أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الترميم.. نهج العقل الكسيح















المزيد.....

الترميم.. نهج العقل الكسيح


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 01:31
المحور: الادب والفن
    



اليمن (الحديث) منذ وجد نفسه مجبوراً على حمل هذا الوصف منذ خمسة عقود ماضية- إلى اليوم، ولعقود قادمة- لم يعرف نفسه الا منقوداً- على الصعيد الداخلي- أكان في فترات الحرب الباردة أو في فترات الاقتتال التنافسي (الدموي) على الحكم- ويبدو ان اليمن لم تعرف وضعاً خارج هاتين الحالتين منذ قرون ماضية- أي لم تعرف الاستقرار منذ ازمان بعيدة، وليس في وقتنا الحاضر.. فقط- وهذا النقد نم الفرق والاتجاهات- كقوى منظمة ومنتظمة، أو من الجماعات ذات الاتصال الفئوي، وكذلك من المتفرقات الفردية- أكان نقداً ذت فعل دموي أو لفظي- لم يؤثر ايجاباً في المجتمع، الدولة الحياة- هذه الاخيرة بكل تلوناتها المتجلية كوجود بشري أو حالات أو ظروف.
كتاب، مفكرون، نقابيون، سياسيون عضويون، مواطنون باجمانيون- ساريون، يمينيون، وسطيون- وبين الاطراف من كل اتجاه بينه حكام، محكومون- ابواق نفعية واحرار قلة (نادرة)- دهاة مصلحيون ورومانسيون صادقون- كل يقول ايجاباً- اكان تذرعاً أو تبريراً (كاذباً) أو كان صادقاً، واعياً، مخلص النية- نقد دائم.. ولا شيء يتغير في المجتمع.. ايجاباً. بل العكس هو الصحيح (واقعاً) كل الامور تسير بخطى القصور الذاتي لاثار القديم، كتغير دائم نحو الاسوا- كما لو ان هذا البلد كمجتمع لا يمتلك ابسط مقوم الوعي- وهو ما بقض اصل وكل تاريخ الانسان، على اعتبار بمجرد القول بمجتمع انسان، فالعقل سمة وجوده وما دام العقل موجوداً فبالضرورة ان يكون للمجتمع وعياً، وما دام الوعي الاجتماعي حقيقة وجودية، فبالضرورة كشرط تجلي هذه الضرورة- أي الوعي الاجتماعي- ينبغي تمظهر وجها من وجوه هذا الوعي- كاتجاه- يعبر عن نفسه بما يوسم بـ(النقد) واذا ما وجد النقد تتغير الحياة- آجلاً ام عاجلاً- نحو الافضل، فما بال اليمن رغم (النقد اليومي الذي يزيد انتشاراً عن أي شيء في الحياة يظهر وكانه فقاعة هواء، لا علاقة لها بالمجتمع وحياته وايضا وجوده ومساره- كما لو انه لا وجود له (أي النقد) اية حقيقة وجودية في المجتمع- فحتى الظواهر العابرة تترك اثراً في حياة كل شيء ووجوده- الا هذا النقد (الزئبقي) المتسم فيه اليمن وانسانه دون غيره من شعوب الارض- القديمة والحديثة يظهر كما لو انه ليس اكثر من وهم- لذا يغيب اثره على الدوام- بل يلعب دوراً عكسياً مضاداً (الحقيقة وظيفته) كان يستخدم- انتهازياً في ترجيع الحياة إلى الوراء، وبصورة اكثر سوءً عن ذي قبل- ولا يبقى فيه خاصية (فقيرة). حتى لتمد البلد نحو الامام- والذي يعني غياب الوعي- الاجتماعي- كليا دون استثناء. عاماً وخاصاً حتى عند الافراد صادقي النوايا، وهو غياب (اصطناعي معالج عبر تاريخ طويل لانظمة الحكم المتتالية) التي رسخت هذا الطابع من الوعي- الغائب وجوداً للانسان، فيما يعرف بالاستلاب الشامل للوعي.
لماذا يظهر النقد- الدائم كظاهرة صوتية لا اكثر، رغم اهمية الكثرة الكثيرة من طروحات النقد؟
ورغم تجلي طروحات النقد (الايجابية9 بغياب اثرها ودورها- كما لو انها غير موجودة- نجدها زاداً الهامياً عظيما- في احيان نجدها مرتكزاً هاما وخطيراً- قابلة للاستغلال (العملي والذرائعي معا على السواء)، للسير بالمجتمع والحياة نحو واقع اكثر سوءاً؟.
ان البراجماتيين من الانتجلينسيا- الاكاديمية والاكاديمية العليا وغير الاكاديمية، الرومانسيين أو النفعيين. كل سلاسل انتقاداتهم خلال خمسة عقود ماضية وسلاسل انتقاداتهم لعقود قادمة لم ولن تكون ذات قيمة أو وجود إذا لم يعوا باستيعاب حقيقة دورهم- النظري والعملي- الغائب والتصديق اولاً بهذه الحقيقة (السلبة)، اما ثانياً- لغرضية تحقق قلب الحقيقة السلية إلى حقيقة ايجابية (الوجود والدور الوظيفي)- فالرغبة ولاارداة لا يمكن لوحدهما ان يحققان ذلك الانتقال، ولن يتحقق ذلك الا بامتلاك الاجابة الصحيحة غير الزائفة والتوهمية- عن السؤالين سابقي الذكر- وهنا تتوفر الارادة والرغبة (الواعية) الصادقة غير الزائفة أو المتوهمة.
