أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 12 و13














المزيد.....

أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 12 و13


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 18:35
المحور: الادب والفن
    


الفصل 12
من بين الطرقات الضيقة التي تخترق بيوت القرية القريبة من مسكن ابيه ,أراد فاضل أن يجد أقصر الطرق للوصول ,حتى يتمكن من التاكد من حقيقة الخبر الذي تناقلته ألسن العائدين توا من مشاهدة الحدث .
بدا راضي ، وهو يحاول اللحاق بصديقه فاضل الذي يسبقه بعدة أمتار , وكأنه يرتجي منه أن يخفف السير قليلا ,حتى يتمكنا من الوصول معا ,ولكن فاضل بدأ يحثه على السير , وهو يقول ودون أن يفقد السيطرة على معدل أنفاسه : اسرع ياراضي ...أريد أن أصل الى المكان قبل أن يمتلأ بالوافدين .
قال راضي من خلفه , وقد انقطعت أنفاسه وراح يلهث : ماذا؟! هل أنت تخشى أن لاتجد مكانا تجلس فيه ,أم أنك تخشى الآخرين ,لرؤيتهم انهيار عاطفتك أمام عمك فهد !! .
قال فاضل : وهل تظن العم فهد لايستحق أن أظهر له مكنون العاطفة الصادقة ؟.
قال راضي : لا , لم أقل هذا ... بل ما أريده منك الآن أن تظهر عاطفتك نحوي ,ليس كثيرا ,بل القليل منها ! لأن أنفاسي تكاد تنقطع ! .
التفت فاضل نحوه وهو يبتسم قائلا :اسرع ولا تتكلم كي لاتنقع أنفاسك.
وسط الحاضرين ,وجد فاضل طريقه نحو العم فهد ,فيما ظل راضي واقفا عند باب الربعة ,يتأمل ذلك الجالس بقرب أبي فاضل , انه الذي يرتدي ملابسا تميل الى السواد ,ذلك الذي يضع على رأسه حجابا يكاد يغطي شعر رأسه وحافات وجهه تاركاً لعينيه الإستفادة من قدرتهما على استيعاب كل زوايا الصورة التي تكون أمامه .
بدى راضي مترددا وهو يردد في نفسه قائلاً : هل أتقدم لمصافحته ... مثلما فعل فاضل وقد سبقني ..أَم أنتظر حتى يدعوني اليه , فهو الآن يمكث في الديار .
الفصل 13
حين أقبل الليل ، جلسا متقابلين , بينهما موقد من النار ,يكاد شعاع ألسنة لهبه تضيء المكان وينعكس على وجهي الآخوين وبقربهم ذلكم الصديقين حيث راضي يجلس قرب فاضل ,يستمعان لحديث غير كل الأحاديث, حدث ذلك بعد أن انفض الجميع ولم يبقى سواهم .
سأل الأخ الأكبر : كم مرة اشتقت بها الى الديار ؟
أجابه فهد :كثيرة هي المرات , ولكن !
الأخ الأكبر : ولكن ماذا يافهد ؟
قال فهد : هل تناهى الى سمعك يوما ,ان الأنسان قد يكره أحيانا على فعل شيء رغم أنفه , فما بالك بالذي يبحث عن حقيقة الأشياء ,وتلك الحقيقة مبعثرة في أنحاء شتى , وربما هي مختفيةفي طيات الألم الذي يغلف أجسادنا المتعبة ....لذلك ياأخي , فأنا دائم الذهاب في كل الاتجاهات .
ان في هذه الأرض سرا,أحاول جاهدا أن أعثر عليه ,ربما أجده ... وربما لا ,أو يأتي غيري يحالفه ايمانه بوجود السر فيجده .
لو أردنا أن نملك الواسعة , لابد لنا أن نعرف السر .
في خضم الحديث الجاري الآن , وجد راضي نفسه بين نارين ! هل يظل على صمته , دون الخوض في ما يختلج صدره أم يحاول أن يخترق هذا الصمت , رغم علمه بأن هذا الاختراق ينتج عنه أشياء وأشياء ,هو لايعرف ماهيتها .
التفت راضي نحو فاضل ,فوجده منشغلا هو الآخر بحديث , يمكن معرفة أوله ,ولكن وجه الشبه مع آخره, يختلف تماماً .
كان راضي يتمنى أن يذكر فاضل إسمه أمام عمه فهد,وأن يتناوله هذا الحديث الجاري بشيء من الذكر .وبينما كان حاله على هذا المنوال من التمني ,أدركه فاضل حين سمعه ينطق باسمه قائلا :
ـ ياعم ...هذا راضي , حيث ارتضى لنفسه أن يكون خصما لي .ثم ارتضى بالضرر الذي سوف يلحق به من جراء الخصومة رغم أن غايته ليست كوسيلته, ولاتشبهها, لكنه أدرك أن التحدي لابد أن يمر عبر طريق التحدي .
أراد راضي الوصول اليك ,وتلك كانت غايته ,وكنت أنا الوسيلة.....هو اتخذ طريقا , قليلون من سلكوه لتحقيق غاياتهم النبيلة .....أظن أنه كان يدرك أنه سيفوز , وهاهو الآن يجلس بقربك .
ابتسم فهد بعد أن انهى اصغائه بحديث فاضل , ثم قال :
ـ لماذا ياراضي كل هذا ؟ رغم اني أقدر لك كل هذا ..اني أقدر لك اصرارك ياابن أخي أعرف أنك ابن حميد الأصغر .
صمت فهد قليلا بعد أن أتاه حمدان بفنجان قهوة .. أنهى فهد شربه,ثم أكمل حديثه قائلا :
ـ اعلم ياراضي, أن طريق معرفة ما تفكر به العقول ,طريق صعب , وسالكه يتعب كثيرا ان أراد السير فيه.اني أحاول أن أخترق الأفكار ,كما لوأنني كنت قد ضربت اناء قد امتلأ بأحجارمن الماس ,فتتبعثر أمام ناظري ثم أسال نفسي كيف يكون الأختيارـ فكل ألألوان متشابهة, وصغر الحجم كما هو كبره ليس قياسا ـ أحاول أن أجد الجواب...لقد مررت بقرب كل الأشياء ,ثم أستطعت أن ألمسها ,وحاولت التأثير فيها , دونها ما أنزل الله , لذلك أستطيع وبشيء من المقدرة التعرف على ملامحها ، عندئذ أستطيع القفز فوقها ودون الخوف من الوقوع



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة في حديث طويل ...أنا رجل (الحلقة 6)
- أعتراف...
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 5)
- قبل وبعد زمن( تفسيرالأحزان)... من أين تأتي هذه الرياح ؟
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل 11)
- البحث عن السر (الحلقة الثالثة )
- أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 9 و10 )
- أسوار مملكة السر(الفصل 7 و8 )
- أسوار مملكة السر (الفصل 4 و5 و6)
- البحث عن السر (الحلقة الثانية )
- البحث عن السر (الحلقة الأولى )
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (4)
- أسوار مملكة السر ( الفصل الثاني والثالث )
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (3)
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل الأول)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (2)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 12 و13