أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - نضال آخر زمان .. استباحة دماء الأبرياء














المزيد.....

نضال آخر زمان .. استباحة دماء الأبرياء


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 06:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا نعرف وربما لن نعرف ما الذي يدفع أياً كان الى استهداف عمال ابرياء يغبشون مع الفجر لجلب قوت عائلاتهم ثم تأتي سيارة او انتحاري ليتم الفتك بهم وبآمالهم المحدودة مثلما حدث في حي العامل مؤخرا ومثلما يحدث دائماً. ترى من الذي يستهدف هؤلاء.. هل هم مريدو الجنة كما يشاع فهل ان دخول الجنة يتم بإزهاق ارواح الابرياء؟ لو كانوا استهدفوا ظالما او شريرا لربما وجدنا لهم العذر ولكنهم لم يفعلوا ذلك. ام هل ان قاتل هذه التجمعات البشرية البريئة يملك اجندة سياسية خاصة او هل هو سياسي فعلاً؟ السياسة بالتأكيد ليس من مصلحتها تحقيق مكاسبها بدماء الابرياء.
لم نر مثل هذا الاصرار في التاريخ المعاصر على استهداف المدنيين الآمنين وازهاق ارواحهم وتهديم بيوتهم فوق رؤوسهم وهو امر غريب خصوصا لمن يدعي انه يملك برنامج مقاومة او انه سياسي وهاكم الامثلة من التاريخ القريب. خلال المدة من 1970 وحتى 1988 اي طيلة ثمانية عشر عاما لم تقم منظمة (الالوية الحمراء) الايطالية اليسارية المتطرفة بقتل اكثر من 75 شخصا معظمهم مسؤولون في الشرطة والدولة ومن بينهم رئيس الوزراء الإيطالي السابق ألدو مورو عام 1978 والذي اثار مقتله ضجة كبرى بشأن (ارهابية) تلك المنظمة وعدم شعبيتها بعكس ما كانت تدعي.
اما منظمة العمل المباشر اليسارية الفرنسية فقامت فيما بين 1979 و1987 بخمسين عملية عنف من تفجيرات واغتيالات اما الاهداف التي وضعتها لنفسها فكانت واضحة (النضال ضد الامبريالية الرأسمالية، وضد رموز الدولة ومن أجل البروليتاريا أي "العمال") على وفق ما جاء في ادبياتها وطبعا فانها لم تستهدف على الاطلاق تجمعات العمال او اي هدف مدني وهو ما شهدته وثائق المحاكمات لاعضائها إذ عفا الرئيس فرنسوا ميتران عام 1981 عن عدد من المحاكمين من أعضائها.
اما منظمة (بادرماينهوف) اليسارية الالمانية فقد نشطت منذ السبعينات حتى عام 1993 ، وقد اثيرت ضجة بشأنها وفقدت شعبيتها لأنها كانت مسؤولة عن موت 34 شخصاً منهم الحراس الشخصيون و السائقون في نحو 30 عاما من وجودها. وكان الجيش الأحمر الياباني يعلن اهدافه بوضوح (الإطاحة بالحكومة اليابانية والحكم الإمبراطوري والملكي لبدء ثورة عالمية) على وفق وثائقهم. وبتاريخ 31/آذار/1971 قامت المنظمة باختطاف طائرة يابانية على متنها 129 راكبا من مطار طوكيو الدولي واشترك في الاختطاف ثمانية أعضاء مسلحين بالقنابل و أجبرت الطائرة على الهبوط في سيؤول وانزل جميع المسافرين ثم حطت الطائرة في كوريا الشمالية و أطلق سراح الطاقم وتركت الطائرة هناك من دون ان يسيئوا الى احد واكتفوا ببيان اصدروه اوضحوا فيه اهدافهم. وفي عام 2001 أعلنت فوزاكو شيجينوبو زعيمة حركة الجيش الأحمر الياباني حل الحركة وبررت ذلك بتغير الزمن وقالت بهذا الشأن "بما أننا أطلقنا جهودنا لتغيير العالم بدءا باليابان، نريد أن نرد على هذا التحدي بطريقة مختلفة وقررنا حل الجيش الأحمر الياباني. و اوضحت إنها " تخطط لإطلاق ما وصفته بكفاح جديد من اليابان يقوم على التضامن الدولي القانوني يلائم العصر". اما منظمة (ايتا) التي لم تزل تقاتل حتى الآن من اجل انفصال اقليم الباسك عن اسبانيا فيكفي انها تبلغ اجهزة الامن بالهاتف عن وجود قنبلة زرعتها في مكان ما لتسمح لهم باخلاء المكان فتنفجر القنبلة من دون ان توقع ضحايا بين الناس.
اردنا من ذكر تلك الامثلة محاولة التوصل الى تحليل (الارهاب المقارن) لعلنا نصل الى معرفة الأسباب الحقيقية التي تدفع بفرد او جهة ما الى القضاء على حياة اناس مسالمين ليست لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأجهزة الحكومة وهدم عشرات البيوت على رؤوس ساكنيها بمئات الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار من دون مراعاة للنساء والاطفال مثلما يحدث لدينا في العراق. هل نحن بقادرين على التوصل الى فهم الاسباب والدوافع؟ وهل يبقى المواطن المسالم ينتظر المدة بين كل موجتي انفجارات من دون ان تفعل الدولة شيئا لتحميه فيكتفي الاحياء بالاستماع الى اخبار الاموات ونعيهم ورؤية ما تركته الشظايا والنيران على اجسادهم ثم ينتظر ما تبقى من الاحياء دورهم ليموتوا مثلما مات اقرانهم.
ام هل نحن بنا حاجة الى مختصين بالأبحاث النفسية وعلوم الطب ليشرحوا لنا ما يحدث وليحصلوا لنا على الاجابة قبل ان يلفنا الموت المفخخ مثلما لف الجميع؟!.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطط استثمارية (فنطازيّة)!
- أجهزة الأمن ومسؤولية حفظ أرواح الناس وممتلكاتهم
- مجلس النواب يتلاعب بمصير الناس
- خطوط كركوك الحمر و حقوق الناس
- مجلس العاصمة وسر تراكم القمامة
- السر في معارضة عقود النفط
- حكوميون معارضون!
- ملفات الفساد هل تم ترحيلها الى الدورة المقبلة؟!
- تأنيث الطب!
- مشعلوالحرائق!
- زيادة عدد أعضاء مجلس النواب!
- شيوخهم ومفسدونا!
- مسوغات الكويت لإبقاء البند السابع
- التعديل الوزاري
- القائمة المغلقة توريث العمل السياسي
- وتبخرت وعود الكهرباء!!
- الائتلافات الانتخابية .. تكريس الفشل
- عن تقاعد أساتذة الجامعات
- جلسة مجلس النواب ليوم 12 مايس
- محاربة الفساد طريقنا للتقدم


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - نضال آخر زمان .. استباحة دماء الأبرياء