أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الأراضي لهم وللفقراء الجحيم














المزيد.....

الأراضي لهم وللفقراء الجحيم


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 05:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأتي الفضيحة التي تفردت بنشرها "الصباح الجديد" أمس الاول ، والمتعلقة بنهب الأراضي الثمينة على شواطئ دجلة لتميط اللثام عن مدى الخطورة التي تتعرض لها حياة المواطن العراقي وحالة البؤس التي كتب عليه ان يتعايش معها طوال حياته هو وأبناؤه وأحفاده. فإذا لم تكن صاحب حظوة في هذا البلد الحزين اللعين ،وإذا لم تغتنم الفرصة التي أتاحها التغيير لنهب كل شيء فانك ستحرم ما حييت من كل أمل بالعيش الرغيد. عليك اغتنام الفرصة الآن وإلا فانك ستبقي طوال عمرك البائس وأعمار أولادك ـ إذا لم تحصدهم المفخخات ـ تركض والعشاء خباز. وإذا كان الوزراء الحاليون والسابقون والمدراء العامون وأصحاب الدرجات الخاصة (الذين شملهم قرار مجلس الوزراء ) سيستولون على الأراضي الثمينة في ضفاف دجلة فما الذي تبقى لفقراء العراق العاطلين وعمال المسطر المتعبين والمتقاعدين الذين لم يمتلك الكثير منهم لحد الآن بيتا للسكن ويعيشون بالإيجار. فهل ينتظر الناس عبد الكريم قاسم جديدا ليخلصهم من محنة الإيجارات والبحث عن قطعة ارض للسكن.
الأقسى من هذا ان الكتاب الذي نشرت صورته "الصباح الجديد" والمرقم 026029 في 26 / 8 / 2009 الموقع من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء يبدو انه أريد له ان يظل سرياً كي لا يطلع عليه عامة الناس المغلوبون على أمرهم فيكتشفون هول المأساة التي اوقعتهم فيها النخب السياسية الجديدة .. عشرات الآلاف من الامتار المربعة خصصت لمسؤولين حاليين وسابقين.. واين؟ في أرقى مناطق بغداد في الكرادة على ضفاف دجلة استولى عليها المحظوظون ولم يُبقوا للمسحوقين الا الوعود الوهمية بتحسين احوالهم المعيشية وتوفير السكن لهم بوساطة مشاريع عملاقة لم ولن نجدها الا في تصريحات كثير من المسؤولين المتخمين بالفساد من رؤوسهم حتى اخامص اقدامهم.
لقد اعترض نواب في تصريحات صحفية بالقول ان بعض المسؤولين السابقين الذين سيحصلون على جزء من تلك الاراضي، لم يبقوا في مناصبهم سوى أسابيع أو بضعة أشهر. وذكرت نائبة ان قرار مجلس الوزراء بنقل ملكية مساحات شاسعة على ضفاف نهر دجلة من وزارة المالية وتحويلها الى امانة بغداد تمهيدا لتوزيعها على الوزراء السابقين والحاليين وذوي الدرجات الخاصة والمدراء العامين يعد صفعة توجهها الحكومة للناخب العراقي متجاوزة كل مشاعر الحرمان والمعاناة التي يكابدها المواطن العراقي وذلك لاسباب عدة بحسب تعبير النائبة، وقال نائب آخر ان القرار جزء فقط من مجموعة قرارات مماثلة بتوزيع اراضي حيوية في مناطق بغداد للكثير من المسؤولين، في حين لم يعلق مجلس الوزراء بهذا الشأن .. وافادت الاخبار ان مجلس محافظة بغداد عقد جلسة مستعجلة بعد انتشار اخبار الفضيحة وقرر استملاك جميع الأراضي والفضاءات العائدة لمؤسسات الدولة غير المستغلة بهدف استثمارها في مشاريع اقتصادية وهو اجراء متأخر ازاء الاساليب المبتكرة التي يلجأ اليها المسؤولون في تعطيل أي قرار يتعلق بمصالحهم مثل قضية الرواتب وغيرها ومثلما نتوقع ان يتحايلوا على قرار مجلس محافظة بغداد ليحصدوا مغانمهم المتعلقة بالاراضي بالسرعة الممكنة وقبل نهاية الدورة الانتخابية الحالية. كما ان المواطن يعرف ان اراضي كثيرة تم الاستيلاء عليها بقرارات غير قانونية ومنها مساحات واسعة في منطقة البلديات من جانب الرصافة ومناطق كثيرة اخرى.
ان المواطن العراقي يطالب بالاسراع في الغاء قرار امانة مجلس الوزراء المتعلق بالاستيلاء على اراضي الدولة للاغراض الشخصية ،وإذا كان الامر غير حقيقي فليوضح لنا مجلس الوزراء ذلك ببيان يصدره كما ان على النواب ان لا تكون تصرفاتهم مرتبطة بردود افعال ولن تصدر الا بعد نشر مثل تلك الاخبار لا قبلها . كما ندعو الجهات التشريعية المعنية ان تلغي جميع القرارات التي حصل بموجبها مسؤولون على امتيازات مالية في غفلة من الزمن ومنها الرواتب الفلكية والاراضي و جوازات السفر الخاصة وغيرها.
وفيما يتعلق بالاراضي الواقعة على ضفاف دجلة نرى ضرورة ابقائها للدولة وان يقتصر التصرف على اقامة المتنزهات والملاعب ومرافق الخدمة العامة.
لقد اخذ الشعب العراقي يوماً بعد يوم يفقد ثقته بالعملية السياسية القائمة التي تتلاعب بامواله وبلده ونعتقد ان صبره وصل حتى آخر مدياته ولن نعرف كيف سيتصرف الناس إزاء تلك الاساءات المتكررة بثرواتهم وبمصالحهم ومصائرهم.





#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة الغاء عراقيي الخارج
- فوضى التعيينات في البلد
- قوانين على عجل وأخرى تنتظر!
- مزورون بالجملة
- ودوّروا الأموال مثل الكرة!
- تخلّف الخطاب الانتخابي العراقي
- الدبلوماسية العراقية والمشتركات الوطنية
- يعطلون الجلسات للسفر لدول الجوار
- دكتاتوريات جديدة تتكاثر
- محاولات متواصلة لإحياء القائمة المغلقة
- فرصة لتحسين الكهرباء
- ولائم التأجيلات حتى الدورات المقبلة
- لندع زهور الفكر تتفتح
- خطاب سياسي متأزم
- وأين نحن من غير المتجاوزين؟
- الحرص على احترام الآخر
- الائتلافات الانتخابية .. هل هي سبيلنا الوحيد؟
- هل تحطمت ثقة المواطن بأجهزته الأمنية وبحكومته؟!
- حدود حرية التعبير و قضية احمد عبد الحسين
- نضال آخر زمان .. استباحة دماء الأبرياء


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الأراضي لهم وللفقراء الجحيم