أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الغالبي - أسوار مملكة السر (الفصل 4 و5 و6)















المزيد.....

أسوار مملكة السر (الفصل 4 و5 و6)


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصل 4
حمدان شاب تربى في بيت أبي فاضل ، كان فتى غر عندما تركه أباه أثر وفاته حينها تكفل أبو فاضل معيشته .
يكمن عمل حمدان اليومي في اعداد القهوه على موقد للنار عند كل صباح...حين جلس حمدان هذا الصباح في مكانه المعهود قرب موقد النار, بدأ عمله المعتاد ، تهشيم حبيبات القهوة الشقراء المائله للحمرة بقضيب حديدي ثقيل بالنسبه لذراع اليد , ولكن بحذر شديد واتقان,حيث كان يحاول أن يجعل القضيب الحديدي يخترق فوهة الأسطوانه المسماة"الهاون" , محدثا ضربات أيقاعيه,يكملها عادة بطرق على حافة الهاون يصدر عنه صوتا يشبه قرع الأجراس في الكنائس,وكأن ما يحدث هو دعوه لمراسيم شرب القهوه .
اقترب أبو فاضل من باب "الربعه" المنخفض ,وكأن مصممه أراد من الداخل أن ينحني , ولكن أبافاضل لم يكن لينحني اذ كان يدخله بطريقة ,وكأنه يزحف زحفا...
بدأ الرجل الواصل لتوه مدخل المكان بالنداء قائلا:
-حمدان قم وانجز عملك .
قفز حمدان من مكانه وأنجز عمله فأصبح أبو فاضل الآن في مكانه الذي اعتاد الجلوس فيه ,عندما استقر به الجلوس ,اتجه بوجهه ناحية حمدان قائلا: ياحمدان...أشعر ..انك لم تكمل عملك لحد الآن .
حمدان قرب الوقد قائلا:ابشر ياعم ,لقد أعددت القهوة قبل طلوع الشمس ,ولكن الذي تسمعه من طرق هو تحضير لقهوة المساء .
قال أبو فاضل وهو يمسح لحيته الموشحة بالبياض بكف اليد اليسرى:
-أحسنت ,اذن أعطني فنجانى من القهوة ,حتى....حتى أتمكن من تدخين سيجارة التيغ خاصتي .
الفصل الخامس
الآن...الحاج ياسر في طريقه الى دار صديقه الذي دعاه , انه يشعر دائما بأنه صديق حميم ,بل يكاد يكون صديقه الوحيدلأيام الشباب وهم الآن يقتربان من مرحلة الشيب ,ذلك الشيب الذي إعتمر به الرأس وبدأ يطرز اللحى .
الحاج ياسر يكاد يقترب من دار أبي فاضل ,اتجه نظره الى الدخان المتصاعد من ذلك المكان والذي طالما عشقه ....ذلك المكان الذي يتطارح فيه الأفكارمع صديقه , فيضحكه كثيراً , ثم يحتسي فنجان قهوة أو أكثرمن التي يعدها حمدان ........كل هذا بمثابة العمر الجميل بالنسبة له .
كان يخطووهو يشاهد الدخان المتصاعد يعلو بعد أن أستطاع النفوذ من الفتحات العلويه لسقف الربعه .
في داخل الربعه ...كان حمدان منشغلا بعمله ,والرجل الأعمى يستلذ بتدخين سيجارته , فإرنفع صوت نداء من الخارج: يا أبا فاضل ... يا أبافاضل.
انتبه أبو فاضل للنداء ,فهو يعرفه ,عندما يصيح بأعلى صوته...انه الحاج و ولقد حضر.
أوعز لحمدان بأستقبال القادم ...لم تدم مدة الأنتظار طويلا,بل الحاج ياسر, وكعادته عندما يحضر, فأن الفكاهة تتقدمه خطوة .
نظر الحاج الى الجالس ,وراح يتمايل برأسه الى الجانبين , ثم قال: لابأس عليك ان كنت لاتزال حيا... علت ضحكة من ضحكات الحاج... ثم أردف قائلا:
- ظننت في حينها عندما أخبرني ولدك فاضل,انني أجدك في عداد المحتضرين لكنك تبدو كأفعى صحراء تقاوم الصعاب .
اقترب الحاج وألقى السلام: السلام عليكم...أجاب الرجل الجالس,وفي صوته حشرجة , حين رد السلام , اتخذ الحاج مكانا له قرب صديقه وبدا قائلا:
- كيف الحال أيها الرجل الطيب ,أي أمر هام ذلك الذي جعلك ترسل لي رسول والنهار على وشك أن يبدأ؟! انشاء الله أن يكون قدومي على خير .
وبعد أن أكمل الحاج شرب فنجانه الأول ...أردف الحاج قائلا :خيرا انشاء الله ؟
وبمعضٍ شديدٍ قال أبو فاضل:
- من أين يأتي الخير ؟!
نظر الحاج أمامه,كأنه لايجد جوابا يقوله, لكنه يحاول العثور عليه ، وبأستغراب قال:
- من أين يأتي الخير!! يأتي الخير من الله وأنت تعلم ذلك.
وبسرعة في كلامه.قال الحاج: وما بالك بعبادٍ قد بدلوا الخير شراً ؟!
وبهدوء يتخلله التوسل ,قال الحاج: يا أبافاضل...افصح عن الذي تخفيه إن كنت تريد الراحة لي .
وبنفس الامتعاض عاد أبو فاضل يقول :
- دع ابن أخيك يبتعد عنا بشره الى أقصى مكان .
قال الحاج برويه: بالله عليك إلا أفهمتني .
أطرق أبو فاضل قليلا ,ثم بدأ يسرد حديثا,وصديقه الحاج يسمع ,وحينها بدا مستغربا والحيرة باديه على وجهه..... ملامح ذلك الوجه تكشف الأسى الذي دخل في نفس الحاج ... ماذا سوف يقول , وماذا سيفعل, تلك هي الأفكار التي بدأت تتقاتل في رأسه .
نظر الحاج بوجه صديقه المتكلم ...وبدأ متحدثا مع نفسه : لولا العمى الذي أصاب عينيك لكنت الآن في فضيحة الخجل , حين تكون تراني أتخبط في شباكها...
بعد أن غادر الحاج, انخرط أبو فاضل في دوامة دائرة اللوم ، بعد أن تمادى في ايضاح قلقه بشأن ما حدث وكم تمنى أن يكون الحاج مدركا لما قصده من حيث انه كان بحسن نيه.....لكن أبو فاضل تذكر كلمات الحاج قبل أن يغادر حين قال: اطمئن , كل شيء سوف يكون على مايرام , عندئذ أيقن انه ذلك الصديق الذي عرفه.

