أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 15:58
المحور:
الادب والفن
تعـب المدار من اللغة السائدة حين ترادف المعنى في كل دورة ..لملايين
من أناس فاقدين متاعهم من قرون ماضية - كان التواصل مشروطا بفقدان
الذاكرة ،والاجتماع يعرف بأعداد غفيرة من الصبية.. المتناسلة في حدود
المكان وحرمة الاقتراب من الدماغ - حين يهيئ لسلطان الكتابة وفي الوجود
يرفع الصوت أو يصور الوطن امرأة معشوقة تمنح امتلاك المتاع للمتعبين
يشغلهم .. حق للانتمــاء .
تعــب: قال في نفسه - يدور من بيت لبيت ، من زمن إلى فـرد فـفـرد
يــقرأ في فنجان القهوة .. تارة أو في الكتب المتناثرة على الرفوف ؛ في
في مقهى الحالمين من الشباب العاطلـين وبين أسوار القصور المحدثة - دون تعب .. يقرأه العرافون - في السر في بلاط الملك وفي منعطفات الحــواري
الضيقة عند بيوت الطين الحانية ظهرها عند ثكلى تحوم حولها أطفالها الجوعى
.. كالذباب - كان زوجها قد أرسل إلى المعركة . . معركة كاذبة. . ومـــات
لم يأتها ظله من زاوية الذاكرة ، لم يأتها سوى الخبر .. دون جثة .. وكلمـة
شكر للبطل من مرسل صافح ابنها وأسرف في الكلام ، صرف وعودا - ذاتها
في كل البيوت .. والأزمنة - حتى يفقد روابط الجمل .. يكرر تمجيد مغدور
البطولة ؛ يربت على رأس الصغير ويرمي على عجالة ظرفا نحيلا علــى
المنضدة - يغادر كما لم يكن من قدم .. حزينا من برهة على ضياع البطــل !!
ظللنا نحفر .. نحفر في الجدار- لم تكن صلدة - ولا قلاعا تحجب الضوء
.. والريح ؛ لم تكن لنا تعاويذ تقهر الحلم ؛ أو أساطير تحنط من في المكان ، لم نكن أوعية محنطة في المكان أو حشرجات تتلاشى مع طلوع الضوء - لم
نكن كما وصلنا إليه - ظللنا نحفر .. نحفر .. ولم يأتي الصباح !!!…
لم تأتي حكاية مغايرة - ذات الكلام؛ ذات الجموع المتوالدة في الظلام .. وذات
المسار - تعبت يا صديقي .. حين أقرأ قصيدة طــه يعكس الألم ، وأسمع أن
سعدا طريح .. وعنه تلاك الحكايات في المجالس ، بينما عقدا تتوه نوران في الأروقة بحثا عن وظيفة ؛ وملاك قطع الفاسدون عنها طريق التفوق .. حتى يكون
كل يوم تالي .. موت صديق .. وشيوع البكاء - من الغلاء - من بيت لبيت - كل
يوم يا صديقي تفتقد الذاكرة …. وندور في الفراغ - إنك يا رفيقي حالما ..
كضعفي ، تظل تنقل صورا مجردة في الزمن .. في بيتنا ونحن معك نؤمن
بخرافات لم تتحقق منذ ألف عام ؛ وظللت أبحث عن إرادة أوهمني بها أبي
فتمضي السنون وأنت جواري - لا تنطق بمخرج حرف . . أو يزيد - من يزيد -
فأدرك عند خطوتي الأخيرة .. أني لا أكون .. في الوجود سوى رحلة آسنة لدى
النائمين ، فتبكي علينا بحسرة وأدرك أني عبرت أرض يباب تفقد الذاكرة بعد
وجبة للغذاء ؛ وبعد كل صلاة تطلب المغفرة وتغيير الأمور .. من السماء - كم
مغدور أيها المدار ..
تعرف العشق
تعرف التألم
لكنك لاتعرف الشكاء
ولا تمتلك خيوط اللعبة
.. حتى هذا المساء .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