سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 20:20
المحور:
المجتمع المدني
الإهداء : الى اللذين يرغبون بالحكم ... مع التقدير .
سألتني طفلتي ماذا أكتب في كراس مادة الإنشاء عن الإنتخابات ؟
فقلت لها سوف أتكلم لك كلام ، فإكتبي ماتريدين .
فقالت : تكلم .
فقلت :
ليس صعباً أن تحكمني ، لو أخذت الأذن مني بذلك ، ولكن بشروطي ، وأول الشروط أن تأخذ الخبرة مني ، فليس مستغرباً أن تأخذ بعض خبرتي ، فأنا قد عشت من زمن طويل في هذه الأرض ،وإمتلكت سر معاناة هذه الأرض وشعبها ، وسر بقاء هذه الأرض وشعبها ،لأنني وبصراحة إسمي (مجرد مواطن عراقي بسيط ) .
فلو أردت التفكير أن تكون القائم على على حكم الرعية ، فتذكر إني كنت أنوي أن افعل أشياء ، لأنني ومنذ زمن بعيد قررت أن أحكم نفسي ، ولأنني تخليت عن هذا القرار لك وبشروطي التي وافقت أنت عليها ، فهل تستطيع أنت أن تحكمني ، بما أردت به حكم نفسي ؟
حين اردت انا أن أحكم نفسي ، أقسمت أن لا أخون أي خيانة ، ولا اسرق أية سرقة ، ولا افرق بيني وبين غيري إلا بالأسماء ، وأن لا أنام مرتاح البال دائماً لخوفي على نفسي من الغد أن لا يكون جميل ، وأن لا يتملكني الخوف على نفسي من الضياع تحت مقصلة الجهل بكوني إنسان ، وأن لاينهرني من تقوى بسلطة القانون، وأن أبقى طيلة حكمي لنفسي محافظاً على ما كنت أملكه فبل أن احكم نفسي ، ليكون ذلك نفس المقدار من الملك حين أخرج من ذاك الحكم ، وأن أرى كل أطفالي بنات وأولاد يدخلون في صف مدرستهم الذي لا يختلف عن الصف في المدرسة الأخرى ، حيث معلمتهم قد إرتدت أجمل الملابس وهي تستقبلهم بلفظة (صباح الخير ) ، وحيث يعودون الى بيتهم يجدونني وقد عدت من عملي ، وقد جلست أمهم بقربي تسألوني ، كيف كان يومك ، فيسمعونني أقول لها : الحمد لله كان يوم جميل ، فتقول هي ، ولما لا يكون ، وفي بلدنا الخيرالكثير .
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