اسبابها ...
كان الشيوعيون ، وهم ممن إنتموا الى الحزب الشيوعي العراقي ، يمثلون الأغلبية من سكان المدينة مما جعلوا الحياة الإجتماعية والثقافية تختلف عن باقي المدن المجاورة ، لذلك كنت وأنا صغير أرى منظر الصحف وهي تباع في المكتبات ، او أرى الرجال وهويحملون (جريدة طريق الشعب) ملفوفة بأيديهم ، أو أنظر وأنا أمر بالقرب من مقاعد المقهى على أحد رواد المقهى وهو يفرد جناحي الجريدة لأجد عنوانها الأحمر يشير الى طريق الشعب .
كان فعلاً طريق قد سلكه هولاء الرجال ، ليجدوا فيه ضالتهم التي قادتهم الى الهدوء والإنصياع الجميل لمعرفة كيف يكون غدهم الذي أراده أن يكون .
كما لازلت أتذكر كيف كانت مدينة الشطرة ذات يوم .. فقبل أن تشرق الشمس ويستيقظ البعض الباقي من سكان المدينة ، كانت هنالك صيحات أطفال فرحة ـ وهم ينادون على آبائهم ـ تمتزج مع هدير محركات السيارات المتوقفة طابور على إمتداد النهر الذي شق المدينة الى نصفين ، ولو سألت أحدهم الى اين الذهاب ؟
سيكون الرد : الى (البر )... الى الجانب الاخرمن أرض العراق ، قرب حافات الأهوار حيث يقام هناك مهرجان للفرح .
كان المهرجان بمثابة تعميد لولادة جديدة للحزب الشيوعي العراقي ، أو حزب الشيوعيين كماكانوا يسمونه في مدينتي ،(مدينة الشطرة ) ، ولكوني كنت صغيراً ، لازالت خيوط الذاكرة تحمل أجواء ذلك المهرجان .
في ذلك المهرجان قد سمعت كلمات أغاني لم أسمع بها من قبل ، كلمات تجعل الفرح حقيقة في متناول الجميع ، وحلم باستطاعة أي إنسان أن يحلم به .
في ذلك المهرجان ولأول مرّة شاهدت أطفالاً يتصرفون كالكبار حين يعتلون مكان المسرح المقام هناك لتأدية ما كلفوا به ، ولوا تركتوا أولئك الأطفال لاعمارهم تكبر مع الزمن لكانوا وكنّا غير ما هو عليه الآن من الضياع ... ولكن زمن الضياع قد إبتداً ، ودون أن نعلم أعلن ساعة الصفر .
لم أكن أعرف إن الموت يأتي خلسة حتى أدركت ما آل اليه حالنا ، فعالم الموت يمهد كثيراً لإستضافة مدعويه ، لأن مانعيشه اليوم هو عالم الموت بحد ذاته .
ثمة بوادر لظواهر بدأت تظهر ، وقد بدت للوهلة الأولى إنها مفيدة ،ففي ظاهرها حب الوطن والأرض وباطنها كان أمراً قد دبر بليل حالك الظلمة ، لأن الزمن في هذا الوقت ، كان زمن السبعينيات ، والبادرة التي بدأت تتكون هي (الأتحاد العام لشباب العراق ) ، وتلك البادرة سرعان ما نمت وأثمرت طلائع وفتوة ، وأطفال منبهرين بالملابس الزرقاء وأحذيتهم الرياضية .




#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل وبعد زمن( تفسيرالأحزان)... من أين تأتي هذه الرياح ؟
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل 11)
- البحث عن السر (الحلقة الثالثة )
- أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 9 و10 )
- أسوار مملكة السر(الفصل 7 و8 )
- أسوار مملكة السر (الفصل 4 و5 و6)
- البحث عن السر (الحلقة الثانية )
- البحث عن السر (الحلقة الأولى )
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (4)
- أسوار مملكة السر ( الفصل الثاني والثالث )
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (3)
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل الأول)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (2)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 5)