أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - جرس يقرع.. من يفهم؟















المزيد.....

جرس يقرع.. من يفهم؟


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 01:05
المحور: الادب والفن
    



تأذى ولايزال يتأذى مبدعون (حقيقيون) – في اليــمن - من عقود ما قبل التسعين من القرن (العشرين) الماضي، وذلك بكيل التهم لهم بل والتحكم فيهم سلباً مــع تجاهل ابداعاتهم، واحتقار اهمية قدراتهم الابداعية، فقوبلوا كنكرات دون قدر، واهملت ابداعاتهم فلم يخرج منها كتاب واحد رغم كثرة المنشور منها المغطي لعدد من الكتب الرخيصة من مراهقي العقد التسعيني الفاقد لمتراكمات الثقافة والقدرة الابداعية - وتركزت هذه الوضعية اكثر سوءً على مبدعي ولادة العقد الثمانيني، الذين كان الحصار والظروف والتآمر عليهم اقوى من غيرهم من مبدعي العقود السابقة لهم من بعد الخمسينات والذين ساعدتهم فترة النهضة الادبية اليمنية مع صعود نجم حركة التحرر- الستينات والسبعينات- العربية، بان يكون جيل المثقفين والمبدعين- الثوريين انذاك- يعرفون بعضهم ومتصلين باواصر متينة فيما بينهم في كل الاقطار العربة، وهو ما سهل طبعات عربة وانتشارها لمبدعين يمنيين من تلك العقود. هذا غير نظام، (الحسبة) السياسي اليمني- منذ 1962. وحتى نهاية العقد الثمانيني من القرن العشرين الذي منح لاعداد- غير قليلة- من مثقفي ومبدعي العقدين الستيني والسبعيني ان يتبواوا مواقعاً تسهل لهم بما تجره عليهم من وجاهة ودخول مادية ان تطبع اعمالهم ويروج لها في نفس الوقت- وهو ما افتقر اليه مثقفو ومبدعو ولادة الثمانينات من القرن الماضي- وحتى هذه اللحظة.
وجاء جيل شباب التسعينات منعطف الدخول إلى الالفية الثالثة- وفتح لهم باب النشر المحموم لمنتجاتهم الادبية- رغم استمرار الية التجاهل لمبدعي العقود السابقة- وجاء نتيجة ذلك تغطية الساحة بمؤلفاتهم- غير المتثاقفة مع ما سبقها من تراكم ابداعي- وتزداد يوماً بعد يوم مؤلفاتهم، وتجري الية خفية لازاحة كل ما سبق هذا العقد من ابداع ادب، وازاحة احلالية لصغار السن من هذا العقد حتى كبدائل شخصية معبرة وممثلة للواقع الثقافي اليمني.
والذي لم يكفر به احد لفعل هذه الاليةالخفية ما الذي ستؤول اليه نم نتاج وخيمة نوجز للقارئ بعضا منها عسى ان يفهم الجميع ونتدارك الامر قبل انفلاته من ايدينا ومن ثم تحكمه بنا وبحياتنا ومستقبل واقعنا، وهي كالتالي:
1- يتوهم كتاب هذا العقد ان مجرد صدور مؤلفات لهم، ور واجها عبر الاداة الاعلامية- المبنية على اهداف تلك الالية الخفية وكذلك على العلاقات الشخصية- الشللية- من جانب اخر حقق لهم ان يكونوا اعلاما، والحقيقة عكس ذلك تماما فما يجري هو شيء عابر فلا يمكن لمؤلفات قاصرة الخبرة والثقافة وتاريخ التجربة ونوعيتها ومنتجة عن مؤلف صير العمر والمقدرة العقلية المعرفية- هذا من جانب- وهي ذاتها لم يقف اصحابها أو هي على ما قبلها من تراكم ابداعي، ثقافي ومعرفي (واع رفيع) من جانب اخر لا يمكن لمثل هذا الانتاج المرحلي ان يكون ذا قيمة تذكر- خاصة ومن جانب ثالث ان يشهر ويعمم هذا الانتاج في ظل غياب مطلق للنقد الادب- فالانطباعات التشجيعية والمدحية أو الذمية لا تعد نقداً باي حال من الاحوال- وهو ما يجب ان يفهم بان ظاهرة (ادب التسعينات)- للتسعينيين الشباب سناً- وكذلك الادوات المبتذلة (من تروس الالة الخفية الفاعلة) لتعميم وتسبيد الثقافة الزائفة- السطحية في واقع الثقافة اليمنية- ليستا الا موجة عابرة- وقتية- لن يكون لها أي ذكر في ثقافة المجتمع اليمني وواقعه المستقبلي فالنشر والترويج اللذين لا يقومان على اسس أو قيم، لا يثبت اثرهما في التاريخ والمكان لكونهما يمثلان عنصرين من عناصر ثقافة التآمر والهدم.. لا اكثر.
