أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين أحمد ثابت - جيش.. وعكفة ...... صحوة لذكريات الطفولة والمراهقة















المزيد.....

جيش.. وعكفة ...... صحوة لذكريات الطفولة والمراهقة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 19:54
المحور: كتابات ساخرة
    


من ذكرياتي في الطفولة والمراهقة، كان يأسرني الجيش وعروضاته العسكرية، وكلما كنت اشاهد تطور آليات الدفاع والخبرات التقنية والتكتيكية عند حماة الوطن، اشعر بعزة وشرف لا يقابلها أي احساس اخر، كان شعور اعظم سعادة من ذلك الذي كان يشدني إلى والدي في طفولتي، واعظم من ذلك الناتج عن اندهاش ولهي بفتاة عشقتها رسمتها في عقلي أو وجدتها في حياتي انذاك. كان تباهياً عظيماً كمفخرة عندما تتصاحب اناشيد وملاحم البطولات بالمواقف الفدائي المستبسل لهؤلاء الاشاوس في الدفاع عن الوطن وكرامة وسعادة مواطنيهم يضحون بحياتهم رخيصة مقابل رخاء الشعب والامة، ترخص انفسهم في الحماية والدفاع عن الحق.
وما ان بدأ عقلي في استيعاب المفاهيم بصورة مبسطة، امنت بالجمهورية كحكم للشعب يقوم على تداول الحكم بين ابنائه بطريقة سلمية يتنافسون في التكليف من يمنح اكثر السعادة والرخاء له، وتقطع دابر ثبات الحكم بايدي طائفة أو اسرة أو فرد بعينه، وآمنت بالجمهورية دولة تحقق العدل والمساواة ين الناس في المواطنة الحقيقية، وآمنت بالجمهورية جيشاً وطنياً يحرس الوطن من الاطماع الخارجية، وينطلق من الشعب- بكونه ابناً له- فيسهر عليه ضد كل متآمر أو فاسد أو متسلط، ويكون بوابة تثبت القانون وهيبة الدولة العادلة، ويكون ركناً اساسياً للحافظ على الاستقرار وعلى ثروات ومدخرات الامة، ويكون نموذجاً اخلاقياً رفيعا يجسد كرمة المواطن والوطن وما هذا باختلاق، فمبدأ الجمهورية في بناء جيش وطني حديث ماجاء الا رداً على، عكفية الامام وحواشيه.. الذين لم يكونوا يعوا ما هو الوطن ولمواطن، بل كانوا سخرة بيد الامام وعصبيته فهو رب معيشتهم الدنيوية، والسخرة والتمثل له مرضاة لله، استقطاعاً للقول الالهي باطاعة اولي الامر، وبالطبع لا يعوا بقيته بانه لا طاعة لهم في معصية فيتشكل وعيهم- أي عكفية الامام- واخلاقهم وحتى معتقدهم الديني ليس بدين الله الكامل والتام بل بدين الحاكم الذي يستقطع منه ما يشاء لبقاء حكمه.
وجاءت مفارز الكلام بمنح الجيش انموذجا رفيعاً في الدلالة، وهي التي لا يرقى اليها أي واحد منا، بدأ للدفاع واخرى للبناء والاعمار، وتوالت الاناشيد لتهز مشاعرنا لدرجة ارتعاش البدن وتسرب شهقات الانتماء من شفتي الفم، عندما تشاهد تلك المعارك التصويرية المحملة بدغدغة المشاعر، فكل واحد منا في داخله خانة للشعور بالعظمة والكبرياء والانتماء.
كل ذلك ترى هل هو احلام يقظة واذا كان كذلك فلماذا اللعب على النقون من قبل كافة القوى السياسية ومتقولي العلم والتعليم في بهرجة مفردات الجمهورية. الوطن، الوحدة، البناء، التنمية، العدالة، المجتمع والدولة المدنية الدستور…الخ ونهن بعد مرور ما يقارب الخمسين عاما لم ننجز الف باء الدولة والمجتمع والف باء المبادئ و.. الاخلاق.
والسؤال الصعب والسهل في نفس الوقت، لماذا بعدما انعم علينا الله بالتعليم والعلم، وجعلنا قادرين على التمييز بين العث والسمين، قادرين على التفريق بين الخير والشر وبين الحلال والحرام- لماذا بعد ان شاع التنوير بين الناس والدولة والجيش انهزمت القيم؟
قد اصبح الجيش والقوات المسلحة كالشعب ليس في داخلها خانة واحدة الا وتمتلك كوادر واعية وحتى صفة المعاصرة تفرض على اولئك من لم ينالوا قسطا من التعليم ان يعوا ابسط المفاهيم، وماذا تعني الجمهورية ولماذا قامت ومن اجل ماذا قامت وعلى أي اساس تؤمن بها؟.
والان في ظل سقوط معادلة الانغلاق الاجتماعي وتفشي الامية والجهل على عامة الشعب والعكفية ودواوين الدولة.. وما دام المواطن العادي- متعلماً أو غير متعلم- اصبح بفعل المعرفة قادراً على تمييز الحقائق دون جهد، لماذا ذلك العشب الامي الجاهل رفض المفاسد- التي إذا قورنت الان بما هو راهن، فانه لا عادل مهووساً واحدا نم الفاسدين في هيئة أو وزارة أو مؤسسة وما يقوم به من تملك لحقوق الشعب، وفرض تسلطه دون وجود أي رادع له، وتنكيله بمن ياء من الناس الخيرين من ابناء الشعب- لماذا- والامام استبدل بالاف من امثاله- يحدث مثل هذا الاستلاب والرضوخ لهم ولما يفعلونه في وضح النهار؟ لن نجادل في المبادئ والمفاهيم،ولن نناقشهم في عظمة الدين الاسلامي الحامي للخير وكرامة حياة المسلم. ولكن تكفي الاشارة إلى ان الكائنات الحية دون الانسان يمنع سجنه وتعذيبه وتجويعه، فما بالنا كبشر انعم الله علينا بالعقل والادراك وقدرة التمييز في الحق، وقد منحنا قيما عظيمة راسخة تعبر عن عظمة الايمان المتمثلة بالقيام بالعمل الصالح ودرء المفاسد ورفض الظلم وامتهان حرمة الانسان وهضم حقوقه.. ما بالنا وهؤلاء النخاسة يعبثون في حياتنا وقوتنا ويمتهنون كرامتنا كل دقيقة.. نصمت.
