أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد الغالبي - فكرة الخط الساخن ... ثمرة في الطريق الصحيح














المزيد.....

فكرة الخط الساخن ... ثمرة في الطريق الصحيح


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 20:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فكرة الخط الساخن ... ثمرة في الطريق الصحيح .
الى السيدة الكريمة : بيان صالح .. مع التقدير .
عندما كنت أرى أمي ، قبل أن تفارق الحياة منذ أعوام ، وحين كنت شاباً يافعاً ، وهي منهكة وقد خارت قواها في عمل تكاد تعمله كل يوم ، وعلى مدى سني حياتها التي عاشتها معي وإخواني ، ثم لم تجد في النهاية ما يميزها ويشير اليها كونها إنسانة أولاً ثم أم ، رغم أن بيت الشعر القديم لا زال يردد في (مهرجانات خذلان المرأة )
" الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراق " .
لقد رحلت أمي دون تاريخ يذكر لها ، لأن المجتمع تعود أن ينسى النساء بعد الممات مباشرة ، فقد ورث بعض الأشياء مفاد فكرتها إن ( لا عزاء في النساء ) .
تلك هي نظرة مجتمع ، يحاول الآن أن يسير في طريق الديمقراطية .

عذراً سيدتي " بيان صالح " ولأن همومي كثيرة ، لم أستطع الرد مباشرة على التنويه الذي وصلني عبر بريدي الألكتروني حول فكرة الخط الساخن ، ولكونه عمل إنساني لأنها حلقة لسلسلة عمل يستحق الإعجاب والتقدير ، ، فما بال أحدنا حين يكون مهتماً الموضوع أساساً يخص بالمرأة .
منذ زمن طويل ، والكلام عن حال المرأة يكاد يكون آخر حديث يتم التعامل معه ، مما يخلق في التفكيرالجمعي للمجتمع ، يكاد يكون موحد ، بأنها مخلوق ثانوي ، أو غير مهم في التعامل معه بندية ، وهذا الشعور أوجدته عوامل عديدة ، إبتدأت منذ أن تكونت فكرة أن قيادة المجتمع لابد أن تكون حصراً بالرجال .
لو إستمعنا الى نشرات الأخباراليومية ، أو في لقاءات البرامج التلفزيونية ، لوجدنا أسماء الرجال التي تذكر مقارنة بالنساء ، ستكون نسبة محبطة بالنسبة للنساء ، وهذا الأمر لم يتم التنبه له من قبل النساء قديماً ، ولا في الوقت الحاضر .
حين تخرج البعض من النساء للمطالبة بحقوق لهن ، لم يكن في بالهن بأن تلك الحقوق هي أساًساً لهن ، وسوف يتمكن من تلك الحقوق دون تكبل عناء المطالبة ، لو عملن بالشكل الصحيح لإسترداد تلك الحقوق .
إن أساس العمل الصحيح ، يبدأ في النشأة الأولى لتربية الأطفال ، وهي تربية النساء لأطفالهن وتعليمهم ، كيف أن الأم هي الأساس في البيت وفي الشارع ، وفي المدرسة ،وفي المجتمع ، وكيف يكون الحب والحنان مرتبط دائماً بالأم ، وبنشوء ذلك الجيل المحب والمقدر لجهود الأم والتي هي المرأة الأولى بين النساء ، تبدأ المرحلة الأولى في مسيرة العمل الصحيح .
يبدو أن العمل بهذا الصدد يكاد يكون صعباً ، وهو كذلك ، ولكن الأصعب ، هو ترك الأمر على حاله دون بذل الجهود من المراة أولاً ، على إعتبار النهوض يبدأ من الشخص المعني ، لذا على المرأة أولاً أن تتعلم كيف تقود نفسها ، وبيتها ، وإن فعلت ذلك ، فسوف يكون قيادة المجتمع أسهل بكثير .

