أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - المدنية .. وحلم الفلاح قصة قصيرة














المزيد.....

المدنية .. وحلم الفلاح قصة قصيرة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


-لعين ذلك اليوم الذي قدمت فيه .. الى هنا
لملم صرته وكومها تحت راسة المتحجر ببؤبؤعينيه نحو الباب الخشبي المعتق . الليل حالك وامطار الصيف بقطراته الكبيرة وحبيبات الثلج المتخللة لها لم تتوقف بعد , اسبوع في صنعاء مضى – الشوارع ممتلئة بالطين , لم يشاهد انسانا يمر دون ان يكون قد حضر سرواله الي الركبه . مزيج السيارات ذات الالواان المتنافره , القديم منها والمكيفة كانت تتسابق في استعراض وقفتها على جوانب الطرق ومداخل الازقة لتعطي منظرا ساحر لطبيعة المدنية .
باصابع مرتعشة يصب كاسه الرابع بعد ان ازاح علب السردين المتناثره بجواره . فجحط عيناه في السقف وقد حيكت صفرتها بلون وجهه المثخن بالدماء الـ .... و .. ....
- اّ, اّ , .. القرية ..
زمن في المدنية التي طالما حدثه عنها الرفيق حليم , وانه سيكون له شأن فيها , كان يأمل حصوله على عمل بعد بيعه قطعة ارضه الصغيره , ذلك الارض التي تاخذ اكثر مما تعطي – الي متى ابحث عن عمل , سته اشهر انتهى فيها كل ما نملك . المشكلة ليس الطفر بالنسبه لي .. الـ .. لكن ستفعل ام احمد , ليس لديها الان غير البقره .
فلاح .. ولكنه لم يكن عادياً, كان مثقفاً , كثيرأ ما كنا نسمعه يناقش في الاقتصاد , بالتحديد في الزارعه , وكيف المدنية متطورة بالنسبة للريف المتخلف .
وفي يوم من مناقشاته كان يقول منفعلا نحن الثوريون يجب ان نرفض الواقع .. انتم تفهمون ما اقصده , بالطبع فالدولة يجب ان تكون للكادحين .. للفلاحين . اتدرون لماذا ؟ لانهم الغالبية .
هيأ نفسه لتحقيق الحاجة بمجرد ما يدخل المدنية – سمع بوجود ناس كثيرون من يحملون نفس فكره , ليس ذلك فحسب , كما قال ذلك الثوري في الجامعة بل الدولة ايضا ... سيكون له مركز كبير . هذا ما قاله لزوجته حسنية اثناء ما كانت تعقد له شوالة اللبس والمأكولات التي ستذكره بهم – كانت تعتقد اسبوعا او شهرا على الاكثر – هو بعض من الوقت , ويصبح زعيما .. ان شاء الله . لماذا تحاربه القرية ؟ الانها متخلفه ؟ وبما انه يفهم باقتصاد المدنية ليس بعيدا يجعلونه وزيرا للاقتصاد والتخطيط . سيملك بيتا كبيرا وسيارة , بل سيارات . سيرسل لتلك المراه الطيبه حسنية ان تاتي لقصرها . اما احمد واخواته لن يدرسون الا في المدارس الاهلية فالحكومية ما زالت متخلفة تحتاج لتطورها الي شخص مثله يكون قادرا على تحقيق ذلك , بالطبع لن يستطيع ان يكون اقتصاديا وتربويا في نفس الوقت ولكن لا باس في استشارته .
- لا تبعي البقره بل اعطها لجارتنا ام سعيد , فقد هدها الزمن وهي تربي اولادها . شهور والسنة تقارب ان تتنتهي – صحيح وجد عمل كطباخ في احد المطاعم لكنة عمل لا يليق كم تافه مهم وغيره مالك – لو تتصور حسنيه كم هم ادنى مني – هراء اولئك المبنطلين الذين يسرقون الملايين بمجرد تخرجهم من الجامعه و وهذا غير المعممين اصحاب الزمن , الذين كنت انت ايضا تسخرين من غبائهم وتخلفهم – عاده كذالك لو تشوفي العسكر انهم اكثر من الكلاب في القريه , من ركب نجمة تزبط على الناس – تصوري انهم مسئولون هنا .. ايضا .
احمر وجهه ولم يكن قادرا على ان يعي من مذا يتبلل عنقه , هل هو عرقا , ام فيض دموع تتساقط من عينه الزجاجية التي ضاقت ولم يكن يظهر منها سوى حركات الرموش النرتعشه المكسوه بسائل لامع ينعكس عليها ضوء القنديل الخافت و المعلق وسط الغرفه الرثه ضيقة الزوايا على ارتفاع متر ونصف كتب كثيرا لها , وفي كل مرة من بعد ارتحاله عنهم كان يقول : ضروري سيعرفون يوما بوجودي . سيرسل سيارة فاخره تقلها والاولاد من القريه . سيقف كا ابناء القريه يشاهدونك , والاطفال يصفقون , ستشعرين بالزهو – تحمل , فبعد الضيق فرج - تدبري امركم , سنسدد كا ما علينا من ديون , وسيفخر كل من ساعدكم , فانت ستكونين زوجة اهم رجل في البلد . سنة ونصف , اربعه , كان قد نسى كل شي خلال تنقلاته في بيوت الطلبه من ابناء القريه , ليس له مسكنا , من اين ياتي بالايجار . ملعونة بلد تخنق قدرات ابناءها لا نرى الا قبائل جاهلة واسرا امامية , بل وقطاع طرق يتبادلون المواقع بين الماليه والخارجية ... وبلاط العسكر اللا ينام متاخرا بعد لعب الورق (البطه) وحتى يحين الوقت ظهرا , يذهب الى المقهى قرب الجامعه و عساه يجد هناك من يدبر الغداء – وان كان صعبا الحصول بعد ذلك على قليل من القات .. السوطي !!.....



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر لندن - مكشاف عورة العقل السياسي اليمني ( الجزء الاول )
- صنعاء .. أتا ... والرقص البحري نثر شعري
- الشتاء . . البلاد نثر شعري
- تعب المدار نثر شعري
- زمن . . بلا نوعية قصة قصيرة
- ليس للجنوب ان ينتظر الشمال
- جامعة تعز . . مسار للانهيار
- الراقص قصة قصيرة
- حوارية .. اصدقاء في التجرد قصية نثرية
- جيش.. وعكفة ...... صحوة لذكريات الطفولة والمراهقة
- ليس للجنوب أن ينتظر الشمال
- الحداثة والمعاصرة العربية يبن الوجود الممكن.. والوجود الزائف ...
- الحداثة والمعاصرة العربية بين الوجود الممكن.. والوجود الزائف ...
- منظور البناء الاتساقي ال (نقد- استقرائي) في عمومية (البنى ال ...
- قراءات في المنهج ( تعقيب نقدي.. على رؤية تنظيرية )
- الترميم.. نهج العقل الكسيح
- جرس يقرع.. من يفهم؟
- اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 9 ) مغالطات ا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (10 ) عولمة الن ...


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - المدنية .. وحلم الفلاح قصة قصيرة