|
سيلفا...تنّورتكِ اشرفُ من سراويلهم
زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 2842 - 2009 / 11 / 28 - 14:40
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
سيلفا فتاة سودانية يافعة في عمر الورود، خرجت من بيتها إلى السّوق القريب لتشتريَ حاجيات البيت ....فتاة عادية ، تلبس كما تلبس الملايين من صبايا العالم تنورة وبلوزة. ويراها من بعيد حماة حاكم الكهوف والعهد البائد والجاهلية والقرون الوسطى ، الذين لا يؤمنون ولا يُفكّرون إلا بالمرأة والحريم والرُّكبة ، رأوها تتهادى بصباها الغضّ ، بل بطفولتها الملوّنة ، فهي لم تتجاوز ال16 من العمر ، فانقضّوا عليها ، وكيف لا ؟ وهي عكّرت النظام العام ، وشوّهت الاحتشام الخانق في عاصمة الدنيا ومحور الكون : السّودان !!!
تنورة وفي السودان ؟؟؟؟ قد تظهر الرُّكبة من يدري ؟ ...إنّها جريمة بل أكثر . ما هذا يا حُرمة ؟!!
تنورة وما زلنا فقط في الألفية الثالثة ؟
تنورة ؟!!! لماذا لا تتغطّين من أمّ رأسك وحتى أخمص قدمك ها.....؟!! انك تُهيّجين نزوات الرجال المتأجّجة ، وتُثيرين الغرائز الكامنة، فأمثالك يملأن الجحيم .
وتُساق المسكينة الى القاضي !!!وأظنه حافيًا أشعثَ ، لم يسمع بالشبكة العنكبوتية بعد ولا بناسا ، فيحكم عليها بخمسين جلدة تُلهب جسدها الغضّ الطريّ ، حتى تتعلّم كيف تحتشم في دولة الاحتشام ، وفي دولة الحضارة والثورة العلمية والصناعية والهايتك !!
مهزلة ...مسخرة ، جاهلية . لم يتعلّم القوم من حادثة الصحفية لبنى حسين وصديقاتها ، لم يتعلّموا أنّ الشّرف لا يتعلّق بالغطاء والسترة الموغلة في السترة ، فكثيرا ما تسير الخيمة المتحركة وهي تنضح نجاسة ، وكثيرا ما تسير غادة بالتنّورة والشّرف يتشرّف بها . لقد ترك القوم كلّ الأمور العالقة والفالتة والمواضيع المهمّة وتعلّقوا بركبة المرأة .
سيلفا يا سادة مسيحية ودون الثامنة عشرة من عمرها ، وهي لا تعترف بالشريعة ، بل تؤمن بشريعة المحبّة –وهذا من حقّها- ، وتؤمن ان الطهارة تخرج من القلب ، لا من الرُّكبة ، وأنّ الشَّرَف غير منوط وغير متعلّق بسنتمتر فوق الرُّكبة.
سبق وصرخت لبنى حسين المسلمة ضد إرهاب حماة الاحتشام ، هؤلاء الحماة الذين في سوادهم الأعظم اعتنقوا وطبّقوا المثنّى والرُّباع قولا وفعلا ، وما زالت عيونهم جائعة!!.
اين الحقّ وأين العدل في هذا البلد الفائر بالحضارة ؟
أين العدل في " جرجرة" فتاة بل طفلة في السّوق وأمام الناس وجلدها دون إعلام أهلها ؟ أين نعيش يا سادة ؟ ستبقى الجلدات الخمسون سياطًا تُلهب نفسية سيلفا ، وستبقى رغم اعتناقها المحبّة ، جرحًا ينزف وينزف الى أن يغيّر البشير هذه القوانين الظالمة ، المُظلمة ، ويقتنعوا أنّ هناك اناسًا لا يؤمنون بالجَّلد ، اناسًا يؤمنون أنّ النجاسة تخرج من القلب لا من التنّورة.
الا يتعلّم هؤلاء القادة ؟!! ألا يسمعون ويعون ؟!! ألا يعرفون انّ تورا بورا وكهوف الأفغان أضحت أطلالاً ؟!!
جَلْدٌ ، جلدات ....كلمات تقشعرّ لها الأبدان وتجرح النَّفس حتى النُخاع . كلمات سوداء ، قاتمة ، لاهبة ، حارقة ، وحشيّة .. والمضحك حقًّا ، هي الفكرة التي تراودني ، وأخاف ان يقرأها حماة الاحتشام : وهي الحشمة في الأكل ، فلا طعام بعد اليوم في السودان الا حبة تمر وكسرة خبز يابسة ، ومن يخالف فالجلد سيكون من نصيبه ، فلقد اعتدى على الاحتشام النفسي وجرح شعور الفقراء وهيَّج معدهم ونزواتهم وشهواتهم. واضحك وكأني بالسودانيين – هذا الشعب الطيّب- لا يأكلون الا لحوم الضأن المشويّة ولا يشربون الا الكوكا كولا ، ويا ليتهم يفعلون فهم يستحقون . الوقت مؤات لان تطير هذه الخزعبلات من الوجود. حان الوقت ان تتبخّر هذه الأنظمة الظلامية من الدُّنيا ، فالإنسان الذي لا يعشق الا القتام والسواد والنحيب والنعيب والوجوم ، حريّ به ان يدفِن نفسه حيًّا. فالحياة فرح ومرح وعبادة للإله المحبّ. سيلفا ... ثقي أنّ الجهل إلى انقضاء ، وتنّورتكِ أشرف من سراويلهم.
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإخوة الشبر والحمد لله .....ويسوع
-
لا تَلُمْني ( ترنيمة)
-
القبطي الجليليّ ومباراة مصر والجزائر
-
ما بين مروة الشربيني والميجر نضال والحقّ الإلهيّ
-
د. وفاء سلطان ليست نبيّة يا سيّد فادي الجبلي
-
أنثرني عِطرًا (ترنيمة)
-
التّبشير ليس تُهمةً
-
الطّبيعة تسجدُ للخالق
-
وطني هناك - ترنيمة
-
المحبة لا تسقط أبدًا ( مهداة للكاتب حسين شبّر)
-
مشهدان
-
دُق بابي يا يسوع - ترنيمة -
-
د. هالة مصطفى على الطّريق
-
رُدَّ سيفَكَ
-
يُخطىء من يظن أنّ الكتابة للأطفال هيّنة
-
أترانا سنذهبُ الى العَدَم ؟!!
-
غَيْرةٌ -قصّة للأطفال
-
اوباما حالمٌ !!!
-
عندَ أقدامِ الصّليب...(ترنيمة)
-
وسرى الحُبُّ عبيرًا
المزيد.....
-
بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر
...
-
هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي
...
-
“لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع
...
-
شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
-
“800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم
...
-
البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
-
مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة
...
-
“سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف
...
-
إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى
...
-
هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|