الفصل 6
حين بدأت الشمس ترتفع في السماء ,وتحاول أن ترسل أشعتها,ولكن بخجل وهي خلف الغيوم...... خرجت (حليمه) من دارها... الى أين ؟ .
كانت قاصدة فيها دار ذلك المزارع الذي يعمل في حقول الرز خاصتهم ..رفعت رأسها, وعينيها ترقب السماء...تمتمت قائلة :
ـ أن الصحو لم يزل بعيد .
فأمالت بوجهها عن تلك السماء الملبدة بالغيوم , ثم بدأت تبصر من بعيد ذلك المزارع"أبا كامل" , حيث بدى مشغولا بأمر ما , اقتربت حليمه من فناء داره , وراحت تراقب ما يفعله هذا الرجل ......استغلت لحظات انشغاله في اصلاح ما أفسده الدهر لتشاهد حالة من البؤس تغلف محيط بيته, لكنها تكاد تكون حالة كل البيوت .
بدأت حليمه تردد كلامامسموعا مع نفسها قائلة:متى يتوقف هذا الضياع , ولماذا هذا الألم ,بيوت من طين, سقوفها من القصب وغدر الأيام كثير.
كنت أنوي اخبار هذا المسكين بضرورة أن يجعل محصول الرز في مأمن من خطر الـــ.... .
لم تكمل كلامها.... نظرت حليمه ثانية نحو السماء,فأردفت قائلة: الأمطار...نعم ,فالسماء لازالت تحمل الكثير.
الشمس لازالت مستمرة في الأرتفاع ,وباصرارعجيب,رغبة منها في أن ترسل أشعتها رغم كثرة الغيوم والتي تحاول أن تفسد تلك الرغبة.



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن السر (الحلقة الثانية )
- البحث عن السر (الحلقة الأولى )
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (4)
- أسوار مملكة السر ( الفصل الثاني والثالث )
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (3)
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل الأول)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (2)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الغالبي - أسوار مملكة السر (الفصل 4 و5 و6)