|
حان الوقت لنفتح الأوراق
سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 13:53
المحور:
الادب والفن
في أوائل صيف عام 2009 أعلنت قناة البغدادية الفضائية عن (مسابقة كبرى ) للدراما التلفزيونية والخاصة بكتابة النصوص للمسلسلات ، ودعت فيه كافة كتّاب العراق في الداخل والخارج على حد سواء للمشاركة في تلك المسابقة ، وعلى مدى ثلاثة أشهر ، إستمر وصول النصوص المكتوبة الى القناة عن طريق بريداليكتروني قد أُعلن مسبقاُ ، حيث وصل عدد النصوص المشاركة الى (92 ) نص تليفزيوني ، ومن الجدير بالذكر إنه لاتوجد قناة فضائية سوى قناة البغدادية قد قامت بهذا الجهد الجبار لنصرة الدراما العراقية . في هذه الأثناء (وخلال عملية الفرز )لم يكن أحداً من المشتركين ليعرف من من المحترفين سوف يكون حكماً في لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة إلا بعد مضي أربعة شهور تقريباً ، حين أعلن مقرر اللجنة وهو الفنان القدير بهجت الجبوري .. ان لجنة التحكيم تتألف من الكتاب المعروف (حامد المالكي ) والكاتب المخضرم صباح عطوان والمخرج التليفزيوني صلاح كرم ، ومخرج سينمائي حكماً ثالثاً ، إضافة الى مقرر اللجنة . في أول أيام عيد الفطر المبارك ومن نفس السنة ، أعلن الفنان بهجت الجبوري وبلغة (الأكشن ) ، وفي وقت متأخر من الليل ، نتائج المسابقة الأولية قائلاً : - إذ تم إستثناء (62 ) نص مشترك دفعة واحدة ، وبقيت تتنافس (30) نص تليفزيوني في المرحلة الأولي . وفي وقت لاحق و قبل حلول عيد رمضان بشهر قد أُخبر الكتاب اللذين لازالت نصوصهم المودعة عند لجنة التحكيم قيد المنافسة بواسطة بريدهم الأليكتروني ، حيث طلب منهم إكمال خمس حلقات من الأعمال التي شاركوا فيها ، ، وأنا كاتب هذا المقال كنت واحد من اللذين أُخبروا بذلك . لنعد ثانية الى مقرر اللجنة ... في المرحلة الثانية أُبعد (15) نص من أصل (30) نص ، ليبقى خمسة عشر نص يتنافس في المسابقة . ـ ومن جملة ما قاله الفنان الجبوري .. (ان الأعمال التي خرجت كانت غاية في الروعة ، وتوصي اللجنة بالتعاقد مع كتابها من قبل القناة ) . ** إذن الأعمال المتبقية سوف تفوق مستوى الروعة ولا أعرف تعبيراً لوصفها كيف ستكون ، وحين يتم إستبعاد عشرة نصوص أخرى ، فسوف تبقى خمسة نصوص ، لتكون هي الأعمال الفائزة بالجائزة وحسب ترتيبها الذي سوف يكون . ** أريد أن أقول كان الله بعون لجنة التحكيم ، إن كانت على مستوى عالٍ من الحرفية في التقييم ، لأن النتائج لم تظهر لغاية هذه الساعة . الكاتب حامد المالكي هو أحد أعضاء لجنة التحكيم ، ولا أعرف موقعه في لجنة التحكيم ، وكذلك الكاتب صباح عطوان بإعتبارهم من كتاب السيناريو في العراق ، رغم أن صباح عطوان الأقدم تاريخاً في هذا المجال ، ولكن لماذا هذا الإختيار من قبل قناة البغدادية ، رغم وجود كم ونوعية من الكتاب العراقيين ، أو حتى الكتاب المصريين اللذين لهم باع طويل في إحتراف كتابة السيناريو اللذين يمكن أن يكونوا أيضاً حكام في المسابقة هل لأنهم الأجدر دون غيرهم !؟. ** إن طريقة طرح الأفكار قد إختلفت في هذا الزمن عن الزمن الذي سبقه ، وكذلك كتابة السيناريو قدإختلفت هي الأخرى ، إذ بدأ الكتاب يبحون عن أسرار لكي يطرحون جملهم الحوارية ، إذ أن لغة الحوار المباشر قد إختفت في كتابة السيناريو ، وهذا مايمثله التفكير الجديد في طرح