أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير دعيم - مشهدان














المزيد.....

مشهدان


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 17:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




مشهدان من أرومة واحدة وقُماشٍ مختلف.

مشهدان تكوْكب فيهما الفساتين البيضاء الجميلة ، وتختال فيهما حوّاء في ليلة من ليالي العمر ، بل ليلة العمر.

مشهدان أعاداني إلى مرابع الصّبا والشباب والغَزَل.

المشهد الأوّل أثّر فيّ سلبًا ، وأثار غضبي واستيائي وتقزّزي.
مشهد احتفال ميلتون مبيلي ، الأسمر الجنوب أفريقي ، الذي تزوّج من أربع نساء في حفل زفاف واحد....ولم يكن ميلتون هذا بكرا إن صحّ التعبير، فهو قد صال وجال في دنيا النساء ، ولديه من زيجاته السابقة أحد عشر طفلا وطفلة!!

أربع نساء دفعة واحدة !!! يا الهي !!
كيف رضين _ هؤلاء الغضيبات- بهذا ؟ لست ادري .
وشدّني الفضول أن أشاهد الزوجات الاربع ، أتراهنّ من البشاعة بمكان حتى رضين بمثل هذه الصفقة ؟ومن رجل " يد ثانية" كما نقول في عالم السّيارات .
من الذي أجبرهن على ذلك ؟ أتراه الفقر والعوز ، أم المعتقد أم ماذا ؟
حقيقة لم أهضم هذا المشهد ، خاصة وانهن كنّ سمراوات جميلات، وكيف أهضمه وهو ينتقص من الأنوثة الجميلة ، وينتهك المساواة ويغتصب العدالة والمنطق! ويؤلّه الفحولة التي تتباهى بالقشور والقياس.
ويأبى الفكر الا أن يأخذني الى هناك ؛ الى أسئلة تزدحم تارة وتتفرّق أخرى :

من ستكون المحظوظة أولاً وتتبارك بالزيارة ؟
كيف رُتِّب الأمر ، أتراه بالتفاهم ، أم حسب الأبجدية ، أم العمر نزولا او صعودا ، أم بالقرعة ؟

والأدهى والأمرّ من ستكون المرأة القديمة- وكلهن في الهوا سوا-
يبدو الأمر مضحكا ، ولكنه في جوهره مُبكٍ ، حزينٌ ، بائسٌ ، مُذًلٌّ، يفترس كرامة الإنسان الأنثى والذكر على حدٍّ سواء ، وينتهك المشاعر تحت غطاء الدين والمعتقد في حين ان الشهوة والانفلات هما السبب والمسبّب.
والمثير للاشمئزاز تلك المقولة التي يتشدّق بها هؤلاء القوم : إن الزواج من كثرة هو مناعة ضد الخيانة ، وهو صون من الوقوع في علاقات غير مشروعة!!!

يا الهي !! من قال ذلك ؟ من قال أن الإنسان فُطِرَ على افتراس الكثيرات ؟
المسألة ايمان وقناعة وتهذيب للشهوة .
المسألة تتعلّق بالفكر والعقل النيّر الذي يدير هذا العضو المتمرد ام ذاك؟
المسألة تتعلّق بالمبدأ الذي تغذيه ، فإن غذيت في فكرك الذئب الشّرير أفترسك وافترس الغير ، ,إن انت غذيت ذئب الخير !اكتفى واقتنع وشبع.

أمّا المشهد الثاني ، فهو مشهد ولا أحلى ،يسحر الألباب فعلا ويطير بك الى مملكة الأحلام ودنيا الخيال .
أربعون الفًا من العرسان ، نصفهن باللباس الأبيض والطرحة الجميلة ، وكلهم مع البسمة الحيّية والنظرات الحالمة ، التي تنظر الى المستقبل بشوق وترقّب وإيمان.

منظر ولا أجمل تجلّى عند احتشاد أربعين ألف شخص ، يرمون الى تتويج زواجهم ببركة القس ميانغ مون ، رئيس كنيسة التوحيد في كوريا.

نظرتُ وأنعمت النظر ، ما أحيلاه من منظر ...آلاف الأحلام وآلاف الآمال ، وآلاف التطلعات ترنو إلى الأفق البعيد ولا سؤال ولا استفسار ولا قرعة ولا تلبّك ، الكلّ واضح مكشوف و سويّ.

مشهدان ....واحد يعود ويرجع بك الى الوراء ، والثاني يأخذك في قفزة نوعية الى الغد، ونحو الشعور مع الغير والتواصل معهم في هذه الظروف الحياتية والاقتصادية الصعبة.
مشهدان من أرومة واحدة ...أرومة الرجل والمرأة ، واستمرارية الحياة المباركة ..ولكن القماش يختلف ، والعقلية تختلف والرؤيا تختلف.

مشهدان يخبران بوضوح اننا في أخريات الأيام.





#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دُق بابي يا يسوع - ترنيمة -
- د. هالة مصطفى على الطّريق
- رُدَّ سيفَكَ
- يُخطىء من يظن أنّ الكتابة للأطفال هيّنة
- أترانا سنذهبُ الى العَدَم ؟!!
- غَيْرةٌ -قصّة للأطفال
- اوباما حالمٌ !!!
- عندَ أقدامِ الصّليب...(ترنيمة)
- وسرى الحُبُّ عبيرًا
- قلمي المغموس بالدم !!!
- العذراء مريم ...المرأة الأطهر
- رسالة مفتوحة للسيّد جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة ...
- غريبٌ أنا....
- امرأة واحدة فقط !!!
- الاخ رشيد ود. وفاء سلطان هيبة ام تهيُّبا
- أحنُّ إليكَ
- مدرسة المطران وصنوبر بيروت
- نلتجىء إليكَ
- الرياضة فوق السياسة يا سادة !!
- أختاه....لسْتُ نادِمًا !!


المزيد.....




- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...
- “سجل الآن واحصل على 1350 ريال” التسجيل في منفعة دخل الأسرة ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير دعيم - مشهدان