ويأتي ثالثاً امتلاك وضوح رؤية (علمية) للاجابة عن سؤال اشتقاقي للتساؤلين السابقين كيف يكون للنقد وجوداً ودوراً فاعلاً، وكيف نحصنه نم الامتطاء الاستغلالي.. الضار؟
واخيراً كيف يترجم كل ذلك الوعي (الجديد- الصادق)، تحوله إلى واقع ممارسة منهجية ملموسة تحقق بالضرورة انبثاق وجوداً فعلياً وفاعلاً ايجابيا للنقد، بما يحرك الحياة والمجتمع والواقع نحو الامام. والعلة الحقيقة لانهزام النقد في اليمن (على الدوام) يكمن- رغم اهمية الكثير من الاراء والطروحات- في ان هذه الاراء والطروحات لا تعي مفاصل الحرية والخلاص (واقعيا خاصاً) من جانب من حي ثالنقدية اليومية- كان تكون الاراء النقدية جزئية الجانب غر فاعلة في ذات ظروف طرحها- ومن جانب اخر تنساق وراء نهج الجزئية اليومية، تاركة وراءها تساؤلات كبرى- اكثر عمومية وعامة- لم تجب عليها.. لا ان يصحح فهمها (نظرياً وممارستياً) معتقدين وهما فهمها، وانها لم تعد ضرورية الان- فالعودة اليها مضيعة للوقت والجهد (أي تنظير بيزنطي)- والعلمية أو الوعيية المنطقية- في معتقدهم البراجماتي- العالم ثالثي الاسوأ تخلف لنمط الوعي) يرون الاهم فيما نحن فيه اليوم- أي الجزيئات اليومية- وهو ما يجعلهم منساقين لالية تغييب اثر النقد واستغلاله الهدمي (المعاكس)، غير مدركين انهم ادواناً تحقق اعادة تغييب دورهم وعقلهم- دون دراية- لحقيقة مفادها حركة المجتمع (المني) وتاريخه يبنيان ويثبتان- حتى هذه اللحظة والعقود القادمة- بقوة الة النظام لا بفئة المثقفين، أو بالمجمع- الذي لا تبني حياته على تطور نسق الانتاج الاقتصادي- الاجتماعي فكلاهما مشدودين في التبعية التشكلية تلك التي يفرضها السياسي الحاكم.. ولا شيء غيره.
وعليه باتسام العقل النقدي- اليمني بالانحصار في دوائر الجزيئات اليومية تحت وهم مغادرة جواهر العموميات التي لم تعد ذات اهمية لعودة الوقوف عليها يصنع نمه عقلاً ترميمياً- جاهلاً غير متعلم في ذات الوقت بينما الضرورة معكوسة لوجود حراك اجتماعي فاعل ونقد يدفع المجتمع نحو الامام لا يتم الوقوف على الجزئيات اليومية الا بتثبت الجواهر العامة التي تدفع بالنقد اليومي ان يكون قائداً فعلياً للتحويل والتحول الاجتماعي، وهذا العقل- النقدي لن يكون الا عقلاً بنائياً يعيد بناء الأشياء والأمور بصورة غير ترقيعية وغير واهمة.. كما هو معلم بعقلنا الراهن (الزائف)- بحسن نية أو بدونها.



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرس يقرع.. من يفهم؟
- اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 9 ) مغالطات ا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (10 ) عولمة الن ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (12 ) مغالطات ا ...
- جيش.. وعكفة صحوة ذكريات الطفولة والمراهقة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 8 ) فاشية الغ ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 2 ) النشاط ال ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 4 ) الحاجات و ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 5 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة / ( 1 ) الانسا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 7 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة ( 3 ) فلسفة ال ...
- التناقض.. ذرائعية السرقات الادبية والفنية العربية- المعاصرة
- متضادة العولمة ..( تساؤل في الابداع.. فيما هو ذاتي )
- (النص) بين فكي اصطراعية مفهومي الحداثة- واقعا
- اليمن تحتاج لحزب سياسي جنوبي
- الشيطان .. يعتمر قبعة
- أووووورااااا ...
- بغداد .. أغنيات مرتبكة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الترميم.. نهج العقل الكسيح