سيدتي :-
أثناء تجوالي في مناطق الجنوب ، وبالقرب من بقايا الأهوار ، أرى في مايشبه ( بقايا نساء ) وفد أتعبهن الزمن الذي يعشن ، فمعيشة المسكن الذي يسكن به ، لايشبها معيشة إلا العراء ، حيث لا ماء نظيف ، إلا مايجود به (وبثمن ) أصحاب سيارات الخزانات ، ولا يمكن معرفة مصدر المياه الذي يسقون منه ، ولا تيار كهربائي ، ينير ظلمة الليل ، ويطرد ناموس الصيف المدمي ، وكل هذا حصل نتيجة للإهمال الطويل الذي رافق حياة المرأة .
كان زمن الدكتاتور ، هو الزمن الذي إمتهنت فيه كرامة المرأة ، وقد أرخ ذلك الزمن الى الإنتكاسة الحقيقية ، رغم صوت الإعلام السائد آنذاك المعبر عن لتطورالحاصل (زوراً ) في مسيرة المرأة .
ففي تسعينيات القرن الماضي تعرضت النساء في العراق الى حملة إبادة ، ففي ليلة من ليالي صيف التسيعينيات ، أذكر كنت ماراً في إحدى مدن الجنوب ، وقد أستوقفني جمهرة الناس ، فسالت عن السبب ، فقيل لي ( إن نساء سوف يتم جلبهن الى هنا ، في هذا المكان ، ليتم ذبحهن على أحد سيافي فدائيي صدام ) .
وكم ، في( أهوار ميسان )، تعرضت النساء الى الإغتصاب ثم القتل على يد (رجال ) من الحرس الجمهوري التابع لجيش صدام آنذاك ، ثم تشريد عدد كبير من نساء الأهوار مع بقية عوائلهم ، ليسكن في مناطق متفرقة من العراق ، ثم ليقاسين صعوبة العيش والفاقة .
كانت الماكنة الإعلامية الكبيرة التي يديرها النظام الديكتاتوري آنذاك ، لها الأثر على حجب معاناة المرأة كي تظهر ، حين ساهم كادر متخصص من النساء القياديات وكتاب صحف مأجورين في التعتيم على تلك المعاناة ، يقودها صاحبهم الكبير (الدكتاتور المنهزم ) الذي لا يتوانى في إظهار إهانته للنساء ـ حين ذكر مرّه بطريقة اإستهزاء قائلاً : (على النساء أن تستحم ضعف الرجل في اليوم الواحد ) .
سيدتي بيان صالح :-
كم الآن أتمنى أن تكون ورشة عمل الخط الساخن التالية في مكان بالقرب من نساء الأهوار ، لكي يتم الإطلاع ميدانياًعلى واقع الحال الذي يعشن ، كيف يربين أطفالهن ، إنهن الآن لا يعرفن معنى التربية كيف تكون ، وهذا ليس ذنبهن ، هن الآن لا يعرفن كيف تكون الأسرة ، وكيف يكون المنزل ، فهن من الصباح يخرجن ويعودن في المساء ، لتأدية شيء يسمى عملاً ، ولكنه ليس كذلك .
كيف يمن القول إن بلد سوف يتقدم ، وحال جزء كبير من النساء على وضع من البؤس والحرمان ، وهذه النظرة وإن تكن غير متفائلة ، ولكنها التنبه الى وضع أخطر لانريد له أن يكون في المجتمع العراقي ، ثم أن النهوض المجتمع عندما يراد له التقدم والتطور ، علينا أن نبدأ بالجميع ، ليكون الجميع في مسيرة التطور الذي ننشده .
أتصور إن الزمن الذي يحيط بنا قصير جداً ، لذا علينا أن نمتلك الإصرار لإمتلاك الزمن كي نعمل مسرعين كأشخاص ومنظمات إنسانية لنهوض بواقع المرأة ، ومن خلال الخطط البسيطة والغير معقدة ، والتي من شأنها النجاح السريع ، لا جلب خطط الشعوب الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال ، ففي خططهم نجد الصعوبة في التطبيق ، لأنهم لا يفهمون حالنا كما نفهمه نحن ، ولكن يمكن الإستعانة بأدواتهم ...... وأخيراً سيدتي تقبلي كل التقدير .

سعد الغالبي
أهوار الجبايش في الناصرية



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلام حر
- حان الوقت لنفتح الأوراق
- مريضة العراق .. ليلى
- من يملك حق تقرير مصير( أفكار) الكاتب ؟
- خبر يأتي كل عام ..زائر بقرب قبر!
- بربك قل ..من تكون !؟
- كيفية الكتابة عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الو ...
- أسرار ليلة شتاء ...
- حكمَ .. فكان حكمه وهماً
- الفصل 23 (رواية أسوار مملكة السر)
- همس في الغابة (الحلقة الثالثة )
- نظرية الصمت ... أول الطريق الى الديمقراطية .. أم هي المقبرة ...
- لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!
- همس في الغابة (ح2)
- سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)
- كلامُ كان مؤجل !
- أسوار مملكة السر ... الفصل (19 و 20 و 21 و22 )
- همس في الغابة -1-
- منْ كان منكم معارضاً خارج الحدود .. فلا يرمينا بحجر.
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (الحلقة 8 )


المزيد.....




- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد الغالبي - فكرة الخط الساخن ... ثمرة في الطريق الصحيح