اننا كشعب وكجيش وقوات مسلحة ان لنا ان نكون احراراً، لا يشكل ضمائرنا أي طرف يخضعنا لاهوائه ومصالحه الضيقة، ان كرامة حياتنا وحياة اولادنا ليست مرهونة باي طرف أو فرد أو فئة كانت، انها مرهونة بوحدة الشعب وقواته المسلحة في الدفاع عن الحق، ورفض اساليب الاستغفال. ان للجندي الا يتبع الشيخ أو القائد العسكري إذا ما كن تسخيره يتعارض مع الضمير، ومع الوطن، ومع شرائع الله- وهو ان لم يفعل ذلك سيكون اول الخاسرين يفقد نفسه وحياته فيما هو ملعون، ويفقد حماية كرامة اهله المدنيين في اماكن اخرى يطالهم نفس التعسف من عكفة اخرين، وهو بكل الاحوال سيظل وضيعاً في يده سخرية، كونه ليس الا اداة تستخدم يمكن لفظها في وقت اخر واستبدال غيره، وان وجد حق القات واللقمة اليوم، فغداً لن يجدها.
على الجندي ان يكون ضمير الامة، وحامي مكتسباتها وروح الثورة الحقيقية لا المزيفة، واذا لم تقم هذه المعادلة في شخصية الجندي، فهو بيده صنع اهدار كرامته وكرامة اولاده، كما يصنع بالشعب- المستضعف- فلن يحميها السادة المصطنعون بيوم وليلة، ولا اخلاقهم مبنية على ذلك- برد الجميل- فالجندي- عندهم- ليس الا سلعة يشتريها لتحمي اختراقاته وفساده وتجبره على البسطاء وترويعهم، وهي سلعة قابلة للاستهلاك والانتهاء، واذا ما اعيق أو مرض أو شاخ لا يجد قوتا له ولاولاده.
ان منحنى التحرك يتجه بحياة الشعب إلى مصير مظلم، فلا مفر من هذا الانحدار نحو الدمار الا بصحوة شعب وجيش صحوة ضمير وقيم لحماية الوطن والمواطن- وبطريقة سلمية، يقيم قضاء عادلاً يحميه ويحرسه في محاكمة خونة الشعب والثورة وضمير الانسانية، ويقطع دابر الاستعباد الخارجي من اجل قوته وحياته وحياة ابنائه. اما غير ذلك فالعاصفة قادمة، وهي ليست ارادتي وارادة غيري، بل هي ارادة الله مغير الاحوال، وله في ذلك شؤون- لم ينزل الشرائع السماوية الا بل ليثبت قيم الخير ودرء الشر في حياة الناس قبل انتقالهم للحياة الاخرى، والله خير المنتقمين ما دم جعل الحرية جزءً من وعي الانسان، فلا ظلم أو مفاسد تقوى على الاستمرار، فبالضرورة لها زمن للردع والاندثار، واذا لم يعصف بها اليوم سيعصف بها غدا فلنصح جميعاً قبل ان نمزق بعضنا بعضاً لصالح ثلة من الاوغاد.. لا أكثر.



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للجنوب أن ينتظر الشمال
- الحداثة والمعاصرة العربية يبن الوجود الممكن.. والوجود الزائف ...
- الحداثة والمعاصرة العربية بين الوجود الممكن.. والوجود الزائف ...
- منظور البناء الاتساقي ال (نقد- استقرائي) في عمومية (البنى ال ...
- قراءات في المنهج ( تعقيب نقدي.. على رؤية تنظيرية )
- الترميم.. نهج العقل الكسيح
- جرس يقرع.. من يفهم؟
- اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 9 ) مغالطات ا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (10 ) عولمة الن ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (12 ) مغالطات ا ...
- جيش.. وعكفة صحوة ذكريات الطفولة والمراهقة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 8 ) فاشية الغ ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 2 ) النشاط ال ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 4 ) الحاجات و ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 5 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة / ( 1 ) الانسا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 7 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة ( 3 ) فلسفة ال ...
- التناقض.. ذرائعية السرقات الادبية والفنية العربية- المعاصرة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين أحمد ثابت - جيش.. وعكفة ...... صحوة لذكريات الطفولة والمراهقة