2- ان تعميم وتسبيد (ابداعات؟) ثقافية قاصرة غير ناضجة لا تقف على اية معايير جمالية فنية- ادبة عرفية (تجريبية وعامة مجردة) يدفع إلى توطين واستمرار انتاج تراكم مسخي مبتذل زائف لفهم وممارسة الابداع الادب، وهو الذي يقود مستقبلاً الاجيال القادمة لئلا تجد مرجعية ابداعية تتكئ عليها سوى هذه المسوخ المسطحة من التجارب وبالتالي صبح واقع الثقافة الرخوة- المانع- يولد ذاتياً ادباً وادباء وثقافة ومثقفين يزدادون مع مرور الوقت اغتراباً وتفاهة وسطحية وزيفاً، ووهماً بالتفوق- والخطر الكامن هنا ينبثق بتحقيق هذه الحالة بتقوية فاعلية العولمة الاستعمارية في استلاب اليمن روحياً بشكل شامل وكامل، وذلك بتحقيق لهم فرصة امكانية تلاشي الهوية والخصوصية الثقافية (اليمنية)- فمتوهمي الابداع اليمني (مستقبلاً) لن يكون لهم مرجعية (خاصة)- يمنية وعربية- يتكئون عليها للتخليق المعاصر عبر الخصوصية، والذي يقود إلى انجرار لاهث اشد واوسع لكل جيل مستقبلي لاحق مقارنة بالجيل الذي يسبقه إلى التشبه والنقل (المسخي) اكثر للثقافة الاستعمارية- الامبريالية المسيطرة على العالم- حتى ذات الكذبة الراهنة منذ 1990. الذرائعية الملاكة بالاكثر (حداثوية أو عصرية أو معاصراتية)- وتكتمل حلقات الاستلاب بتعميم وعي جمالي ومفهومي مسطح وساذج، مقترنا بدونية ابتدالية في الذوقية العامة- وما تقود إلى تثبته هذه الثقافة (الرخيصة) للابداع- واقعاً- كاذب تجريبي (عبثي لاقيمي) نقلي مسخى- لا ارادي الانقياد للتمثل الرخيص- الواهم بالتفوق والكاذب باشهار ذلك الاخير- يكون بافتقاد هذا الادب قيم الفضيلة (الجمالية الفنية والفهمية الوعيية الايجابية- كتجريب موسم لادب ما بعد 1990). مؤدياً إلى عمم وسيادة وعي اجتماعي (خاص وعام) من ذات نوعية الادب- ولكن بصورة جماهيرية والذي يقود إلى غربة جماهيرية، والذي يقود إلى غربة روحية كاملة لوعي المجتمع، تنعدم فيه الهوية وينعدم في وعيها خصوصيتها الثقافية- القيمية الايجابية ويتثبت في هذا الوعي- كلياً- الدونية ولا يفكر أو ينطق سوى المسوخ المسطحة الاغترابية- الدونية للفكر والجمال.. وكذلك المنطق العادي والعلم.
3- لا يدرك ابناء هذه الموجة المروج لهم في المساحة الثقافية تلك الحقائق الجزئية (المخفية) عنهم- التي دفعت لاشهارهم (في عمر وعقل وخبرات وثقافة ضئيلة تفرض حقيقة ضائعة عنهم- نتيجة الوهم المصنوع فيهم- بانهم وكل ما نفذ لهم نشراً- كمؤلفات أو حضور أو الفوز بجوائز- ليسوا الا مبتدئين يحتاج الموهوب (حقيقة) منهم إلى الكثير من التعلم ليصل إلى درجة مبدع من مبدعي العقود السابقة لتسعينيات القرن الماضي وبدايات الالفية الثالثة، وانه بتوهمه سيوقف خط تطوره المساري- الابداعي التجريبي في الادب- لتوهمه بشهرته مقارنة بغيره السابقين وبتثبيت منتجاته في مؤلفات مقارنة بالاخرين الذين لم يطبع لهم كتاب واحد- وكذلك الاقل موهبة ففي اقل الشهرة والزواج لن يتمكنوا من معالجة نقص الموهبة لديهم- والذي يقود كليهما إلى هذه القدرة- على تجاوز تجاربهم الابداعية الاولى- التي قد تظهر بل مؤكداً باصالة التجارب الاولى- رغم بدائية الاسلوب وعدم عصرنتها، كذلك المتوافرة في المنتجات المتأخرة- مقارنة بالتجارب (المعاصراتية) المتأخرة التي تفتقر للاصالة من جميع النواحي- مالياً، فنياً، قيمة اجتماعية- وعييه، اخلاقية ومفهومية.