الأفكار في كتابة السيناريو ، وكثيراً من كتاب العراق قد إنتبهوا لتلك اللغة الجديدة وإستطاعوا العمل بها . حين يكتب كاتب السيناريو مشهد ما ، عليه أن يفكر الف مرّه قبل أن يكتب ، مبتدأ بجمله الحوارية ، ومنتهياً بآخر خطوة يضعها الممثل المشارك في المشهد . ** الكاتب حامد المالكي في مشهد من مسلسل (الحب والسلام ) : فتاتاة تتحدثان الى بعضهما البعض ، أحدهما قائلة : - مشتاقتلج حقيره . هذا ما يعبر عنه حامد المالكي في لغة الحوار ، وما قصدته الى ضرورة الإنتباه الى لغة الحوار ، إذ يمكن للكاتب أن يجد دون هذه الجملة الكثير من الجمل ، وهي تعطي نفس الغاية التي يريدها . وفي مشهد آخر من نفس المسلسل ، كتب حامد المالكي سيناريو لمشهد : قاتل (وهو الفنان أياد راضي ) يقترب من الضحية (رجل يجلس في سيارة ) بطريقة مفضوحة ، بعيدة كل البعد عن التأثيركونه جاء ليقتل (وهي طريقة قديمة يستخدمها لصوص المنازل )وليس قاتل يريد أن ينفذ جريمته في الشارع . وفي مشهد آخر لنفس المسلسل ، كتب حامد المالكي جملة حوارية ، وهي غالباً ما تستخدم في الربط بين المشاهد في معظم المسلسلات ، إذ كثير من الكتاب يستخدمون كلمة معينة ، أو سؤال في نهاية مشهد ، ليجيب عليها ممثل آخر في المشهد اللاحق . ولكن الكاتب حامد المالكي إستخدم كلمة بهذا المضمون في مشهد بزمن الفلاش باك ، ليربط بها في مشهد بزمن الآن ، وهذا الربط ، او الخلط غير مستساغ ، إذ يشبه خلط اللبن بالحساء ، إن جاز التعبير . كل هذه المقدمة ليس للتقليل من شأن أحد ، فالجميع يكتب ، والجميع يقرأ ويستمع ويشاهد ما يكتب ، والبقاء للأصلح . ولكن ... من يحكم على كتابات من إستخدموا كحكام على كتابات الغير ، كي يوضح للآخرين ، فربما في كتابات الغير ما يفوق من الحرفية ، كتابات الحكام ، وعندها يجلب أن يطبق مبدأ وضع النقاط على الحروف . لقد نقل لي تفصيلاً ما حدث أثناء عرض كتاباتي في السيناريوعلى مخرجين ومخرجات معرفين جداً ، ومدراء قنوات تليفزيونية ، إعجابهم الشديد بما مكتوب ، ولكنهم وبسبب المحسوبية بين( سين الصادي) و(عين الميمي ) يذهب كل شي بأدراج الرياح .
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مريضة العراق .. ليلى
-
من يملك حق تقرير مصير( أفكار) الكاتب ؟
-
خبر يأتي كل عام ..زائر بقرب قبر!
-
بربك قل ..من تكون !؟
-
كيفية الكتابة عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الو
...
-
أسرار ليلة شتاء ...
-
حكمَ .. فكان حكمه وهماً
-
الفصل 23 (رواية أسوار مملكة السر)
-
همس في الغابة (الحلقة الثالثة )
-
نظرية الصمت ... أول الطريق الى الديمقراطية .. أم هي المقبرة
...
-
لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!
-
همس في الغابة (ح2)
-
سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)
-
كلامُ كان مؤجل !
-
أسوار مملكة السر ... الفصل (19 و 20 و 21 و22 )
-
همس في الغابة -1-
-
منْ كان منكم معارضاً خارج الحدود .. فلا يرمينا بحجر.
-
حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (الحلقة 8 )
-
حُلمُي .. وحُلم -قاسم حول - يتشابهان !
-
اسوار مملكة السر (الفصل 15 و 16 و 17 و 18 )
المزيد.....
-
هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف
...
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|