|
كروان ومهرجان الأغنية العربيّة
زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 20:18
المحور:
الادب والفن
مساء الخميس الفائت ، قضيت أكثر من ساعة في مشاهدة مهرجان الأغنية العربيّة للبراعم الشّابّة – نجم يافا ( مدينة الفن والخيال والبحر والبرتقال والتاريخ)..هذا المهرجان الذي أقيم في قاعة الأنيس في يافا ونقله تلفزيون بانيت ببثٍّ حيٍّ ومُباشَر.
وللحقّ أقول فقد أعجبْتُ كثيرا ، أعجبت بحسن التنظيم ، والعرافة الراقية ، والأصوات الشجيّة التي شنّفت آذاننا ، ناهيك عن الموسيقى الرائعة التي رقّصت حواسنا وانسابت كما الحلم الجميل!!
مهرجان رائد فعلا ، ضمّ كوكبة من الأصوات الشّابة الجميلة ، والتي تضع أقدامها في خطواتها الأولى على درب الفنّ الرّاقي.
مهرجان تسيّده ووقف على تحكيمه لجنة فنيّة محترمة ، من أهل الفنّ والطَّرب والموسيقى ، فجاءت النتائج حقيقيّة ، رغم انّ الفارق بين المُتبارين من الفنانين والفنانات الشباب كان صغيرًا ، ولكنهم وبمنتهى الدّقة والشفافية استطاعوا ان يميِّزوا بين الممتاز والجيّد ...وكلّهم ممتازون.
وجاء الفائز الأوّل سليم خليل الموهبة العبلّينيّة ، التي أثبتت جدارتها ، فبرز حضورا وصوتًا وإداءً وتفوّق حتّى على نفسه. أعرفه ، ولطالما أعجبت به وبصوته مذ كان طفلا صغيرا ، وتوقعت له مستقبلا باهرًا في دنيا الغناء الأصيل المجبول بالرّصانة والنغمات الحيّية. لم يكن الأمر صُدفةً ، ولم يأتِ هذا الفوز من فراغ ، ففي عبلّين ؛ هذه البلدة الغافية على خدّ الجليل ، معهد للموسيقى يقف على رأسه نبيه عوّاد ؛ الفنّان كبير حقًّا ، والمايسترو من الدّرجة الأولى ،الذي نذرَ نفسه للموسيقى ، فبنى مدرسةً لها تُخرِّج المواهب على الأصول ، وتزرع الموسيقى في النخاع ، فلا غرو ان يكون عندنا الفنانة الكبيرة مريم طوقان ابنة كروان ولا غرو أن يكون الفوز عبلّينيا هذه المرّة ، وعبلينيًا في العرفزيون مُمثلا بالفنان الرائع جاورجيوس زيدان ، الذي تربّى كما سليم وساندراالحاج (الموهبة الرائعة)و سمرعبد الغني ابنة دير الاسد والعشرات في دفيئة موسيقية دافئة . انّني أتابع هذا المعهد وأرافقه ، وأتابع الجهود المبذولة من أجل رفع شأن الموسيقى والغناء الأصيل الى الأعالي ، وبشكل مدروس ومبرمج وبفنيّة فضيّة وثّابة.
إنّ الفنون الجميلة وعلى رأسها الموسيقى ، التي قال عنها احد الفلاسفة : انها تحني السنديانة العتيقة ، هذه الموسيقى تُهذّب النفوس ، وتسمو بها .
أملي كبير أن يُقام في كلّ بلداتنا معهد موسيقي يرعى المواهب الشّابة ويغرس هذا الفنّ الجميل في النفوس ، فنحن شعب كما كلّ الشعوب لا تنقصنا المواهب ، ولا تنقصنا الأصوات الشجيّة التي تأخذك من نفسك.
أبارك فعلا القائمين على هذا المهرجان ، وأبارك كلّ مهرجان فنيّ وغنائيّ وكل فنٍّ جميل في بلادنا ، وأبارك كلّ من يلتفت الى الفنون الجميلة ، والى دعم المواهب الشّابة والصغيرة والأخذ بأياديهم الناعمة نحو النجوميّة ، خاصّةً ونحن هنا في هذه البلاد نعيش الأمرّين ، فنعاني من شُحّ الموارد والدعم الحكوميّ ، ونعاني من المقاطعة العربية لنا ، وكأننا ضائعون بين حانا ومانا .
لن أنسى ان أبارك كل مؤسسة تدعم مثل هذه المهرجانات ، كما البلديات والمؤسسات العامّة والخاصّة ؛ كما فعلت بلدية يافا والمعهد اليهودي العربي في بيت بيرل ، وكما أتحفنا تلفزيون بانيت ، الذي نقل الحفلة على الهواء بفنيّة رائعة استحقت الثناء والإطراء. لن أكون مجاملا ان قلت أنَّ الكل يستحقّ التقدير ، فهؤلاء الشباب الموهوبون اختيروا من العشرات بعد امتحانات مضنية وشاقّة ، فلا عجب ان تأتي النتائج كلها طربٌ وطربٌ وطربٌ أصيل وأخيرا اتمنّى أن يكون في كلّ بلدة وبلدة كروان ونبيه يزرعان الفنّ في النفوس ويُهذّبانها بلغة الملائكة.
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيت لحمٍ اهتفي ( ترنيمة)
-
الكنزةُ الحمراءُ ( قصّة للأطفال)
-
ميلادك دفّى كانون ( زجلية)
-
في العُلا مجدٌ ( وجدانيّة )
-
الحوار المُتمدِّن ...حكاية عصر
-
منتظر الزيدي : تعيش وتأكل غيرها !!
-
سيلفا...تنّورتكِ اشرفُ من سراويلهم
-
الإخوة الشبر والحمد لله .....ويسوع
-
لا تَلُمْني ( ترنيمة)
-
القبطي الجليليّ ومباراة مصر والجزائر
-
ما بين مروة الشربيني والميجر نضال والحقّ الإلهيّ
-
د. وفاء سلطان ليست نبيّة يا سيّد فادي الجبلي
-
أنثرني عِطرًا (ترنيمة)
-
التّبشير ليس تُهمةً
-
الطّبيعة تسجدُ للخالق
-
وطني هناك - ترنيمة
-
المحبة لا تسقط أبدًا ( مهداة للكاتب حسين شبّر)
-
مشهدان
-
دُق بابي يا يسوع - ترنيمة -
-
د. هالة مصطفى على الطّريق
المزيد.....
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
-
أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج
...
-
الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
-
وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على
...
-
البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|