4- لا يدرك ابناء هذه الموجة- موهوبين انصاف موهوبين سارقي صدمة- بان ما يصنع لهم من شهرة وترويج لن يقودهم إلى ان يصبحوا رمزاً لثقافة (كمحمد عبد الولي، البرودني، باكثير أو حتى يوسف الشحاري (كمثقف) ولن يقودهم للوجاهة (كمحمد انعم غالب، عبده عثمان، د. عبد العزيز المفالح مصطفى يعقوب وغيرهم)، ولن يقودهم إلى الثراء المكتفي- دون ذكر اسماء- بل ان ما يصنع لهم اشبه بالفقاعة أو الزئبق، سريعا ما يرمون ويهملون ويتلاشون ومؤلفاتهم (كالسحر)، فهم ليسو اكثر من محطة تضخم عدد وقوف مهام الالة الخفية وادوانها عندها وبمنتهى اهميته عند مغادرتهما إلى المحطة اخرى- مثل عابر لذلك العفيف مع علوان مهدي دار الرويشان والشلة مع محمد عثمان محي الدين جرمة طه الجند.. ومجموعة التسعينات مع عبد الله علوان- رغم انهم كانوا يريدونه محطة نقدية ولكونه عنصراً محصنا ثقافيا لم تقو على استهلاكه ومغادرته كمحطة وقتية… الخ.
وهناك الكثير والكثير (المعاصر)- راهناً منذ 1990، وحتى الان والمستقبل المنظور) تؤكد بان تأذى الثقافي إلى العقد ما قبل المذكور انفا- ومبدعيه الاصلاء- والذي ما زال متواصلاً، فان الاذى لاجيال العقود الادبية من بعد 1990، شديد التركيب في سونه مقارنة بمن سبقوهم، لتجريد الموهوبين (الحقيقيين) منهم من فرصة تنمية قدراتهم الابداعية (حقيقة لا زيفاً)، يجردهم من حرف اسمائهم كعلام في تاريخ الثقافة اليمنية- بعد عمر لاحق يجردوهم من دورهم المضيء الذي يرفعهم إلى اعلى مصاف ابناء الوطن مرتبة- كقيمة حقيقية فعلية لا كاذبة حتى يصل التجريد لهم ان لا يعيشوا حقيقة أنفسهم وما يستحقونه وما يحتاجونه، بل يوسمهم- فعلياً- كاعداء للمستقبل والتاريخ والجمال- فهل تلحق الخروج عن هذه الدوائر الصنعية الزائفة لننقش لنا ولانفسنا تاريخاً قيمياً رفيعاً يرسي التقاليد ام سنصم ونستمرئ كذبة الشهرة والزواج، وننفجر كعاصفة عدائبة ضد من يرقع اجراس الخطر- هذا هو السؤال- رغم محبتهم الشديدة لنا وخوفهم علينا وعلى البلد وثقافته.



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 9 ) مغالطات ا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (10 ) عولمة الن ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (12 ) مغالطات ا ...
- جيش.. وعكفة صحوة ذكريات الطفولة والمراهقة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 8 ) فاشية الغ ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 2 ) النشاط ال ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 4 ) الحاجات و ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 5 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة / ( 1 ) الانسا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 7 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة ( 3 ) فلسفة ال ...
- التناقض.. ذرائعية السرقات الادبية والفنية العربية- المعاصرة
- متضادة العولمة ..( تساؤل في الابداع.. فيما هو ذاتي )
- (النص) بين فكي اصطراعية مفهومي الحداثة- واقعا
- اليمن تحتاج لحزب سياسي جنوبي
- الشيطان .. يعتمر قبعة
- أووووورااااا ...
- بغداد .. أغنيات مرتبكة
- هروب ايجابي .. في بحث القيمة ( 1 )


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - جرس يقرع.. من يفهم؟